لقد علمني ابن غزه الصامد حب الوطن.
بقلم : سعيد شرار – الدنمارك
هذه تجربتي الشخصية وهذا شعوري الحالي بعد هجرة وطني الأم بحثاً عن حياة افضل.
لقد علمني ابن غزه الصامد ان وطني مكان أشعر فيه بالأمن والأمان، والراحة والاستقرار.
الوطن كلمة لا يعرف معناها إلا ابن فلسطين المحتله الذي رفض مغادرة وطنه بحثاً عن حياة افضل في العالم الغربي كما فعل الأخرون .
لقد علمني ابن غزه الصامد أكثر من أي أستاذ آخر كيف اكتب اسم الوطن بالنجوم على سبورة الليل.
لقد علمني ابن غزه الصامد ان الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا بوجود تربة صالحة ورعاية جيدة، فلا تهملوا أوطانكم.
لقد علمني ابن غزه الصامد ان خبز وطنك أفضل من بسكويت أجنبي.
لقد علمني ابن غزه الصامد انه ما الوطن إلا جماعة تحيا على أرض واحدة وتضم الأحياء والأموات والمواليد الجدد.
لقد علمني ابن غزه الصامد ان خير للمرء أن يموت في سبيل فكرته من أن يعمر طول الدهر خائنا لوطنه جبانا عن نصرته.
لقد علمني ابن غزه الصامد انه بين أول رصاصة، وآخر رصاصة، تغيرت الصدور، وتغيرت الأهداف، وتغير الوطن.
لقد علمني ابن غزه الصامد إن الجمال هو وجه الوطن في العالم فلنحفظ جمالنا كي نحفظ كرامتنا.
لقد علمني ابن غزه الصامد انه عندما يستباح الوطن..يستباح كل شيء، وتصبح الدنيا سوق كبيرة للنخاسة فيه الإنسان أرخص من تراب الأرض.
لقد علمني ابن غزه الصامد انه ليس ثمة مكان أغلى من الوطن. البيت منزلي الصغير بينما الوطن منزلي الكبير كل منهم يمدني بالدفء والحنان. الخبز في وطني أحلى وألذ من الكعك في أوطان الغربة.
لقد علمني ابن غزه الصامد انه الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم. ليس أعذب من أرض الوطن.
لقد علمني ابن غزه الصامد انه تحن الكرام لأوطانها حنين الطيور لأوكارها.
لقد علمني ابن غزه الصامد ان الوطن هو رغيف الخبز والسقف والشعور بالانتماء والدفء والإحساس بالكرامة.
لقد علمني ابن غزه الصامد انه إننا ننتمي إلى أوطاننا مثلما ننتمي إلى أمهاتنا.
لقد علمني ابن غزه الصامد الشعور بأنه عندما وطئت قدمي أرض الوطن شعرت كأن روحي عادت إلى جسدي مرة أخرى.
لقد علمني ابن غزه الصامد ان الوطنية تعمل ولا تتكلم.
لقد علمني ابن غزه الصامد ان الانتماء للوطن ليس كلمة، الانتماء أفعال لا أقوال.
لقد علمني ابن غزه الصامد ان الوطن ليس كلمة نقولها بالأفواه، إنما الوطن هو حماية، وذكريات، وأمل، وصلة رحم، وانتماء. من باع وطنه، أين سيجد وطن يحن عليه ويضمه!
لقد علمني ابن غزه الصامد ان خيانة الوطن هي خيانة للدين وخيانة للنفس، فلا تلقى حجتك على الفقر والفساد. الوطن صورة كبيرة نجتمع فيها كلنا.
لقد علمني ابن غزه الصامد بفعله قائلاً حافظوا على أوطانكم فهي الحضن الدافئ والحنان الغامر بلا حدود.
لقد علمني ابن غزه الصامد انه من أجلِّ أن لا تكسرَ الشظايا زجاجَ الوطن غلّفوهُ.. بالشهداء.
وقد علمني ابن غزه الصامد أكثر من أي أستاذ آخر كيف اكتب اسم الوطن بالنجوم على سبورة الليل.
لقد جئت يا ابن فلسطين الصامد الذي لم تهجر وطنك من اجل حياة افضل لتذكّرني بحلمك في وطن حر وعاصمته فلسطين ، وعن اسم حلمناه لنا لوطن صغير كنا سنسكنه لو كان لنا.
أن يكون الإنسان مع رفيق له حمل السلاح ومات في سبيل الله للدفاع عن الوطن شيء ثمين لا يُمكن الاستغناء عنه.
لقد علمني ابن غزه الصامد بأننا قد أخطأنا حين اعتبرنا أن الوطن هو الماضي فقط.. فالوطن هو الماضي والحاضر والمستقبل.
