تفاصيل مفاجئة.. كيف سقط قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة بقبضة حماس؟
كشف موقع Ynet الإسرائيلي، في تقرير له نشر الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول 2023، عن تفاصيل تصفية حماس للعقيد الإسرائيلي عساف حمامي، قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة، مؤكدةً أن العملية كانت مدروسة من مقاتلي النخبة للمقاومة، بعد أن عُثر لديهم على صور للعقيد الإسرائيلي، وتوجيهات مباشرة باستهدافه.
وفق الموقع الإسرائيلي، فإن الكشف عن هذه المعطيات جاء بعد أن اتُّخِذَ قرار إعلان مقتله وإقامة جنازته بناءً على معلومات موثوقة وموافقة الحاخام العسكري الرئيسي.
من هو حمامي؟
التحق عساف بالجيش الإسرائيلي عام 2002، وانضم إلى لواء غيفعاتي، وفي عام 2010، حصل على وسام الخدمة المتميزة من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك غابي أشكنازي. وتقدم في التسلسل القيادي وخدم من 2016 إلى 2018 كقائد لكتيبة تزابار.
العقيد “عساف حمي” قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة – قناة 12
من عام 2018 إلى 2020، قاد قاعدة تدريب لواء الكوماندوز، وبين عامي 2020 و2022، شغل منصب قائد لواء النقب. وفي مايو/أيار عُيِّنَ قائداً للفرقة الجنوبية في غزة، وهي الفرقة التي تعتبر الأصعب والأكثر تحدياً.
رغم أن جثمانه بحوزة حماس منذ هجوم الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول، فسوف يرافقونه في رحلته الأخيرة إلى المقبرة في كريات شاؤول، حيث سيدفن مثل عمه إيتان حمامي، الذي سقط في أثناء عملية عسكرية، ومع شقيق جدته يائير تساباري الذي سقط في أثناء خدمته.
ذهبت الصحيفة إلى أن ثلاثة أجيال عانت من خسائر في الأرواح، وفقدت جدتُه، شوشانا حمامي، أخاً، وابناً، والآن حفيداً.
كيف قتل؟
وفق الرواية الإسرائيلية، فقد ظل اللواء الإسرائيلي في القاعدة مع ابنه ألون البالغ من العمر 6 سنوات، وفي الساعة الـ6:29 صباحاً، عندما سمع بأول خرق للسياج، قبَّل رأس الصبي وسلَّمه إلى إحدى ضابطات اللواء، وكان أول من غادر القاعدة مع جنديين آخرين لمواجهة مقاتلي حماس الذين لم يكونوا قد اقتربوا بعد من القاعدة في هذه المرحلة.
تضيف أيضاً أنه بينما كانت الصواريخ تدوي في السماء، أدرك حجم الحدث وأعلن عبر الاتصالات لقسم غزة، الرسالة التي تردد صداها في كل مكان: “هذا إعلانٌ للحرب”.
فتح العقيد حمامي بوابة كيبوتس نيريم باستخدام الكود الذي كان بحوزته، وشن معركة ضد بعضٍ من مقاتلي النخبة في حماس، وهي وحدة خاصة تابعة لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، حتى أُصيبَ إصابةً خطيرة.
اختبأ العسكريان اللذان كانا معه، وحاول أحدهما وضع عاصبة وكتابة عبارة “هـ 6:49” عليها، بحسب الإجراء المعروف لكل من اجتاز الدورة الطبية الطارئة الأساسية، وتشير العبارة إلى الوقت الذي وُضِعَت فيه العاصبة.
بين الساعة 7:01 صباحاً و7:05 صباحاً، سُمِعَ أحد العسكريَّين في الاتصالات يقول: “لقد أُصيبَ القائد، ويتطلب الأمر إجلاءً فورياً”. لم تتم عملية الإجلاء، وقُتل جنديان آخران أيضاً بوقت لاحق في المعركة، وأخذت حماس جثتيهما إلى غزة.
في وقت لاحق، تبين أن مقاتلي حماس كانوا يبحثون عن حمامي، فقد أُلقِيَ القبض على عدد من مقاتلي حماس ومعهم صورته وطلبٌ بتحديد موقع الضابط الأكبر.
كان حمامي قد قال لجنوده أكثر من مرة، إنه لن يسمح لـ”حماس” بالقبض عليه حياً، وإذا أُصيب وأُسِر، فإنه يأمرهم بقتله؛ حتى لا يُأسَر حياً.
يشار إلى أن تل أبيب سبق أن اعترفت بأن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول على عشرات البلدات والقواعد العسكرية الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة كان مفاجئاً لها ومثَّل فشلاً عسكرياً واستخباراتياً.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.