منطقة فيها “كنز” بالقارة الأمريكية أصبحت بؤرة صراع قد تشعل حرباً جديدة
بالوقت الذي يشهد العالم عدة بؤر للصراع وحروب بين الدول، من حرب أوكرانيا إلى غزة وصولاً الى توترات شبه الجزيرة الكورية وليس بعيدا ملف تايوان الصين، ارتفعت حدة التوترات أيضاً في القارة الأمريكية وسط مخاوف من اندلاع حرب جديدة هناك.
وذكرت تقارير على وسائل إعلام أمريكية أن مخاوفاً تسود من تأزم الخلافات بين فنزويلا وغويانا في أمريكا اللاتنية، وإمكانية تحولها إلى حرب، وذلك وسط خلافهما بشأن السيادة على منطقة إيسيكيبو الغنية بالنفط.
وكان الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، قد طرح، الثلاثاء الفائت مشروع قانون لضمّ منطقة إيسيكيبو، لتسارع غويانا إلى اعتبار أن هذه الخطوة تشكل “تهديدا مباشراً” لسيادتها وسلامة أراضيها.
وقال مادورو خلال جلسة للحكومة: “أقترح أن يتمّ فوراً تفعيل المناقشة في الجمعية الوطنية والموافقة على القانون الأساسي لإنشاء ولاية غويانا إيسيكيبا”.
كما أمر الرئيس الفنزويلي، خلال الجلسة نفسها، بأن يتم الشروع في الحال في “منح التراخيص لاستغلال النفط والغاز والمناجم” في هذه المنطقة، بحسب وكالة فرانس برس.
وسارعت غويانا إلى التنديد بقرار مادورو، إذ قال رئيسها، عرفان علي، في خطاب استئنائي إلى الأمة، إن ما أعلنه مادورو يمثّل “تهديداً مباشراً لسيادة غويانا وسيادتها وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي”.
وأتى قرار مادورو بعدما صوّت الناخبون في فنزويلا بأغلبية ساحقة (95 في المئة ) في استفتاء جرى الأحد، على ضم هذه المنطقة الخاضعة لإدارة غويانا المجاورة إلى بلادهم.
وتطالب فنزويلا منذ عقود بالسيادة على هذه المنطقة البالغة مساحتها 160 ألف كيلومتر مربع، أي أكثر من ثلثي مساحة غويانا، حيث أن عدد السكان يصل إلى 125 ألف نسمة، وهو ما يعادل تقريبا خمس إجمالي عدد السكان في البلاد.
وتؤكد غويانا التي تملك احتياطات نفطية هي من الأعلى في العالم للفرد، أن الحدود بينها وبين جارتها فنزويلا أقيمت في حقبة الاستعمار البريطاني وثبّتتها محكمة تحكيم عام 1899.
ورفعت غويانا شكوى أمام محكمة العدل الدولية، تطلب فيها من أعلى هيئة قضائية أممية المصادقة على الحكم الصادر عن محكمة التحكيم.
وتشير تقارير إلى أن البرازيل تتوسط لمنع اندلاع أي حرب بين جارتيها، فيما نددت الولايات المتحدة بحديث كاركاس عن هذا الأمر، لا سيما أنها بدأت تعيش فترة تعافي اقتصادي وسياسي بعد رفع بعض العقوبات الأمريكية عنها.
منطقة فيها “كنز” بالقارة الأمريكية أصبحت بؤرة صراع قد تشعل حرباً جديدة