الإضراب العالمي وموقف الأردن من غزة
كتب ماجد القرعان
كغيري على امتداد الوطن العربي تفاعلت مؤيدا مع الدعوة لتنفيذ اضراب عام على أمل اثارة الرأي العام العالمي للتضامن مع غزة التي تتعرض لأبشع حرب ابادة تشنها قوات الإحتلال الإسرائيلي بدعم معلن وغير محدود من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من دول الغرب والتي أودت حتى الآن بحياة أكثر من 18 الف شهيد واصابة أكثر من 50 الف انساني غزي اغلبهم من الأطفال والنساء اضافة الى تدمير البنى التحتية من مجمعات سكنية ومستشفيات ومدارس ودور عبادة .
منذ ان غصت منصات التواصل الإجتماعي بدعوات الإضراب سعيت أولا لمعرفة الجهة التي اطلقت المبادرة فظهر لي خلال عمليات البحث ان أكثرها كانت صفحات وهمية ومن ثم بدأت تظهر منشورات مؤيدة من مواطنين وهيئات ومنظمات اغلبها عربية مفترضين ان تنفيذ الإضراب في الدول التي أخذت منحى دعم دولة الإحتلال سيشل اقتصادياتها وبالتالي تصبح بمثابة ورقة ضغط على قادتها ليعودوا الى رشدهم بالوقوف الى جانب الحق الذي أكدته سابقا عشرات القرارات الدولية بان اسرائيل دولة مغتصبة وان للفلسطينيين كامل الحق في التحرر من براثن الإستعمار وبانشاء دولتهم المستقلة .
ما لفت نظري اليوم ان أكثر الدول تفاعلا مع هذه الدعوة كانت الأردن التي وضعت كافة قدراتها وامكانياتها في خدمة القضية الفلسطينية ودعم أهل غزة منذ ساعة العدوان ويشهد العالم أجمع على مواقفها المشرفة الثابتة قيادة وحكومة وشعبا نصرة لغزة وأهلها وأمام ذلك اضع مئة علامة استفهام أمام سؤال واحد .
ماذا جنى أهل غزة الصامدين المرابطين من اضراب الأردن ؟
استوقفني في هذا الأمر رأيان الأول كان لوزير الإعلام الاردني المشهود له في موضوعيته الإستاذ مهند المبيضين والذي قال في تصريح صحفي أن التفاعل الجماهيري في الدول العربية مع الإضراب كان للتضامن مع غزة يهدف الى دفع حكوماتها لأخذ موقف أكثر حسما في تضامنها مع القطاع مبينا في ذات الوقت ان موقف الأردن واضح وحاسم منذ البداية ومتقدما ويسير في خط مواز مع الموقف الشعبي .
وزاد لافتا الى أن الأردن الذي ارسل خبزه ودواءه وكل ما يستطيع إلى غزة يعمل على حشد الموقف الدولي لدعم الأشقاء في غزة وإدخال المساعدات وساهم بشكل كبير في التأثير على الموقف الدولي بشكل إيجابي من العدوان على قطاع غزة .
والأهم ايضا فيما قاله ان الموقف الأردني لا يحتاج للإضراب من أجل الضغط على الدولة، بل يحتاج للعمل أكثر، والتبرع من رواتبنا وأرباحنا لدعم أكثر لأهل غزة مقترحا على الأردنيين اعتماد يومًا للعمل لصالح اسناد الحكومة في دعم أهالي قطاع غزة بالمساعدات، بدلًا من الدعوات للإضراب، مؤكدًا أن دعم القطاع يتطلب أن نكون أقوياء اقتصاديًا حتى نتمكن من الاستمرار في تقديم المساعدات اللازمة.
وما قاله المبيضين في ختام تصريحه يأتي منسجما مع تغريدة اطلقها على حسابه أكس الكاتب الإقتصادي موسى الساكت والذي كتب عشية يوم الإضراب
” غدا الدوام عندي كالمعتاد وجميع ايرادات هذا اليوم ان شاء الله ل #غزة_العزة ”
الملفت هنا ان تغريدة الساكت لم تعجب البعض الذين اعتبروه مقصرا بحق أهلنا في غزة لكن اجاباته عليهم كانت موضوعية والتي اقتبس منها
” المجزرة والألم والذل والهوان اصبح لا يطاق ولكن بنفس الوقت الاضراب محليا لن يجدي نفعا… إذا جمعنا ايرادات يوم بدل الاضراب هي ملايين وليس 100 ليرة. وما ينطبق على الغرب لا ينطبق علينا … نساندهم بارواحنا وبكل ما لدينا .. الاضراب مهم في الغرب للضغط على حكوماتها الداعمة للكيان المجرم ومحليا الأمر مختلف… فكرة تجميع الإيرادات يكون دعم لأشقائنا واهلنا من غير تعطيل الاقتصاد ومصالح الناس ”
الدعوة للاضراب عبر صفحات وهمية ذكرني بما اصطلح على تسميته بالربيع العربي الذي أكل الأخضر واليابس وما زال مُطلقها مجهولا …فهل نتعظ .