أوجعنا الصمت العالمي على ما يجري في غزه
كتبت: يسرى أبو عنيز
أوجعتنا تلك الدموع التي تذرف على الزملاء في غزه الذين يتساقطون الواحد تلو الآخر في غزة..كما أوجعتنا تلك المشاهد التي نتابعها كل يوم على شاشات التلفزة والمحطات الفضائيه التي تنقل لنا ذلك الوجع من غزة العزة..وغزة الصمود.
وأوجعتنا تلك الدموع في عيون وائل الدحدوح الذي استهدفته قوات الاحتلال الإسرائيلي ولكن إصابته كانت باليد ولم يتمكنوا منه،حيث استطاع أن يصل لأقرب مكان وتم إسعافه بعد أن قصفوا المدرسة التي كان الزملاء في قناة الجزيرة الفضائية وائل والشهيد سامر ينقلون الأحداث الدائرة هناك.
الزميل الشهيد سامر قتله العدو الإسرائيلي مع سبق الإصرار والترصد بدم بارد حتى أنهم تركوه ينزف لمدة 6 ساعات بعد إصابته ،ومنعوا سيارات الإسعاف من الوصول إلى المكان،كما منعوا أي شخص من إسعافه ،وعند تمكن سيارات الإسعاف من الوصول إلى المكان المتواجد فيه قاموا بقصفها،وقتل3 من كوادر الإسعاف ،مما يؤكد وجود النية لدى العدو الإسرائيلي بتعمد قتل الصحفيين،ومنعهم من نقل ما يجري في قطاع غزة من جرائم حرب وإبادة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية على مرأى ومسمع من الجميع.
نعم فإن الوجع أكبر كما يراه الدحدوح الذي فقد زوجته،وابنه وإبنته،والعديد من أقاربه في قصف متعمد من العدو،وتم تهجيره في وسيله للضغط ،وحتى لا يتم نقل الحقيقة للعالم،والوجع كبير كما يراه الزملاء ونراه على الألاف من الشهداء والجرحى جراء الحرب المرتكبة ضد غزه .
ولأكثر من شهرين والقلم لا يستطيع أن يكتب حرفا..والكلمات تعجز عن الوصف لما يجري في غزه..لأن الوجع على ما يجري هناك هو أكبر من أن تكتبه الحروف..وتصفه الكلمات..فأي وجع هذا ونحن مراقبون فقط وعشنا كل هذا الألم والقهر والوجع..فما حال من يعيش هذه الظروف لحظة بلحظة..وثانية بثانية في تغطية شاملة ومستمرة لما يجري ..ومن يعيش تحت هذا القصف.. وتلك الظروف..
نعم فإن ما يجري هو الوجع بعينه..والوجع لا يمكن كتابته حتى وإن نقلناه في بث حي ومباشر..فالوجع الحقيقي هو ما يعيشه أهل غزة والعالم يقف دون أن يحرك ساكناً بل يقف متفرجا على جرائم إبادة جماعية للفلسطينين في غزه من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
فالعدو الذي يرتكب في كل يوم مجازره ،وجرائمه بدم بارد لا يجد من يردعه.. ويضع حدا له ولإجرامه..قتل الأطفال والشيوخ والنساء والشباب..وهدم البيوت والمستشفيات والمدارس والمساجد..دمر غزه في محاولة لتهجير أهلها..ولم يسلم منه شيء..
هذا العدو الذي قتل الأبرياء العزل ..وقتل المرضى وأطفال الخداج..ودمر المدارس وقتل طلبتها يحاول طمس الحقيقة..وتشويهها..قتل الأطباء والممرضين..ولم يسلم منه أحد..ولا يريد أن يكتب أحداً عن جرائمه..أو ينقل الأحداث في غزة.. والعنف ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة فجاء قتل الصحفيين..بل واستهدفهم..ولم ولن يتوقف الأمر عند سامر أبو دقه ففي كل يوم يغتال المزيد منهم حتى إقترب عدد من قام بقتله وتصفيته من الصحفيين منذ السابع من تشرين الأول الماضي من المئة صحفي..
وجرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي المرتكبة ضد أبناء غزة ،وأبناء فلسطين المحتلة بشكل عام إرتبطت بقتل الصحفيين..حيث أننا لا نستطيع أن ننسى..ولن ننسى كيف قام قناصة العدو قبل ما يقارب عامين من تصفية الشهيدة الزميلة شيرين أبو عاقلة بدم بارد في مخيم جنين رغم أنها كانت ترتدي ما يظهر بأنها صحفية..ولكنها كانت مستهدفة كما هو الحال بالنسبة للزملاء من الصحفيين الآن..
نعم أوجعنا اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة..وأوجعنا إغتيال جميع الزملاء في غزه..وأوجعنا أكثر ما يجري في غزة وفلسطين..ولكن المؤلم ويزيد من وجعنا الصمت العالمي على هذه الجرائم ضد الإنسانية.