نجاحات دبي صارت قاطرة
بقلم الدكتور أحمد طقش
تأتي الدورة التاسعة و العشرون من ( مهرجان دبي للتسوق ) هذا العام ، بالتزامن مع مهرجان ( شتانا في حتا ) الذي يقام للمرة الأولى ، و يتميز بمزيج فريد من الفعاليات الموسيقية و الألعاب النارية و التشكيلات الضوئية ، و تجارب الطهي و تناول الأطعمة اللذيذة ، فضلا عن الأنشطة الرياضية و الترفيهية الحية في مركز وادي حتا ، و بحيرة ليم في المنطقة الجبلية الخلابة بدبي
يشارك نحالون من حتا في الدورة الثامنة من ( مهرجان حتا للعسل ) ضمن فعاليات مهرجان ( شتانا في حتا ) الذي يستمر حتى 31 ديسمبر الجاري ، حيث يعرضون أنواعا مختلفة من العسل الذي تشتهر منطقة حتا بإنتاجه
مع انطلاقة الاحتفالات في مركز وادي حتا ، سيتصدر الثنائي الشهير القابل للنفخ ( ذا أنوكي ) المهرجان لمشاركة رسائلهما الإيجابية عن كوكب الأرض و الحفاظ عليه ، ضمن الدورة الأكبر و الأفضل حتى الآن من فعالية ( أضواء دبي )
نجح ( براند دبي ) بتنظيم مهرجان ( شتانا في حتا ) لأنه درس سيكولوجية الجمهور ، فنظم فعاليات منبثقة مما يرضي شخصيات الإماراتيين و الوافدين ، أعني التنوع و الغنى و الشمولية ، انطلاقا من التراث ، مرورا بالرياضة ، و انتهاء بالشعر و ( مهرجان حتا للعسل )
كل شيء في حتا جميل ، الهدوء الموسيقي ، الحرف اليدوية ، كرم أهالي حتا ، تغطية مؤسسة دبي للإعلام ، الهواء العذب ، الجبال العالية ، البحيرة الناعمة ، زقزقة العصافير ، بياض البجع … كل هذا يترك في النفس مشاعر نفيسة عز نظيرها و انقطع مثالها خارج حتا
ضمن حملة ( وجهات دبي ) في موسمها الشتوي الثالث ، تضم النسخة الأولى من مهرجان ( شتانا في حتا ) من تنظيم ( براند دبي ) الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي ، بالتعاون مع اللجنة العليا للإشراف على تطوير منطقة حتا ، مجموعة متنوعة من ورش العمل الفنية التي يقبل عليها الكبار و الصغار لتعلم العديد من المهارات و التقنيات الخاصة بالرسم ، و منها الرسم على الفخار و الرمال و السيراميك و الكانفس ، و كذلك الرسم على القهوة و الحقائب ، إضافة إلى ورش تنسيق الزهور ، و فنون القهوة و تغليف الهدايا ، و النسيج و التطريز و غيرها من الفعاليات التي تقام في مناطق مخصصة ، و أجواء آمنة في طبيعة حتا الساحرة
أحد أهم أسرار نجاح دبي أنها تهتم بالأطراف تماما كما تهتم بالمركز … كانت حتا قبل مهرجان ( شتانا في حتا ) ريف ، أصبحت الآن في قلب المركز في قلب المدينة في قلب القلب
قرر المواطن بخيت محمد المقبالي من مدينة حتا أن يكون جزءا من تاريخها و تقاليدها من خلال إنشاء شركته ( زمان أول ) للتجارة ، و التي حمل فيها روحا ريادية وحبا لتراث مدينته ، إذ يعد مشروعه استمرارا لتراث حتا ، و جهدا للمحافظة على الهوية الثقافية فيها
ترسم المزارع في منطقة حتا بتنوعها و انتشارها بين الجبال لوحات من الجمال ، أضفت سحرا على معالمها التاريخية و مرافقها الحديثة ، و شكلت مساحاتها الخضراء التي تلفها أجواء الهدوء و السكينة ، و تصميمها الذي يتناغم مع المناظر الطبيعية بها ، متنفسا لأهالي المنطقة و الزوار ، حيث باتت مجالس مفتوحة يتسامرون فيها ، و يتبادلون الأحاديث ، و الملاذ المثالي للابتعاد عن صخب الحياة
قل لي لأي مدينة تتبع ؟ أقل لك من أنت … طالما أن حتا بنت جيران دبي ، فحتما تستمد جمالا من جمالها ، و حضارة من حضارتها ، وسمعة عسلية من سمعتها
كالعادة … دبي تفي بوعودها … وعدتنا بحتا ، فكانت النتيجة مذهلة ، أسبوعان من التميز و الروعة في أحضان الطبيعة الشيقة ، وفق خطة مدروسة لشتاء دافئ نافع و مفيد لكل أفراد الأسرة
حملتنا حتا على أجنحة الحلم اللازوردي … طارت بنا و طرنا بها ، نحو سماوات الشعر الإماراتي الشفيف ، حلقنا بارتفاعات النفس الراقية الرقيقة إلى فضاء الإبداع اللامحدود
مسرح شتانا في حتا … مسابقات و برامج تلفزيونية و إذاعية على الهواء مباشرة عبر ( دبي للإعلام ) و عروض تراثية من خلال ( مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث ) خلال النسخة الأولى من المهرجان الذي ينظمه براند دبي ، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي ، بالتعاون مع اللجنة العليا للإشراف على تطوير منطقة حتا
تفتح مدينة حتا ذراعيها بدفء لكل زائر يطأ أرضها ، تأسرهم بأحضان الطبيعة الخلابة التي تزخر بها الجبال الشاهقة و الوديان الساحرة ، و التي تضفي جاذبية خاصة تجعلها تتفرد عن غيرها من المناطق ، فهي ليست مكانا فقط ، بل تجربة ساحرة تفوح بعبق الطبيعة وترحيب أهلها
أطلق 400 بطة في بحيرات و سدود المدينة …أفاد المواطن سالم بن سالمين البدواوي من مدينة حتا بأن عشقه لمدينته و ارتباطه العميق بأرضها الخصبة و جبالها الساحرة ووديانها الخلابة ، ألهماه تجربة فريدة تمثلت في قرار اتخذه قبل تسعة أعوام تقريبا ، و هو أن يقدم قطعة من جنة حتا للعالم ، أطلق عليها اسم ( مزرعة السعادة ) ، و حولها إلى مرفق متكامل ، يقدم تحت سقفه خدمات فاخرة للمواطنين و المقيمين و السائحين في الإمارات
إحياء للطقس التقليدي في استقبال الضيوف قديما ، قرر المواطن حمدان حمد البدواوي افتتاح مقهى يستقبل فيه الزوار تحت ظلال الشجر ، مستثمرا طبيعة المنطقة و تحديدا ( استراحة الشريعة ) التي تجمع التراث و الترفيه في قلب حتا ، مطلقا عليه اسم ( أندر ذا شيد ( تحت الظل )) ، فلطالما كان سكان حتا يستقبلون ضيوفهم في الماضي في الهواء الطلق تحت ظلال الأشجار ، مستثمرين الأجواء التي تتمتع و تتميز بها المنطقة ، أو في العريش الذي يصنع من سعف النخيل
شهد مهرجان ( شتانا في حتا ) منذ انطلاقته ، إقبالا و تفاعلا كبيرين من زواره ، و شكلت فعاليات حملة ( وجهات دبي ) إضافة لافتة ، بعدما استقبل 35 متطوعا و متطوعة من أبناء مدينة حتا ، الزوار ، مرحبين بهم بالفرنسية و الإنجليزية و الهندية ، تجسيدا لروح التنوع و التفاعل الثقافي
أكدت هيئة تنمية المجتمع في دبي استمرار تنفيذ مشاريعها الهادفة إلى التمكين الاجتماعي المستدام لأهالي منطقة حتا ، و تقديم الدعم اللازم لهم بما يضمن استحداث فرص و مسارات مختلفة للتنمية الاجتماعية المستدامة ، التي من شأنها تعزيز السعادة بين سكانها ، و ترسيخ مشاركتهم في مجمل العملية التنموية التي تشهدها دبي في مختلف المجالات و ذلك ضمن مشاركتها في الخطة التنموية الشاملة التي أطلقتها حكومة دبي لتطوير المنطقة ، التي تحتضن حاليا مهرجان ( شتانا في حتا ) الذي يتضمن باقة من الفعاليات و البرامج الترفيهية و السياحية ، تشهد إقبالا كبيرا من الزوار
نجاج دبي ، بل نجاحات دبي في تخطيط و تنفيذ مهرجان ( شتانا في حتا ) صارت قاطرة لمدن أخرى ، و أستاذة لعواصم أخرى أبهرها حسن تأدية دبي لرعاية حقيقية شاملة لأطراف المدن ، بإمكان القرى البعيدة عن المدن أن تكون مصدر طاقة استدامة شديد الفعالية ماديا و معنويا ، إذا حظيت باهتمام حكومي رسمي ، و شعبي من الأهالي