ما هو محور فيلادلفيا في غزة ولماذا يسعى الاحتلال لتدميره
يواصل المتطرفون لدى الاحتلال الإسرائيلي شن هجومهم الإجرامي على الفلسطينيين والارض الفلسطينية؛ فلم يكتفي الاحتلال بتنفيذ مجازر الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 86 يوما، بل بدأوا بالترويج لاحتلال مناطق جديدة من القطاع ومن الأراضي اللبنانية.
وبعد تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حول أهمية سيطرة جيش الكيان على محور فيلادلفيا الذي يفصل بين مصر وغزة، جاء وزير الدفاع الأسبق لدى الاحتلال أفيغدور ليبرمان ليفجر حديثا جديدا.
وقال ليبرمان عبر حسابه في “إكس” (تويتر سابقا)، تحت عنوان (اليوم التالي):” أدعو إسرائيل إلى السيطرة الأمنية، على شمال قطاع غزة، وإنشاء شريط أمني بعمق كيلومتر واحد على الأقل، داخل أراضي القطاع، كما أطالب إسرائيل أيضا باحتلال جنوب لبنان، وتمركز الجيش الإسرائيلي، على نهر الليطاني”.
ولم يكتفِ المتطرف ليبرمان بذلك، بل دعا إلى تدمير محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، معتبرا أن ذلك سينشئ سيناريو يغادر من خلاله نحو 1.5 مليون نسمة من سكان قطاع غزة نحو سيناء، معتبرا أن ذلك في حال حدث يعد “نتيجة ضرورية في أعقاب الحرب” على غزة.
وذكر ليبرمان في منشوره إن “أي تسوية في مسألة اليوم التالي يجب أن تتضمن رسالة واضحة لعدم العبث معنا موجهة لحماس وحزب الله”، مشيرا إلى أن خسارتهما الأراضي التي يسيطرون عليها هي الثمن الباهظ الذي يجب أن يدفعاه.
واستنادا إلى أرقام الأمم المتحدة، فقد أرغم 1.9 مليون شخص يمثلون 85% من سكان غزة على النزوح بسبب المعارك فيما يخيم شبح مجاعة على القطاع الذي يواجه أزمة إنسانية متعاظمة في ظل حصار مطبق يمارسه الاحتلال الإسرائيلي.
فما هو “محور فيلادلفيا” الحدودي بين غزة ومصر؟ ولماذا يقلق الاحتلال؟
يقع محور فيلادلفيا والذي يسمى أيضا “محور صلاح الدين”، على امتداد الحدود بين غزة ومصر، ضمن منطقة عازلة بموجب اتفاقية السلام “كامب ديفيد” بين مصر والاحتلال الإسرائيلي عام 1979، ويبلغ طوله 14 كلم.
ووفقا للإتفاقية فإنها تسمح للاحتلال ومصر بنشر قوات محدودة العدد والعتاد ومحددة بالأرقام ونوعيات السلاح والآليات التي يمكن نشرها على ذلك المحور، وذلك بهدف القيام بدوريات على جانب المحور المصري، لمنع التهريب والتسلل.
كما تتيح الاتفاقية تواجدا للاحتلال ضمن هذا الشريط العازل الذي يعرف باسم محور فيلادلفيا، وهو يقع ضمن المنطقة “د” بموجب الملحق الأول، البروتوكول الخاص بانسحاب الاحتلال وترتيبات الأمن، والتي تتيح تواجد قوة عسكرية للاحتلال محدودة مكونة من 4 كتائب مشاة وتحصينات ميدانية ومراقبين من الأمم المتحدة، على ألا تتضمن القوة أي تواجد للدبابات أو المدفعيات أو الصواريخ ما عدا الصواريخ الفردية “ارض-جو”.
كذلك يمكن أن تمتلك قوات المشاة التابعة للاحتلال في هذه المنطقة حتى 180 مركبة عسكرية، وباجمالي عدد مشاة لا يتجاوز 4 آلاف فرد.
أما في المنطقة “ج”، فتسمح الاتفاقية بوجود قوات الأمم المتحدة والشرطة المدنية المصرية، وفي المنطقة “ب” يسمح بوجود وحدات حدود مصرية من أربع كتائب مجهزة بأسلحة خفيفة، والمنطقة “أ” تتواجد فيها قوات عسكرية من فرقة مشاة ولواء مدرع وكتائب مدفعية بما لا يتجاوز عن 22 ألف عسكري مصري.
وكانت قوات الاحتلال تسيطر على المنطقة “د” أي ذات المنطقة، بما يتضمن محور فيلادلفيا حتى انسحابها منها وتسليمها للسلطة الفلسطينية في عام 2005، ولترتيب تواجد مصري لقوات حرس الحدود تم توقيع اتفاقية جديدة عرفت باسم “اتفاقية فيلادلفيا” والتي تتماشي مع اتفاقية “المعابر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية” التي تم التوقيع عليها في العام ذاته.