الشيخوخة “بعبع” الشباب بالعشرينيات من العمر.. ألهذا يقبلون على البوتوكس؟
مرّ أكثر من 20 عامًا على منح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إذن استخدام البوتوكس لغايات تجميلية. وقد أتاح هذا الإجراء الجراحي البسيط لملايين الأمريكيين الذين يعانون من جباه متجعّدة، فرصة استعادة مظهر أكثر شبابًا.
ورغم أنّ معظم من تلقوا البوتوكس هم في منتصف العمر، إلا أنّ أطباء الجلد وجرّاحي التجميل يقولون إنهم يقدمون خدماتهم الآن لمجموعة جديدة من المرضى: الجيل Z.
وقالت الدكتورة شيرين إدريس، طبيبة الأمراض الجلدية التي تعمل في مدينة نيويورك، إن متوسط عمر مرضاها يميل لأن يكون أصغر سناً سنة بعد أخرى. فقد قصد عيادتها بعض المرضى بحثًا عن البوتوكس للتجاعيد غير الموجودة.
وقالت: “إنهم يأتون من دون أي خطوط أو علامات ظاهرة على بشرتهم. ويأتون لأنهم خائفون من الشيخوخة”.
يحتوي حِقَن المُعدِّل العصبي مثل البوتوكس، ديسبورت، زيومين وجيوفو، على توكسين البوتولينوم، وهو سمّ عصبي يُطلق عليه غالبًا “السمّ المعجزة” لخصائصه التي تساعد على استرخاء التجاعيد. يمكنه علاج نوعين من التجاعيد: الثابتة والديناميكية.
تظل التجاعيد الثابتة مرئية على الجلد في حالة استرخاء الوجه، وتنتج عن فقدان المرونة والكولاجين في الجلد. التجاعيد الديناميكية هي تلك التي تظهر على الوجه بسبب تعابير مثل العبوس أو الابتسام.
بمرور الوقت، يمكن أن تتحول التجاعيد الديناميكية إلى تجاعيد ثابتة بسبب الحركة المتكررة وفقدان المرونة.
ويشكل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و54 عامًا النسبة الأكبر من الحاصلين على حِقن مُعدلة للأعصاب في عام 2022، بنسبة بلغت 57%، مع حصول نحو 5 ملايين شخص ضمن هذه الفئة العمرية على الحقن، تبعًا للإحصاءات الإجرائية الصادرة عن الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل التي تمثّل الآليات التي يتّبعها الجراحون، وهم أعضاء في هذه الجمعية ومعتمدون من قبل المجلس الأمريكي لجراحة التجميل.
لكن بين عامي 2019 و2022، ارتفع عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 19 عامًا وما دون، ويتلقون حِقن معدلة عصبية بلغت نسبة 75%، وفق ما أظهرت البيانات. وقد زاد الاقبال عليها بنسبة 71% لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عامًا.
وقال ويليامز إنّ الزيادة مدفوعة في المقام الأوّل بالبوتوكس الوقائي أو البوتوكس “الصغير”: حقن البوتوكس في منطقة من الوجه لا تحتوي على تجاعيد محددة، يهدف لمنعها من التشكل.
ورغم موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام البوتوكس على الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا وما فوق، إلا أن إدريس لا تنصح بالحقن لأي شخص يقل عمره عن 21 عامًا ولا يعاني من تجاعيد مرئية.
نصيحتها للشباب؟ قالت: “ادخر أموالك واذهب إلى أوروبا، وعد لزيارتي عندما تظهر علامات الشيخوخة الأولى على وجهك ولا تختفي أثناء استرخاء عضلات الوجه”.
ويبلغ متوسّط كلفة حقن البوتوكس حوالي 530 دولارًا، وفق إحصائيات الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل.
يقول إدريس إنّ الوحدة الواحدة من توكسين البوتولينوم تكلف بين 15 و20 دولارًا كمعدل وسطي. يعتمد عدد الوحدات المستخدمة على مستوى التجاعيد لدى الفرد ومدى رغبته بعلاج المنطقة. على سبيل المثال، قد يحصل الشخص الذي يحصل على “بوتوكس الأطفال” على 10 وحدات لكل منطقة. بالنسبة للبوتوكس القياسي، عادةً ما يتم استخدام بين 20 و40 وحدة لكل منطقة.
في المتوسط، تستمر نتائج الحقن بين ثلاثة وأربعة أشهر، لذلك من الضروري إجراء المزيد من الحقن لإبعاد التجاعيد والخطوط الدقيقة، بحسب إدريس. وهذه تكاليف إضافية.
وتظهر البيانات أن عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 19 عامًا وما دون والذين يحصلون على حقن معدلة عصبية زاد بنسبة 75% بين عامي 2019 و2022.
ويوافق ويليامز على أن بعض الشباب الذين يبحثون عن إجراءات وقائية يُحتمل أن ينفقوا الأموال على مشكلة غير موجودة.
وأوضح: “أنت تفترض المكان الذي ستظهر فيه التجاعيد، وربما تكون كذلك، لكن ربما لا”. وأضاف: “في بعض الأحيان، يتطلب الأمر القليل من النضج للتفكير في ذلك أيضًا، عوض القول: ’لا أريد أن تظهر التجاعيد على وجهي‘. إنها منطقة معقدة”
ولفتت إدريس إلى أن البوتوكس “الوقائي” قد يكون مضيعة للمال بالنسبة لبعض الشباب، لكن هناك استثناءات لدى الأشخاص الذين لديهم تجاعيد محددة في سن مبكرة، وذلك ببساطة للمساعدة على تعزيز ثقتهم بأنفسهم.
تعتبر حقن البوتوكس آمنة بشكل عام، لكن ويليامز يقول إن استخدام الحقن لفترة طويلة قد يؤدي إلى ضمور حجم العضلات وتلاشيها بسبب قلة الاستخدام.
واستنادًا إلى تجربتها، قالت إدريس إنه إذا حصل الفرد على البوتوكس كل 3 أو 4 أشهر لعقود من الزمن، فإن عضلات الوجه يمكن أن تبدأ تصبح أرق وأكثر ضعفًا في سن أصغر.
ولفت ويليامز إلى أنّ هذا هو رد الفعل الطبيعي للجسم تجاه حقن المعدلات العصبية.
وأشار إلى أنّ “العلم واضح: إذا قمت بعرقلة عمل العضلات ولم تعمل العضلة، فإنها ستضمر وتصغر بمرور الوقت”.
وشرحت إدريس “إن بنية عظامك تتغير أيضًا مع التقدم بالسن، لذا إذا استمر البوتوكس بالتوازي مع تقدمك في السن، فإن مكانه لن يكون وفق ما توقعته”.
ومع ذلك، إذا توقف المريض عن الحقن، فيجب أن تعود وظيفة العضلات الطبيعية إلى الوجه بمرور الوقت مع معاودة بناء قوتها. قد يستغرق ذلك أسابيع أو أشهر اعتمادًا على عدد مرات حصولهم على الحقن.
تشمل المخاطر الأخرى المرتبطة بحقن المعدل العصبي الكدمات، والألم، والاحمرار في موقع الحقن، بالإضافة إلى أعراض شبيهة بتلك الخاصة بالأنفلونزا، والصداع، والغثيان، وضعف مؤقت في الوجه.
إن جنون مكافحة الشيخوخة لا يقتصر على الشباب. يمكن العثور على مراهقين يطلق عليهم اسم “أطفال سيفورا” يتسابقون في ممرات متاجر مستحضرات التجميل بحثًا عن منتجات العناية بالبشرة العصرية التي شاهدوها عبر الإنترنت.
السبب وراء اهتمام بعض المراهقات بمنتجات التجميل تحديدًا ليس بسيطًا، لكن الدكتور ميتش برينشتاين، كبير مسؤولي العلوم في جمعية علم النفس الأمريكية، يقول إن وسائل التواصل الاجتماعي تغذي ذلك بالتأكيد.
يستهلك العديد من الأطفال في مرحلة ما قبل المراهقة كميات كبيرة من المحتوى، فيبدأ جزء من أدمغتهم، قشرة الفص الجبهي، بالتطور والنضج بسرعة أكبر.
وقال: “إنها المنطقة التي تخلق المزيد من مستقبلات الدوبامين، والأوكسيتوسين في المناطق الاجتماعية من الدماغ، وفجأة نصبح مهتمين للغاية بجذب الانتباه والتعليقات الإيجابية من أقراننا. لقد اتبعنا آلية بيولوجية طبيعية وأضفناها على المنشطات”.
يمكن للمراهقين الذين يرغبون بشدة في التأقلم أذية حاجز بشرتهم من غير قصد باستخدام منتجات العناية بالبشرة غير المخصصة لهم.
ونصح أطباء الجلد الشباب المهتمين بالظهور أكبر سنًا، الاستثمار في روتين بسيط للعناية بالبشرة: منظف للوجه، ومرطب، وواق شمسي يومي.
إن تناول نظام غذائي صحي غني بمضادات الأكسدة مثل الفاكهة والخضار يمكن أن يحسن إنتاج الكولاجين، وتقليل الأطعمة المصنعة، والسكر.
أما بالنسبة للعناية بالبشرة، رأت إدريس أنّ على البالغين البدء باستخدام سيروم فيتامين سي وأحماض ألفا هيدروكسي في منتصف العشرينيات وحتى أواخرها. ومع ذلك، يجب تجنب مشتقات فيتامين أ مثل الريتينول حتى سن الثلاثين بالحد الأدنى.