بالخريطة.. من أين انطلقت المسيرة التي هاجمت الجنود الأمريكيين في برج “تي 22″؟
في تصعيدٍ وصفه البنتاغون بـ “الخطير”، قُتل لأول مرة عسكريين أمريكيين بنيران معادية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، وذلك بواسطة هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة فرب الحدود الاردنية ما فاقم المخاوف من توسع نطاق الحرب إلى نزاع يشمل إيران في شكل مباشر.
وفي تفاصيل الخبر، استهدفت مسيرة مجهولة قاعدة “تي 22″، المخصصة للدعم اللوجستي لقاعدة التنف الواقعة جنوب شرقي سوريا والقريبة من الحدود الأردنية.
وهنا يبرز السؤال الأهم المتمثل: من أين انطلقت المسيرة التي هاجمت الجنود الأمريكيين
يعتقد عدد من مسؤولي الدفاع والمخابرات الأمريكيون أن الهجوم أحادي الاتجاه الذي شنته مسيّرة تابعة لفصائل مدعومة من إيران أمس ضد قاعدة التنف وقاعدة البرج 22 للدوريات والعمليات في شمال شرق الأردن، انطلق من أو بالقرب من قاعدة الإمام علي العسكرية.
وأكد المسؤولون أن قاعدة الإمام علي، قاعدة إيرانية تقع بالقرب من بلدة البوكمال في جنوب سوريا، ويديرها الحرس الثوري الإيراني إلى جانب العديد من الميليشيات المدعومة إيرانياً بما في ذلك كتائب حزب الله.
– لمحة عن قاعدة الإمام علي
تقع القاعدة في مدينة البوكمال في محافظة دير الزور السورية على الحدود مع العراق، وتخضع للإنشاء المستمر منذ أوائل عام 2018.
وكانت وكالة “فوكس نيوز” أصدرت تقريراً في 4 سبتمبر/أيلول 2019، كشفت فيه بأن إيران تعمل على مشروع سري باسم “قاعدة الإمام علي” قُرب البوكمال.
فيما أُكّد الأمر عبر صور الأقمار الصناعية، وقد أتت الموافقة على تنفيذ المشروع من النظام في طهران، وجرى إكماله من خلال فيلق القدس.
وفي 9 سبتمبر 2019، ظهرت تقارير تفيد بأن الميليشيات الإيرانية أو تلك المدعومة منها قد استُهدفت في غارات جوية، بدت مشابهة للغارة الجوية التي وقعت في يونيو 2018 والتي استهدفت قاعدة كتائب حزب الله في موقع مماثل.
وأشارت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها EROS في أواخر عام 2019 إلى أنه يجري بناء نظام أنفاق، تعتقد مصادر استخباراتية غربية أنه سيحتوي على صواريخ.
من جانبها، تبنّت ما يعرف بـ”المقاومة الإسلامية في العراق” التي تضم فصائل عدة موالية لطهران على حسابها في تليغرام، “هجماتٍ شُنّت فجر الأحد بمسيّرات” على 3 قواعد، بينها التنف والركبان.
ومن جانبها، أعلنت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية، مقتل 3 وإصابة 34 عسكرياً أمريكياً أجلي 8 منهم خارج الأردن، وقالت: إن هويات القتلى ستُحجَب إلى حين إخطار عائلاتهم.
وقالت في بيان، إن نحو 350 عسكريًا من سلاحَي البر والجو الأمريكيَّيْن ينتشرون في القاعدة، وينفّذون عددا من مهمّات الدعم الأساسيّة، بما في ذلك دعم قوات التحالف ضد تنظيم داعش.
وبحسب جوناثان لورد، وهو عضو بارز في CNAS ومسؤول سابق في وزارة الدفاع، فإن قاعد “تي 22” تقع عند تقاطع حدود الأردن والعراق وسوريا، مشيراً إلى أنها منطقة رئيسية تقع على مقربة من المناطق التي سيطرت عليها كتائب حزب الله، وهي ميليشيا موالية لإيران.
والجدير ذكره أن القوات الأمريكية وقوّات التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش المنتشرة في العراق وسوريا، استُهدفت بنحو 160 هجوماً منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، وفق وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، ونفّذت واشنطن ضربات انتقامية في كلا البلدين.