علي بابا” تدرس بيع سلسلة مراكز التسوق في أحدث خطوة للإصلاح
تدرس “مجموعة علي بابا القابضة” بيع ذراعها للمتاجر المتعددة الأقسام “إن تايم” (InTime)، مما يشير إلى أن شركة الإنترنت الصينية تعاود التفكير في طموحها منذ سنوات للسيطرة على تجارة التجزئة المادية والإلكترونية، بينما تخضع لعملية إعادة هيكلة واسعة النطاق.
قال أشخاص مطلعون على الأمر إن “علي بابا” تواصلت مع العديد من الشركات للاستفادة من رغبتها في الاستحواذ على السلسلة المنتشرة في أنحاء الصين التي تضم أكثر من 100 متجر ومركز تجاري. وأضاف الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشتهم صفقة خاصة، أن الشركة بدأت المناقشات في الوقت الذي حل فيه جوزيف تساي محل دانيال تشانغ على رأس شركة التجارة الإلكترونية في 2023. وقال أحد هؤلاء الأشخاص إن أحد المشترين المحتملين أجرى محادثات الشهر الماضي.
الصفقة على المحك
وقُدرت قيمة شركة “إن تايم” بنحو 4 مليارات دولار في صفقة استحواذ خاصة عام 2017 بقيادة “علي بابا”. ولم يتضح بعد ما إذا كانت الشركة قادرة على جذب ما يكفي من الاهتمام بالنظر إلى التراجع الحاد في الاستهلاك في الصين في مرحلة ما بعد كوفيد، وقد تفشل المفاوضات الأولية المبكرة. ومع ذلك، فإن الجهود المتجددة التي تبذلها “علي بابا” تشير إلى أن تساي والرئيس التنفيذي الجديد إيدي وو يفكران في خطواتهما التالية في عملية إصلاح واسعة النطاق لشركة الإنترنت التي كانت يوماً ما مهيمنة على السوق.
ومن شأن بيع “إن تايم” العدول عن إحدى عمليات الاستحواذ المميزة في عهد الرئيس السابق تشانغ، في الوقت الذي تكافح فيه “علي بابا” لتنمية أعمالها الأساسية وإحياء الأنشطة الأحدث مثل الخدمات السحابية في مواجهة المنافسة الشديدة.
تعكف الشركة على إعادة تشكيل الإدارة العليا والنظر في كيفية إصلاح وتحديث أعمالها واسعة النطاق التي تمتد بالفعل من الخدمات السحابية وأشباه الموصلات إلى السفر وتوصيل الوجبات. وهي تركز على نحو متزايد على أعمالها الأساسية في مجال التجارة الإلكترونية وعمليات الحوسبة السحابية. ولم يرد ممثلو “علي بابا” على رسالة بريد إلكتروني تطلب التعليق.
وتواجه تجارة التجزئة لديها على وجه الخصوص مصاعب في النمو، حتى قبل كوفيد والانكماش الاقتصادي الصيني اللاحق.
نموذج “تجزئة جديد”
ونسق تشانغ خلال فترة رئاسته عملية الاستحواذ على عدد كبير من سلاسل المتاجر في محاولة لريادة نموذج “تجزئة جديد” للتجارة المادية. ومن شركة تشغيل المتاجر الكبيرة “صن آرت ريتيل غروب” ( Sun Art Retail Group) إلى شركة بيع الإلكترونيات بالتجزئة “صنينغ” (Suning)، استثمرت “علي بابا” مليارات الدولارات لمحاولة تحديث تجارة التجزئة في الاقتصاد القديم، الذي لا يشمل تكنولوجيا المعلومات، باستخدام البيانات والخدمات عبر الإنترنت.
وبعد أن كان محور استراتيجية النمو لـ”علي بابا”، تراجع حديث المسؤولين التنفيذيين في السنوات القليلة الماضية عن هذا المفهوم، خصوصاً بعد أن أطلقت بكين اعتباراً من 2020 تحقيقاً في السلوك الاحتكاري المزعوم للشركة.
وينصب التركيز الآن على إعادة الهيكلة الداخلية التي بدأتها الشركة العام الماضي، وإن كان التقدم المُحرز في هذا الإطار غير مستقر. وتراجعت الشركة عن فصل وحدتها للحوسبة السحابية البالغة قيمتها 11 مليار دولار، ولم تحرز بعد تقدماً كبيراً بعد تقديم طلب الاكتتاب العام الأولي لوحدة الخدمات اللوجستية “كاينياو” (Cainiao).
كانت “إن تايم” يوماً ما من أكبر رهانات “علي بابا” لتحديث قطاع التجزئة في الصين. فقد قادت الشركة مسعى لشراء جميع أسهم سلسلة المتاجر الكبرى في البورصة وتحويلها إلى شركة خاصة في صفقة بلغت نحو 2.6 مليار دولار في 2017.
الإشراف على الاستثمارات
وفي ديسمبر 2023، أطلقت “علي بابا” خطة لإنشاء شركة للإشراف على استثماراتها في جميع أنحاء العالم. وفي حين أن الشركة لم تحدد بوضوح الأصول التي قد تدخل في تلك المحفظة، فقد توقع المحللون أن الأصول غير الأساسية -مثل عمليات البيع بالتجزئة المادية- قد تذهب إلى تلك الشركة القابضة وربما تُطرح للبيع.
أما وحدة “أول أذرز” (All Others) في “علي بابا” -والتي تشمل الشركات غير الأساسية وشركات التجزئة مثل “إن تايم”- فحققت بالكاد نمواً في الإيرادات إلى 93.9 مليار يوان (13.1 مليار دولار) في الأشهر الستة المنتهية في سبتمبر. وتكبدت تلك الوحدة خسارة معدلة قبل حساب الفوائد والضرائب والإطفاء بنحو 3 مليارات يوان، وفقاً للتقرير المؤقت لـ”علي بابا”.