إعلام عبري: احتجاجات أهالي الأسرى الإسرائيليين بدأت تتحول إلى مظاهرات ضد الحكومة
كشفت وسائل إعلام عبرية، أن الخطابات في التجمع الأسبوعي في (تل أبيب) للمطالبة بعودة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، بدأت تتخذ لهجة سياسية أكثر قوة من أي وقت مضى .
وقالت صحيفة /تايمز أوف إسرائيل/ العبرية إن المتحدثين الذين تحدثوا في المظاهرات التي جرت مساء السبت، اتهموا حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم المبالاة والاهتمام بمصير الأسرى، مسترشدين باعتبارات شخصية والمماطلة لتجنب التحقيقات والانتخابات.
وأشارت إلى أنه في المسيرات السابقة في ساحة الأسرى في تل أبيب، التزم المنظمون والمتحدثون بخط غير حزبي، وميزوا بوضوح بين حركتهم، التي تتمحور حول استعادة الأسرى في غزة، والاحتجاجات المناهضة للحكومة التي جرت في أماكن أخرى في نفس الوقت.
وأضافت أن هذا الخروج عن السياسة السابقة، كان واضحاً في التجمع الأسبوعي السابع عشر لمنتدى الأسرى والمفقودين، والذي حضره الآلاف. افتتحه المدير رامي باجا، واصفًا استعادة الأسرى بأنه “الطريقة الوحيدة لاستعادة الثقة في قيادة البلاد.
ولفتت إلى أنه في تجمعات سابقة، تم حث المشاركين على الامتناع عن “الانخراط في السياسة”.
وتحدث رونين مانيليس، عميد الاحتياط والمتحدث السابق باسم قوات الجيش الإسرائيلي، عن عدم ثقته في قيادة نتنياهو.
وقال: “إن الخطاب الذي يدور في الأيام الأخيرة والتسريبات والتلاعبات وغياب القيادة وعدم القدرة على اتخاذ قرارات صعبة، يؤدي إلى بعض الأسئلة الصعبة حول فقدان الدولة التزامها تجاه مواطنيها مشيرا إلى أن هناك اعتبارات خارج هذا الالتزام تؤثر على عملية صنع القرار، أو غيابها”.
ويدفع المنتدى نتنياهو إلى قبول إطار عمل لتبادل الأسرى مع حماس، التي تحتجز نحو 132 أسيرا .
وذهب مانيليس في خطابه إلى أبعد من ذلك، واتهم الحكومة باتباع سياسة استعادة الأسرى بهدف تجنب الانتخابات.
وقال مانيليس: “إن القيادة الإسرائيلية، ومجلس الوزراء الحربي، ورئيسها، يخشون اتخاذ القرار” بالموافقة على تبادل الأسرى، “لأنهم يخشون أن يؤدي وقف إطلاق النار المؤقت إلى انتقادات وإجراء تحقيقات، وسيؤدي إلى الإجراء الضروري للغاية المتمثل في العودة إلى الناخبين لتجديد ثقتهم في قادتهم”.
وخاطب آفي بينياهو، المتحدث السابق باسم قوات الجيش الإسرائيلي والعميد في جيش الاحتياط، نتنياهو وشركائه في الائتلاف مباشرة في خطابه، واتهمهم بـ “التخلي والإهمال والغطرسة “. ووصف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريش، وهما من زعماء اليمين المتطرف الذين أصروا على عدم إطلاق إسرائيل سراح أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين في صفقة الأسرى، بأنهم “المتطرفون الذين يريدون أخذنا نحو الفوضى”.
ودعا بنياهو، إلى قبول صفقة “مؤلمة للغاية وصعبة للغاية” مع حماس لاستعادة الأسرى.
وعلى مسافة ليست بعيدة عن ساحة الأسرى، تظاهر عدة آلاف من الأشخاص ضد الحكومة في شارع كابلان في تل أبيب. وقام المشاركون، بما في ذلك بعض أقارب الأسرى، بعرقلة حركة المرور بشكل متقطع على طريق أيالون السريع وشارع ابن جفير المجاورين وسط اشتباكات مع الشرطة.
وتم تصوير ضباط يمتطون الجياد وآخرون وهم يعيدون المتظاهرين ويعتقلون بعضهم.
ونظمت احتجاجات شارع كابلان المناهضة للحكومة ومسيرة أخرى مماثلة في ساحة حبيبة للأسبوع السادس على التوالي. وأظهرت لقطات من تلك الاحتجاجات المشاركين وهم يرفعون لافتات ويرددون شعارات تطالب باستقالة نتنياهو.
ويتظاهر المستوطنون بشكل شبه يومي للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة وإطلاق سراح الأسرى في غزة، لكن التظاهرات المركزية تنظم يوم السبت.
ويقدر مسؤولون لدى الاحتلال وجود نحو 136 مستوطنا ما زالوا أسرى في قطاع غزة، منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على نقاط عسكرية ومستوطنات في غلاف قطاع غزة.
وأسرت المقاومة الفلسطينية في الهجوم نحو 239 جنديا ومستوطنا على الأقل في مستوطنات محيط غزة، بادلت عشرات منهم مع الاحتلال خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام وانتهت مطلع كانون الأول/ديسمبر الماضي.
في المقابل، ذكرت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين أن الاحتلال أطلق بموجب الهدنة سراح 240 أسيرا فلسطينيا من سجونه، بينهم 71 أسيرة و169 طفلا.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، لليوم 121 على التوالي بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 27 ألفا و238 شهيدا، وإصابة 66 ألفا و452 آخرين، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية