صراع يحتدم بين الهندوس والمسلمين في الهند على مسجد تاريخي.. ما القصة؟
كشفت تقارير غربية، أن توتراً سائد في الهند حول مستقبل المسجد الذي بدأ الهندوس في الصلاة فيه، مما أثار بلبلة بالبلاد.
ويشعر سيد محمد ياسين، المسؤول الكبير عن مسجد في مدينة مقدسة في الهند، بالقلق حول مستقبل المسجد الذي بدأ الهندوس في الصلاة فيه، بحسب وكالة فرانس برس.
ويقع المسجد في مدينة فاراناسي، حيث يحرق الهندوس جثثهم على ضفاف نهر الغانج، وهو محور نزاع قديم بين الديانتين على آثار إسلامية قديمة، التي يزعم الهندوس أنها تنتمي إليهم.
ومنذ أن أصبح رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، في السلطة عام 2014، ازدادت حدة العنف بين الأغلبية الهندوسية والأقلية المسلمة، التي تضم أكثر من 200 مليون شخص. حيث يتهم حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي، الذي يقوده مودي، بمحاولة إقصاء المسلمين.
وفي يناير الماضي، حضر مودي مراسم افتتاح معبد هندوسي ضخم، بني في نفس المكان الذي هدم فيه مسجد تاريخي من قبل حشد هندوسي قبل ثلاثة عقود، في خطوة اعتبرها البعض بمثابة بداية حملته الانتخابية قبل انتخابات هامة.
ويعتقد الخبراء أن المعبد، الذي يكرم اللورد رام، أحد أشهر الآلهة الهندوسية، سيعزز مكانة مودي كزعيم تاريخي، الذي سعى جاهدًا لتحويل الهند من دولة علمانية إلى دولة هندوسية.
ونقلت فرانس برس عن “ياسين” وهو المشرف على مسجد جيانفابي “نحن نتعرض للظلم والقهر”، مضيفًا أن “هذا ليس مجرد مسجد واحد. شعارهم هو” لا ينجو مسجد أو قبر”.
وتطالب مجموعات هندوسية في المدينة بالحصول على المسجد، مدعية أنه بني فوق ضريح للإله الهندوسي شيفا في عهد الإمبراطورية المغولية، التي حكمت معظم الهند قبل قرون.
وكان المسلمين يذهبون إلى المسجد تحت حراسة الشرطة لسنوات لتجنب تصاعد الصراع. لكن هذا الأسبوع شهد تصعيدًا كبيرًا بعد أن أصدرت محكمة محلية حكمًا بفتح قبو المسجد للهندوس في غضون سبعة أيام من الحكم.
وفي اليوم التالي، أقيمت صلاة هندوسية في الصباح، بينما رفضت المحكمة العليا الهندية النظر في طلب من المسلمين لإلغاء الحكم.
وتعرض المسلمون في الهند لهجمات متنامية في السنوات الأخيرة من قبل جماعات هندوسية قومية، ودخلت ثلاثة مساجد تاريخية على الأقل في شمال الهند في نزاعات قانونية بسبب ادعاءات بأنها أقيمت على أنقاض معابد.
كما رفع الهندوس القوميون العديد من الدعاوى القضائية في المحاكم الهندية للمطالبة بمئات المساجد التاريخية. ويعتقد ياسين أن الحكم وما تبعه من تدفق الهندوس إلى الموقع – دون أي مقاومة من السلطات – يظهر دعمًا رسميًا للمطالبة الهندوسية. وقال “هم يأتون من خلال القضاء والنظام”، مؤكدًا “شعرت بكل الألم الذي يمكن أن يشعر به مسلم. كنت مضطربًا طوال الليل”.
وكانت التوترات واضحة خارج المسجد يوم الجمعة الفائت، مع تواجد كبير للشرطة وحضور نحو 2500 مسلم – ما يقرب من ضعف العدد المعتاد – لأداء الصلاة.
في المقابل، تجمع عشرات من الهندوس في الشارع بعيدًا عن حواجز الشرطة وهم يهتفون بأسماء شيفا، إله الخلق والهلاك.