الأردن يشارك في مؤتمر اليونسكو العالمي لتعليم الثقافة والفنون بأبوظبي
يشارك الأردن في مؤتمر اليونسكو العالمي لتعليم الثقافة والفنون الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة بأبو ظبي، ويستضيف أكثر من 190 وزيرًا للتعليم والثقافة من جميع أنحاء العالم، بهدف اعتماد إطار اليونسكو لتعليم الثقافة والفنون، وتعزيز مكانة الثقافة والفنون في المدارس.
وأكدت وزيرة الثقافة هيفاء النجار خلال كلمةً في المؤتمر، أهمية مؤتمر اليونسكو العالمي للثقافة وتعليم الفنون في أبو ظبي، الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة، كنسيج غني من الثقافات والتقاليد التي تحدد هذه المنطقة، حيث يتوافق التزامنا بالتعليم الثقافي والفني مع مبادئ الشمولية والتفاهم التي تشكل جوهر هذا المؤتمر العالمي.
وقالت النجار إنّ اجتماعنا هذا ليس فقط شهادة على قوة التعاون والحوار والالتزام المشترك، ولكنه أيضًا احتفال بتفانينا الجماعي في تشكيل مستقبل يتسم بالمرونة والعدل المستدام.
وأكّدت أهمية المؤتمر في موضوع التعليم الثقافي والفنون في توجيه مسار مستقبلنا العالمي المشترك، وهذا ينسجم تماما مع ما وجّه به جلالة الملك عبد الله الثاني، في وصفه التعليم بأنه “حجر الزاوية لبناء مستقبل أي مجتمع”، ورؤية جلالته في إدخال البعد الثقافي في التعليم”، واستجابةً لهذه الرؤية، فقد كانت المساعي نحو تشكيل أفراد متمكنين، نحو إدخال البعد الثقافي لمؤسساتنا التعليمية.
ودعت الى دمج الفنون والثقافة ضمن العديد من المواضيع الأخرى مثل التاريخ والعلوم، حيث يضمن هذا النهج فهم الطلبة لتراثهم الثقافي اضافة الى تعرفهم على ترابطه مع مختلف التخصصات، ما يعزز رؤية عالمية أكثر شمولية .
وحول موضوع سد الفجوة بين الهيبة والتواصل الاجتماعي قالت الوزيرة إنّه في الوقت الذي حققنا النجاح في تنفيذ البرامج الدولية التي تدفع طلابنا إلى جامعات Ivy League، يجب علينا أن نعترف بوجود فجوة في نظامنا التعليمي، وعلى الرغم من هذه الإنجازات، فإن مدارسنا لم تؤكد بعد على أهمية إقامة روابط ذات معنى داخل مجتمعنا، ومن الضروري سدّ هذه الفجوة من خلال إعطاء الأولوية لدمج التعليم الثقافي والاجتماعي، لتنشئة الطلاب الذين ليسوا متفوقين أكاديميًا فحسب، بل متجذرين أيضًا بعمق في مجتمعاتهم.
ولفتت النجار إلى موضوع تبني مفهوم “اللامدرسة”، الذي سبق وأن طرحته من واقع تجربتها التربوية، حيث تبرز المدارس كحل مقنع لمعالجة الانفصال الحالي بين التحصيل الأكاديمي والمشاركة المجتمعية.
وقالت إنّه، وبدلاً من النظر إلى المدارس باعتبارها مباني أكاديمية فحسب، يتعين علينا أن نعيد تصوّرها باعتبارها حاضنات اجتماعية وثقافية، ومن خلال اعتماد هذا النهج، يمكننا إنشاء بيئات يتم فيها تشجيع الطلاب على الاستكشاف والتساؤل والتفاعل مع محيطهم، ما يعزز إحساسًا أعمق بالارتباط والغرض.
وأضافت أنّ الغرض من التعليم يمتد إلى ما هو أبعد من التحصيل الأكاديمي ليشمل أهداف أوسع مثل التنمية الشخصية، والمسؤولية الاجتماعية، والمشاركة المدنية، والتعلم مدى الحياة، حيث يهدف التعليم إلى إعداد الأفراد للمساهمة بشكل إيجابي في المجتمع، والمشاركة في العمليات الديمقراطية، والتكيف مع التغيير، والسعي وراء حياة هادفة ومُرضية.
وأشارت النجار إلى معاناة الفلسطينيين في غزة، والتي هي بمثابة تذكير مؤثر بأهمية التعاطف والرحمة والمسؤولية الأخلاقية في تفاعلاتنا مع الآخرين، مؤكدةً أن موقف الأردن في هذا الشأن يجسد التزامنا بمناصرة هذه القيم وسط هذا الظرف الذي يعيشون، فهذه المعاناة تترك أثرًا عميقًا على مجتمعاتنا، ومن المهمّ أن نستجيب ونعترف بخطورة هذا الوضع.
وأكّدت النجار ان النسيج الغني بالتنوع الثقافي في الأردن هو مصدر لقوتنا ومرونتنا إذ يُعدّ تعزيز الفهم العميق والتقدير لتراثنا الثقافي أمرًا بالغ الأهمية، ومن خلال القيام بذلك، فإننا لا نحافظ على ماضينا فحسب، بل نمهد الطريق أيضًا لمستقبل أكثر مرونة وتناغمًا.
ودعت الوزيرة كلّ المعنيين من المعلمين وصناع السياسات، إلى الانضمام في واجب تعزيز القدرة على الصمود وإحياء الأمل من خلال موضوع التعليم الثقافي.