المنتجات البديلة تساعد في الإقلاع عن التدخين وفقاً لأكبر دراسة بحثية أمريكية ممولة من المعهد الوطني للسرطان
كشفت دراسة أمريكية حديثة، هي الأكبر من نوعها في مجال جدوى منتجات التبغ البديلة بالولايات المتحدة، أن تلك المنتجات، تُعد أداة فعالة للإقلاع عن التدخين التقليدي بين البالغين، وفقاً لما جاءت به من نتائج واعدة أكدت أن مستخدمي هذه المنتجات خلال فترة الدراسة قد نجحوا في خفض معدلات تدخينهم أو توقفوا عنه تماماً، الأمر الذي حدا بالباحثين القائمين عليها، بدعوة حكومات دول العالم إلى السماح بتداولها.
وبحسب مجلة “لانسيت” البريطانية، أحد أقدم وأشهر الدوريات الطبية في العالم، فإن الدراسة التي استمرت على مدار 6 أشهر بتمويل كامل من المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة، كانت قد أجريت من قبل عدد من الباحثين من عدة جامعات أمريكية، على عينة بحث عشوائية من المدخنين البالغين، ضمت 638 مشاركاً، من 11 مدينة في الولايات المتحدة، لديهم مستويات مختلفة من الرغبة في الإقلاع عن التدخين، مع خبرة وتجربة قليلة جدًا في استخدام المنتجات البديلة.
وأوضح القائمون على الدراسة أنه تم تقسيم العينة إلى مجموعتين، ضمت الأولى 427 مشاركاً ممن تم تزويدهم بمنتجات بديلة لمدة 4 أسابيع. وكانت التعليمات المقدمة لهم ضئيلة للغاية؛ حيث كان الباحثون يهدفون إلى فحص معدلات الاستخدام وتأثيراته على الإقلاع عن التدخين، دون أي توجيه من جانبهم، فيما ضمت المجموعة الثانية، 211 مشاركاً، لم يتم تزويدهم بالمنتجات البديلة، وانما ترك لهم حرية استخدام أي منتج وفق رغبتهم. وبعد الشهر الأول من الدراسة لم يتم تقديم المزيد من المنتجات البديلة، مع متابعة المشاركين لمدة 24 أسبوعًا، (ستة أشهر)، من خلال الاستبيانات الهاتفية.
وكانت الدراسة قد هدفت بشكل أساسي لتنفيذ محاكاة لكافة الظروف التي يتعرض لها المدخنون في الظروف الطبيعية، ليقرروا بأنفسهم استخدامها من عدمه، إلى جانب قياس معدلات التوقف عن تدخين السجائر التقليدية أو التقليل من استخدامها.
وقد تبين عبر الدراسة أن 14% من المشاركين فيها قد توقفوا تماماً عن استخدام السجائر التقليدية، بينما خفض 28% منهم نسبة الاستهلاك اليومي من السجائر إلى 50%.
كذلك، فقد بينت الدراسة أن أولئك الذين استخدموا المنتجات البديلة، أظهروا ميلاً أعلى بكثير للإقلاع عن التدخين في الأسبوع 12 و24، مقارنة بأولئك الذين ترك لهم حرية قرار استخدامها أو عدم استخدامها خلال فترة الدراسة. وعلى ذلك، فقد أفاد الباحثون، بأن المنتجات البديلة تعد خياراً أفضل وبديلاً جديراً بالنسبة للمدخنين الذين يفشلون في الإقلاع عن التدخين بالأساليب التقليدية أو لا يرغبون بالإقلاع النهائي.
وفي ذات السياق، أكد الباحث الرئيسي بالدراسة، الدكتور ماثيو كاربنتر، أن المدخنين الذين شملتهم الدراسة واستخدموا المنتجات البديلة أظهروا امتناعًا أكبر عن استخدام السجائر التقليدية، ما أسفر عن انخفاض في الأضرار الصحية التي تسببها، مشيراً إلى أن الدراسة توفر معلومات قيمة لمجتمع الصحة العامة وصانعي السياسات، يمكن من خلالها تحديد طريقة التعامل مع المنتجات البديلة بشكل عام، سواء منتجات التبغ المسخن أو تلك العاملة بتقنية التبخير الــ (Vaping).
هذا وشدد كاربنتر على أن الجميع لا يريد إيصال المنتجات البديلة لأيدي الأطفال، وفي نفس الوقت، لا يجب حرمان المدخنين الأكبر سناً، والذين لم يتمكنوا من الإقلاع عن التدخين من طرق وأدوات بديلة يمكن أن تساعدهم في تحقيق هدفهم، مطالباً حكومات دول العالم بضرورة السماح بتداول المنتجات البديلة لدعم المواطنين في الإقلاع عن التدخين وحمايتهم من ضرر السجائر التقليدية.