أدلة بصرية تضرب رواية إسرائيل عن “مجزرة الطحين” بغزة.. توثيق كامل للحظات الأولى للحادثة
أظهرت أدلة بصرية بعضها نشرها الجيش الإسرائيلي بنفسه، أن جنوداً إسرائيليين قتلوا مدنيين فلسطينيين عند شارع الرشيد غرب مدينة غزة، أمس الخميس، أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات كانت في طريقها لشمال القطاع، وهذه الأدلة تقدم رواية مختلفة لما قالته إسرائيل عن المجزرة، التي سمّاها فلسطينيون “مجزرة الطحين”، والتي راح ضحيتها 112 قتيلاً و760 مصاباً.
– أدلة بصرية تضرب رواية إسرائيل عن “مجزرة الطحين” بغزة
وتقول الرواية الإسرائيلية التي نشرها الجيش على حسابه في موقع “إكس”: إن “حشوداً فلسطينية قامت باعتراض الشاحنات ونهبها، ما تسبب في مقتل العشرات نتيجة الازدحام الشديد والدهس”.
فيما تقول رواية أخرى للجيش الإسرائيلي، إن دبابات له كانت في منطقة عبور الشاحنات وعملت على تأمينها، ولم تطلق النار على القافلة المحملة بالمساعدات.
– ماذا جرى؟
#شاهد: التوثيق الحصري والكامل للحظات الأولى التي ارتكب فيها الاحتلال مجزرة بحق المواطنين في شارع الرشيد أثناء انتظارهم لاستلام المساعدات، وراح ضحيتها مئات الشهداء وآلاف الجرحى..
توثيق: نوح الشغنوبي#مجزرة_جوعى_غزة #مجزرة_الطحين pic.twitter.com/Ts1JXqh7zy
— Khaled Safi 🇵🇸 خالد صافي (@KhaledSafi) February 29, 2024
وصلت شاحنات الإغاثة إلى منطقة شارع الرشيد، فجر الخميس، ويُطلق اسم “الرشيد” على الشارع الممتد من أقصى شمال غزة لأقصى جنوبها بمحاذاة الساحل.
ومن خلال الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي للحظة وصول الشاحنات للمنطقة، إضافة لفيديو يظهر تكدّس جثامين الفلسطينيين في المكان، أظهرت الخرائط مكان وجود الشاحنات في هذا الشارع بالظبط، إضافة لأماكن وجود الدبابات الإسرائيلية بالمنطقة.
ومكان حدوث المجزرة يقع بجوار إحدى أشهر صالات بيع السيارات في غزة، وتسمى “موتور ون”، وتقع على شارع الرشيد، على بعد 2.5 كيلومتر من ميناء غزة، كما قال موقع “عربي بوست”
وظهر بالفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي، بجوار شاحنات الإغاثة دبابتان تابعتان للجيش، وفي مرمى نيران هاتين الدبابتين وُجِد عدد من المدنيين الفلسطينيين الذين تجمعوا قرب الشاحنات للحصول على المساعدات.
من الدقيقة 1:04 إلى 1:14، لا يظهر الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي، أي تدافع بجوار الشاحنات التي كانت تسلك طريقها بانسيابية، لكن في الوقت ذاته يظهر واضحاً في الفيديو وجود عدد من الجثامين الملقاة على جانب الطريق، وفي مقابل مرمى نيران دبابتي الجيش تماماً.
أدلة بصرية تضرب رواية إسرائيل عن “مجزرة الطحين” بغزة
وعند النظر إلى موقع وجود الجثث، فهي على الجهة الأخرى من الشارع الذي تمر فيه شاحنات الإغاثة، الأمر الذي ينفي تماماً أن هذه الجثامين سقطت جراء تدافع أو دهس كما يزعم بيان الجيش الإسرائيلي.
وتظهر لقطات أخرى في الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي، بدءاً من الدقيقة 1:14 وحتى 1:31، هروباً مفاجئاً لعدد من الفلسطينيين الذين كانوا بجوار الشاحنات، وبعضهم واصل الركض باتجاه مياه البحر، ويُشير الاتجاه الذي سلكوه للاحتماء أنهم تعرضوا لإطلاق نار من دبابة كانت خلفهم تماماً، كما تظهر اللقطات نفسها وجود عدد من الجثامين الملقاة في الأرض.
وفي فيديو نشره ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر دليل آخر وهي لحظة تعرض فلسطينيين في “شارع الرشيد” لإطلاق نار مباشرة من الخلف، ومن خلال تحديد موقع المنطقة الظاهرة بالفيديو، فإن موقع فرار الفلسطينيين هو بجوار صالة بيع السيارات “موتور ون”، ومن خلال مقارنة لقطات لهذه الصالة في فيديو منشور لها على “تيك توك”، مع لقطات الصالة الظاهرة بالفيديو الذي نشره ناشطون، يظهر التطابق واضحاً.
وإلى ذلك، تظهر العديد من الصور والفيديوهات المنشورة عن “مجرزة الطحين” وجود العديد من المدنيين المضرجين بالدماء، الذين فارقوا الحياة بعد إصابتهم مباشرة بالنيران في مناطق قاتلة بالجسم، إضافة لإصابة آخرين بأقدامهم وأيديهم بالرصاص، كما أظهرت صور وفيديوهات أخرى امتزاج الدماء بالمساعدات التي كانت مُحملة بالشاحنات.
وأكدت شهادات ناجين من “مجزرة الطحين”، حدوث إطلاق نيران بشكل مباشر على الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، حيث قال صهيب شعبان، أحد المصابين الذين وُجدوا في مكان الاستهداف، في تصريح لوكالة الأناضول: “أول مرة أذهب إلى منطقة النابلسي للحصول على قوت أمي وأختي الوحيدة التي تعاني من مشاكل في المعدة”.
وأشار شعبان إلى أنه ذهب لانتظار سيارات المساعدات واستلام الدقيق، وأضاف: “ركبت على الشاحنة وحصلت على كيس يزن 25 كيلوغراماً، وبعد نزولي أطلق الجيش النار عليّ، ما أدى لإصابتي”.
في شهادة أخرى عن “مجزرة الطحين”، يقول الطفل المصاب عبد الكريم لبد: “ذهبت لدوار النابلسي لأحصل على الطحين بسبب الجوع الذي أصابنا، الدبابات الإسرائيلية تقدمت قبل الشاحنات، وأطلقوا النار علينا، فهربنا إلى تلة رملية والرصاص يمر من جانبنا، هربنا، أنا وزوج شقيقتي، لكن إطلاق النار أصابنا بشكل مباشر في اليد والظهر”.
والهجوم على قافلة المساعدات أثار ردود أفعال دولية واسعة، حيث قالت أمريكا: إن استهداف إسرائيل فلسطينيين ينتظرون المساعدات “حادث خطير”.
فيما أدان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون استهداف إسرائيل للفلسطينيين عند شارع الرشيد، وقال: “نشعر بغضب شديد تجاه الصور التي تصلنا لاستهداف الجنود الإسرائيليين المدنيين في غزة”.
وجراء الحرب والقيود الإسرائيلية، بات سكان غزة، لا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليونيْ فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.