لالا تحملي بطيختين بيدٍ واحدة..
نين البطوش
استشارية نفسية أسرية وتربوية
لكل زوجة عاقلة ذكية …بما أننا في الشهر الفضيل، الذي نفرح لقدومه فهو أفضل الشهور، وفضله بين المسلمين معروف، فيا ملكة البيت لقدومه تحضّري، ونظّمي وقتكِ بشكل جيد، رمضان شهر الخير والبركات، وشهر الطاعة والنّفحات، وشهر الرحمة والقرآن، وليس شهر الشهوات وليس لتحضير لائحة الطعام والشراب، والتسوق والسهرات، فتذكري رمضان شهر بالسنة، والطعام والتسوق طوال السنة.
فالأولى صرف هذا الوقت بالطاعة لله تعالى طيلة الأيام، صحيح أنه في كل الأيام مفروضة علينا الواجبات، إلا أنه في شهر الصيام تُقبِل النفس أكثر على فعل الطّاعات ،فلا تحملي بطيختين بيدٍ واحدة …لا تُحمّلي نفسَكِ مسؤوليات فوق طاقتك، ولا تقومي بالأعمال المنزلية دفعة واحدة، فاليوم الذي تنظفين فيه البيت، لا تدخلي فيه المطبخ أيضًا لوقتٍ طويل،وبالنسبة للطعام، تستطيعين أن تحضّري قائمة طعام لأكثر من يوم ودائماً اخلصي النية لله تعالى بهذا وأبدئي طهيَ الطّعامِ بإقبالٍ وحب، أحبّي عملك كي تتقنيه، لا تكوني مُستاءة منه، فبالحب سيكونُ له طعمٌ مميّز.
أن الكثير من الأزواج هذه الأيام يظلمون زوجاتهم ولا يُحسنون التعامل معهم ،فلا يتواضعون في خِدمتهنّ ولا يعفون عن سيئاتهنَّ بل يرد الإساءة بالإساءة ويخرج من أفواههم شتمٌ وقذفٌ لزوجاتهم بما هو مُعيب وتقشعرّ منه الأبدان ،وهذا كله يؤدي بكل من الزوجين إلى البغضاء والكراهية وخراب بيت الزوجية وضياع الأبناء ،
فحُسنَ الخُلُق والتواضع في عِشرة الزوجة مطلوبة من الزوج بكفّ أذاهُ عنها والإحسان إليها ،وتعظيم حَقهنَّ.
فأحسن أيها الزوج العاقل عِشرة زوجتك بخدمتها وخدمة بيتك تواضعًا للّه تعالى وطلبًا للثواب منه سبحانه،واقتدِ برسول الله، مُعلّمًا أمَّته التواضع وحُسن معاشرة الزوجات فقد ورد عن إحدى زوجاته أنه كان في بيته يكون في خدمة أهله، يحلب شاته بنفسه، ويرقع ثوبه، ويصلح نعله، ويعين زوجاته في أعباء البيت.
وتذكر سعادة الزوج…أن التعاون والمشاركة هما مفتاح السعادة الزوجية ،فكن مبادراً لا تنتظر طلبها للمساعدة، بل بادِر بفعل ما تحتاجه ،وتواصل مع زوجتك بشكلٍ فعّال، وناقش معها احتياجاتها وتوقعاتها ،وكن مرنًا مستعدًا للتكيف مع ظروف مختلفة واحتياجات متغيرة.
ومن صور المشاركة والإحسان للزوجة بشهر رمضان وجميع الشهور أيضاً،المشاركة في تحضير الطعام وتخصيص بعض الوقت كل يوم لمساعدة زوجتك في تحضير وجبات الإفطار والسحور ،فيمكنك تقطيع الخضار، وغسل الأطباق، وعمل بعض العصائر المفضلة لدى الأسرة ،أو حتى طهي بعض الأطباق.
وخصص وقتًا للعب مع أطفالك ورعايتهم وتدريسهم حتى تتمكن زوجتك من الحصول على قسط من الراحة ،ومن الجميل أيضاً أن تعبّر عن امتنانك لها ،فاشكرها على جهودها وأخبرها بمدى تقديرك لها من خلال الكلمات أو الهدايا البسيطة ومشاركة العائلة في الأنشطة الدينية كمرافقتها للصلاة التراويح وحضور دروس الشرع وتلاوة القرآن الكريم .
وكن صبوراً ومتفهماً ،فقد تشعر زوجتك بالأرهاق والتوتر خلال رمضان، ساعدها على الاسترخاء والتخلص من التوتر ، بتوفير جو هادئ في المنزل من خلال إطفاء التلفاز وتجنب الضجيج ،ولا تهتم لبعض الأخطاء التي قد تصدُرُ من زوجتك في المطبخ، فهي ليست نهاية العالم، لعل المرة القادمة ستُصلح الخطأ وتكون أفضل، لذا كن صبوراً ومتفهماً لاحتياجاتها.
تُعد مساعدة الزوج للزوجة في البيت عاملاً هامًا لتحقيق السعادة والاستقرار في العلاقة الزوجية وتُساهم في كسر القوالب النمطية حول أدوار الرجل والمرأة في المنزل ، ولها العديد من الفوائد النفسية للزوجة، مما يُقلل من شعورها بالتوتر والقلق ويُحسّن من مزاجها بشكل عام ،فتُشعر الزوجة بالامتنان والتقدير والدعم عندما يُشارك زوجها في الأعمال المنزلية، مما يُعزز شعورها بالأمان والدعم داخل العلاقة ، وقد تُشعر الزوجة بمسؤولية أكبر عن نظافة المنزل وترتيبه عندما يُشارك زوجها في الأعمال المنزلية ، فقضاء الوقت معًا في إنجاز المهام المنزلية يُتيح فرصة للتواصل والحوار بشكل أفضل ويُساعد على تقوية الروابط الأسرية ومناقشة الأمور الحياتية ،فالتعاون بين الزوجين يجعل بيئة إيجابية داخل المنزل تنعكس إيجاباً على نفسية الأولاد ،فيُظهر الزوج للّأولاد أهمية التعاون والمشاركة في المسؤوليات داخل الأسرة، ويُصبح الزوج مُعلمًا لأبنائه من خلال تصرفاته الإيجابية ،مما يُشعر الأبناء بالسعادة والأمان ويُساعدهم ذلك على النمو والتطور بشكلٍ سليم.
فلتكن أيها الزوج رفيقًا حليمًا بالنساء، فالمرأة أمك وأختك وزوجتك وابنتك، فلا تنظر إليها وكأنها شىء مُهان على الإطلاق، وكما شَبَّهَ الحبيب الرسولُ الأعظمُ النساءَ بقوارير الزجاج لأن أقل شىء يُؤثر بهنّ وهنّ يتأثّرن به فقال عليه الصلاة والسلام :”رفقًا بالقوارير” فالحياة الزوجية قائمة على المودة والعطف والسكينة والرحمة بين كلا الزوجين ، فمن المهم تعاون الزوجين في الحياة الزوجية في ما يرضي الله ورسوله، والتحلي بالآداب والأخلاق بين الزوجين كي يدوم حُسن العِشرة ويبقى بيت الزوجية سعيدًا، ثابتًا على الدعائم، غير مهدد بالسقوط والإنهيار.