شكرا للبوتاس العربية وخطوة مقدرة لجميعة البنوك الأردنية
كتب ماجد القرعان
في مهنة المتاعب يبقى جميلا ومستحبا ومطلوب ايضا من الصحفيين ان يؤشروا في متابعاتهم وتحقيقاتهم الصحفية وكذلك الكتاب في مقالاتهم على بواطن الخلل والتسيب الذي ينعكس بأثار سلبية على الوطن والمواطن على أمل ان يلتقط المسؤولين من اصحاب الضمائر تلك الإشارات ليعملوا على معالجتها وليتم محاسبة المقصرين .
لكن الأجمل حين يقوموا بتسليط الضوء على الإنجازات والذي من شأنه تعزيز الحوكمة الرشيدة والتأكيد على أهمية وضع الشخص المناسب في المكان المناسب على أمل ان يتبع ذلك تقدير وتكريم من يثبت قيامهم بواجباتهم باخلاص وتفاني .
خلال متابعتي اليومية للاخبار ذات الشأن الداخلي والتي احرص على متابعتها استوقفني خبر لشركة البوتاس العربي ومفاده افتتاح مسجد مدينة البوتاس السكنية القريبة من مصانعها في غور الصافي والذي لا ادري مقدار كلفته لكن واضح من الصور انه بني على اسس الطراز الأسلامي وكلف بناؤه رقما كبيرا
واستوقفني خبر أخر مفاده اعلان شركة البوتاس العربية عن تمويلها وبالشراكة مع جمعية البنوك والتعاون مع جمعية ” همتنا ” الخيرية مشروعا لأعادة إنشاء وتطوير مركز صحي غور المزرعة الشامل في منطقة الأغوار الجنوبية بكلفة 1.6 مليون دينار والمتوقع بعد انجازه ان يكون بمثابة مستشفى نظرا للتجهيزات الطبية التي سيتم رفده بها والأقسام التي سيتم استحداثها .
وحقيقة انها المرة الأولى التي اسمع فيها ان جمعية البنوك الأردنية لها نشاطات واعمال تقع ضمن المسؤولية المجتمعية الواجبة على الشركات والمؤسسات لكنها خطوة خيرة نتمنى ان يتبعها خطوات وخطوات لكافة البنوك الأردنية والذي يعكس الرؤى الوطنية الواجب ان يُدركها القائمون عليها .
وقبل ذلك شهدنا في منطقة عمل شركة البوتاس العربية حفل افتتاح مبنى الأدارة العامة الجديد للشركة في غور الصافي الذي جرى برعاية رئيس الوزراء الدكتور بشر الحصاونة على هامش اطلاق الشركة لأستراتيجيتها للأعوام ( 2024-2028 ) والتي تضمنت مشروعات توسعية جديدة بكلفة تصل الى نحو (1.2) مليار دينار .
بلغة الأرقام فان ما تقدم من انجازات له دلالات عديدة وكثيرة ولا تتوقف عند التزام الشركة بمسؤوليتها المجتمعية التي تنفرد بها أكثر من غيرها من الشركات الكبرى وطالت منافعها عبر السنوات الماضية العديد من المدن والقرى والبوادي بل ايضا ما تعنيه هذه الأرقام سواء على مستقبل المنطقة تطورا وتنمية وما ستعكسه للتخفيف من مشكلة البطالة المقلقة للجميع .
بلغت أرباح البوتاس العام الماضي 306 ملايين دينار مسجلةً ثالث أعلى ربح تشغيلي سنوي في تاريخها وفق ما أكده رئيس مجلس ادارتها المهندس شحادة ابو هديب وهي تزيد بنحو 89 مليونا عما حققته في العام الذي سبقه والتي بلغت 217 مليون دينار حيث تمكنت من تحقيق تلك الأرباح رغم التأثيرات السلبية لحالة عدم الاستقرار التي يعاني منها سوق الأسمدة العالمي والتحديات التي واجهت الشحن البحري خلال الأشهر القليلة الماضية والتي أثرت على كبريات الشركات العاملة في هذا القطاع ومنها شركة البوتاس العربية.
كذلك نجحت الشركة في تخفيض كلف الإنتاج وضبط النفقات بنسبة 16 بالمئة مقارنة بالعام 2022 وفق ما أكده الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور معن النسور خلال حفل اطلاق استراتيجيتها للاعوام ( 2024-2028 ) والذي اضاف ان الشركة حققت أرقاماً قياسية جديدة على صعيدي كميات المبيعات والإنتاج حيث بلغت كميات إنتاج مادة البوتاس في العام الماضي قرابة 2.8 مليون طن مقارنة بـ 2.7 مليون طن تم إنتاجها في 2022، فيما بلغت كميات مبيعات مادة البوتاس في 2023 قرابة 2.9 مليون طن مقارنة بـ 2.6 مليون طن في 2022.
تحقيق الإنجازات لا يتحقق بالشعارات واطلاق الأمنيات ولا بقرارات الفزعة بل تصنعها العقول المدركة لأهمية التخطيط واعداد الإستراتيجيات من قبل خبراء ومختصين وأهمية التشبيك مع المجتمعات المحلية في كافة مناحي الحياة ومثل ذلك يحتاج بالتأكيد لقيادات تعي أهمية الحوكمة الرشيدة للشركات والمؤسسات على حد سواء والتي تُعد عاملا رئيس في نجاحاتها فالمؤسسة التي التي تطبق المبادئ الأساسية للحكومة الرشيدة … التي ابرز عناصرها النزاهة والمساءلة والمحاسبة والشفافية تتفوق على المؤسسات الأخرى كما هو حال شركة البوتاس العربية التي ما زالت محافظة على صدارتها للشركات الكبرى .