خطوات بسيطة لـ تنشّيط جيناتنا المضادة للشيخوخة والمسببة للأمراض
كشفت صحيفة “تلغراف” البريطانية، في تقريرٍ نشرته أمس السبت، عن بعض الخطوات البسيطة التي يمكنها تنشّيط جيناتنا المضادة للشيخوخة والمسببة للأمراض، وتفعيل تلك المرتبطة بالحياة الطويلة.
وفقاً للصحيفة البريطانية، فإن الإنسان يولد ولديه حوالي 22 ألف جين، وهي عبارة عن امتدادات من الحمض النووي تحتوي على تعليمات للخلايا، حيث هناك نسختان منها، الأولى موروثة من الأب والثانية تورثها الأم.
وفي هذا الخصوص، قال رئيس مختبر جينوميات الشيخوخة وتجديد الشباب في جامعة برمنغهام، البروفيسور جواو بيدرو ماغالهايس: “أظهرت الدراسات أن طول العمر عند البشر يكون قابلاً للتوريث بنسبة 25 %”.
وأضاف: أن ما “يعنيه ذلك هو أن المدة التي نعيشها تتحدد في الغالب (75 %) عن طريق البيئة، و 25 % فقط بواسطة جيناتنا”.
وتابع: “إذا كنت تمارس الرياضة، فإن ذلك يؤدي إلى تغييرات في جسمك، وهي بدورها تؤثر على كيفية التعبير عن جيناتك، وينطبق الشيء نفسه على النظام الغذائي”.
من جانبه، أوضح نيك كتيستاكيس، قائد فريق بحثي يدرس عملية الشيخوخة في معهد بابراهام للعلوم الحيوية بالمملكة المتحدة، أن “هناك جين يسمى mTOR ينظم كيفية استشعار خلايانا للعناصر الغذائية، واعتماداً على ذلك تقرر ما إذا كانت ستنمو أم لا”.
كما قال كتيستاكيس: “لقد ثبت أن تقليل نشاط mTOR يؤدي إلى إطالة العمر في العديد من الكائنات الحية، ومن المرجح أن يفعل ذلك عند البشر أيضاً لذلك، فإن تقليل نشاط mTOR يعد أمراً جيداً لطول العمر” لدى الإنسان.
وتعد إحدى الطرق لتقليل نشاط جين mTOR بشكل فعال، هي تقليل السعرات الحرارية، وفقا لدراسات أجريت على الحيوانات، التي تم خفض طعامها بمقدار يصل إلى النصف.
ومع ذلك، يحذر العلماء من أن هذا النهج قد يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة، مثل فقدان الكثير من الوزن لدى الأشخاص.
وعوضاً عن ذلك، يدرس الباحثون بديلاً صيدلانياً وهو دواء يسمى “راباميسين”، إذ تم تطويره في الأصل كمثبط للمناعة لمرضى زراعة الأعضاء، لكنه يقلل من نشاط جين “mTOR”.
وإلى ذلك، قال كتيستاكيس: “يتم إجراء الكثير من العمل على هذه الأدوية، لمعرفة ما إذا كان بإمكانها التأثير على طول العمر”.
وفي سياق متصل، يدرس الباحثون جينا يسمى بـ “FOXO3″، إذ تظهر الدراسات التي يعود تاريخها إلى أكثر من عقد من الزمن، أن هذا النوع من الجينات ينشط الالتهام الذاتي – وهي عملية تخلص الخلايا من الأجزاء القديمة والتالفة منها، وهذا أمر حيوي لزيادة متوسط العمر.
وبدوره، قال أستاذ الصحة العامة وعلم الشيخوخة بجامعة أوكيناوا الدولية في اليابان، كريغ ويلكوكس: إن التمارين الرياضية يمكنها تفعيل جين “FOXO3” عن طريق تنبيهه بأنه “يحتاج إلى البدء في العمل” وموازنة الضغط الذي يضعه النشاط البدني على الجسم، رداً على ذلك، يؤدي “FOXO3” إلى إطلاق مضادات الأكسدة التي تقلل الالتهاب.
وأشار ويلكوكس إلى أن “النقطة الأساسية في تغيير نمط الحياة، هي المثابرة والاستمرارية”.
وخلص الخبراء أيضاً إلى أن النوم أمر حيوي في الحفاظ على الجينات التي تساهم في رفع متوسط عمر الإنسان، بالإضافة إلى شرب الشاي الأخضر وتناول البروكولي والبرتقال والتوت.
وقالت مديرة عيادة هاربال التي تركز على طول العمر في لندن، هاربال باينز: “غالباً ما يُنظر إلى بروتين كيناز المنشط (AMPK) على أنه المفتاح الرئيسي لعملية التمثيل الغذائي لدينا، ويُنظر إليه أيضاً على أنه نقطة الوصل المركزية للعديد من مسارات الاستجابة للمغذيات المرتبطة بطول العمر”.
وتابعت أنه يمكن لكل من الشاي الأخضر ومضاد الأكسدة “كيرسيتين” – الموجود في البصل والقرنبيط والحمضيات والتوت – تنشيط البروتين المعروف بـ “AMPK”.
وتابعت: “إن العثور على شاي أخضر عالي الجودة يعد وسيلة جيدة بشكل أساسي لدعم طول العمر، حيث يمكن أن يدعم الشاي الأخضر العديد من مجالات التعبير الجيني”.
والتعبير الجيني هي العملية التي يتم من خلالها استخدام المعلومات المشفرة في الجين، لتوجيه تجميع جزيء البروتين.