هي الدّنيا
بقلم الأستاذ والشاعر وليد أبو طير
أُسافرُ في ثنايا الحُلْمِ
أبحثُ عن بقايا اللّيلِ مُذْ
سَكنتْ .. بِهِ الذِّكرى
ليبقى قيدَ هذا الصّمتْ..
أُعرِّجُ صوبَ أطلالٍ .. تُقاسمُني
حنينًا حائرَ الوِجدانِ ..
يأْلفُني .. وأأْلفُهُ ..
فيُسْكتُني بهاء السّكتْ..
أنا حيرانُ في تكوينِ أسفاري
أُدقِّقُ في متاهاتٍ
أُجالسُ ظلَّها النائي
على جُدُرٍ تردُّ الصوتْ..
أُداوي خِيفتي أرَقًا ..
فيَأْسرُني غيابٌ يُرْجِئُ الأحلامَ
في أرجاءِ أخْيلَتي؛
لِأجرعَ كأسَ هذا الدّهرْ ..
سأجعلُ بعضَ أحزاني
كبئرٍ قعْرُها غِمدٌ،
لِيُقْضى السرُّ فيها للرّؤى لُغزًا
يُحيِّرُني بداءِ الصبرْ ..
ألا ليتَ الذي يبكي غيابي قد
تماهي مَعْ ..
شتاتِ الصّمتِ، يَحْتمِلُ الرُّؤى تُرْجى
بعيدًا عن سرابِ الفكرْ ..
أنا مزّقتُ أشْرعتي .. وقافيتي
لِأنّي كدتُ
في ذكرايَ أفتقدُ الأسى نسَقًا
وأبتدِعُ .. بُكَايا شِعرْ…
وتُؤْلَفُ في صدورِ الغيمِ آهاتي
وتُنْثَرُ في
سطورِ قصيدتي النّجوى
وتُشْهِدُني ..
وترفعُ كفَّها شكوى ..
وأُبقي الذكرياتِ تُؤصِّلُ النّخلَ الذي
كُرهًا تلاشى كالغروبِ
يُودِّعُ الأشياءَ قيدَ رجائِها سلوى..
وهذي للورى منفى – هِيَ الدّنيا –
تُضمِّدُ جرحَها لأوا ..
وتُمعِنُ في خُطُوبِ الوقتِ إعصارًا
ليحتشِدَ الأسى نجوى ..