وفاة رائد الفضاء محمد الفارس.. ثاني عربي يصعد خارج الكوكب فمن هو؟
في سجلّ التاريخ العلميّ المُشرق، يبرز اسم رائد الفضاء محمد الفارس كأحد رواد الفضاء العرب الذين رسموا بمسيرتهم الاستثنائية لوحةً ملهمةً لأجيالٍ مُقبلة، والذي وافته المنية اليوم الجمعة عن عمر يناهز 73 عامًا.
رائد الفضاء محمد الفارس نشأةٌ واعدة وحلمٌ يلامس النجوم:
وُلِد رائد الفضاء محمد الفارس في مدينة حلب السورية عام 1951، حاملاً منذ صغره شغفاً لا يحدّه سقفٌ للطيران، وحلماً يلامس النجوم. تَجسّد هذا الشغف بانضمامه إلى الكلية الجوية السورية عام 1969، ليتخرج منها عام 1973 كطيارٍ عسكريّ مُتميّز.
برز فارس خلال مسيرته العسكرية كطيارٍ ماهرٍ، ممّا أهّله للاختيار ضمن برنامج الفضاء السوفيتي عام 1986، ليُصبح نافذةً تُطلّ من خلالها سوريا على آفاقٍ علميةٍ رحبة.
رحلةٌ تاريخيةٌ تُخلّد اسمه:
في 22 يوليو 1987، انطلق رائد الفضاء محمد الفارس على متن مركبة الفضاء “سويوز تي إم-3” ليُسجّل اسمه بحروفٍ من ذهبٍ كأول سوريٍ وثاني عربيٍ يصعد إلى الفضاء.
أمضى فارس سبعة أيامٍ مُثمرةٍ على متن محطة الفضاء “مير” السوفيتية، أجرى خلالها العديد من التجارب العلمية المُهمّة في مجالاتٍ شتّى مثل الطبّ والفيزياء والفلك.
إنجازاتٌ علميةٌ تُثري المعرفة وتُلهم الأجيال:
لم تقتصر إنجازات محمد فارس على رحلته الفضائية فقط، بل واصل مسيرته العلمية المُثمرة بعد عودته إلى الأرض.
فقد حصل على درجة الدكتوراه في العلوم العسكرية من أكاديمية غاغارين للقوات الجوية في موسكو.
كما شغل العديد من المناصب الهامة في المجالين العسكريّ والعلميّ، وساهم بشكلٍ كبيرٍ في نشر الوعي بأهمية العلم والتكنولوجيا في العالم العربيّ.
رمزٌ للأمل والتحدي في وجه الظروف:
ألهمت رحلة محمد فارس الفضائية أجيالاً من الشباب العربيّ، وأثبتت للعالم قدرة العرب على تحقيق إنجازاتٍ علميةٍ عظيمة. كما مثّل فارس رمزاً للأمل والتحدي في ظلّ الظروف الصعبة التي واجهتها سوريا خلال العقود الماضية.