الأسواق الآسيوية تستعد للتعافي وسط ضغوطات عالمية
من المقرر أن تفتح الأسواق الآسيوية أبوابها يوم الاثنين على أمل التعافي من الأسبوع الماضي الذي شهد انخفاضات كبيرة في جميع المجالات. فقد شهد مؤشر MSCI للأسهم الآسيوية خارج اليابان انخفاضًا بنسبة 3.7% الأسبوع الماضي، مسجلاً أكبر انخفاض أسبوعي له منذ أغسطس الماضي ووصل إلى أدنى مستوى له في شهرين. وقد تأثر هذا الانخفاض بمجموعة من العوامل بما في ذلك قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عائدات السندات الأمريكية وعدم الاستقرار الأوسع نطاقًا في أسواق الأسهم العالمية.
في وول ستريت، واجه مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أطول سلسلة خسائر متتالية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، حيث أغلق السوق على انخفاض حاد يوم الجمعة. وقد تضرر قطاع التكنولوجيا بشكل خاص، حيث شهد سهم Nvidia في بورصة ناسداك: NVDA انخفاضًا بنسبة 10%، مما ساهم في انخفاض مؤشر ناسداك بشكل عام. وردًا على تقلبات السوق، اتجه المستثمرون إلى الملاذات الآمنة التقليدية مثل سندات الخزانة والذهب والفرنك السويسري.
وعلى الرغم من عدم حدوث أي تصعيدات أخرى في الشرق الأوسط خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلا أن التوتر بين إيران وإسرائيل لا يزال مصدر قلق للمستثمرين. وبالإضافة إلى ذلك، أعرب المسؤولون في اجتماعات الربيع الأخيرة لصندوق النقد الدولي/البنك الدولي عن قلقهم بشأن قوة الدولار. وأصدرت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية بيانًا مشتركًا يتناول هذه المسألة، وأشار روبرت هولتزمان من البنك المركزي الأوروبي إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد لا يخفض أسعار الفائدة بالقدر المتوقع إذا لم يتخذ الاحتياطي الفيدرالي أي إجراء. وقد نصح صندوق النقد الدولي البنوك المركزية الآسيوية بإعطاء الأولوية للتضخم المحلي بدلاً من المواءمة بشكل وثيق مع سياسات الاحتياطي الفيدرالي.
في أسواق العملات، اتخذ البنك المركزي الإندونيسي إجراءات جريئة لتحقيق الاستقرار في الروبية مع ضعفها، وتراجعت الروبية الهندية من مستوى قياسي منخفض يوم الجمعة، ربما بسبب تدخل البنك المركزي. كما أعرب البنك المركزي الكوري الجنوبي عن استعداده للتدخل في سوق الصرف الأجنبي إذا لزم الأمر. وفي الوقت نفسه، ذكر محافظ بنك اليابان المركزي كازو أويدا أنه من المرجح أن ترتفع أسعار الفائدة إذا استمر التضخم الأساسي في الارتفاع. وبالإضافة إلى ذلك، تُظهر أحدث البيانات أن صناديق التحوط والمضاربين قد رفعوا صافي مراكزهم القصيرة على الين إلى أعلى مستوى لها منذ 17 عامًا.
وبالنظر إلى المستقبل، تتضمن الأجندة الاقتصادية ليوم الإثنين صدور بيانات التجارة من إندونيسيا وأرقام البطالة من تايوان. ومن المتوقع أن يحافظ بنك الشعب الصيني على معدلات الفائدة الرئيسية للقروض لمدة عام واحد وخمس سنوات عند 3.45% و3.95% على التوالي. كما ستحظى الأسواق الصينية أيضًا بأول فرصة للاستجابة للإجراءات الجديدة التي تهدف إلى جذب الاستثمارات الخارجية في قطاع التكنولوجيا، والتي تم الإعلان عنها يوم الجمعة الماضي.
تشمل التطورات الرئيسية التي يمكن أن تؤثر على اتجاه السوق يوم الاثنين قرار الصين بشأن أسعار الفائدة، وأرقام التجارة الإندونيسية لشهر مارس، ومعدل البطالة في تايوان لنفس الشهر.