مصر. ….تفاصيل جديدة لجريمة مقتل طفل شبرا.. كيف تم اكتشاف الجريمة وما علاقة الدارك ويب ؟؟؟
طمعًا في ملايين الجنيهات التي سيحصل عليها بعد تنفيذ جريمته وتوثيقها بنشره المقطع عبر «The Dark Web» وبيعه لمافيا تجارة الأعضاء البشرية، وقعت الجريمة المعروفة إعلاميًا بـ جريمة طفل شبرا، والتي كان المحرّض في الكويت والقاتل والضحية في مصر.
دارت أحداث جريمة طفل شبرا بين الكويت ومصر، وراح ضحيتها الطفل أحمد سعد صاحب الـ15 عاماً والمقيم في عزبة عثمان في شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية.
ولم يكن طفل شبرا الضحية الأولى، الذي يُقتل وتسرق أعضاؤه عبر ما يسمى بـ الدارك ويب، حيث راح ضحية لعصابة تعمل في تجارة الأعضاء عبر «فيديو كول» بينهما، وبيع فيديو الجريمة بمبالغ كبيرة.
وصور القاتل الجريمة «لايف» عبر الإنترنت، وقطع أعضاء الضحية، لتسهيل بيعها لدى مافيا تجارة الأعضاء عبر مواقع الإنترنت «الدارك ويب».
أثارت «جريمة شبرا» تساؤلات عن «The Dark Web» الذي ذكر المحرّض المقيم في الكويت على قتل الضحية، أنه سيقوم بنشر فيديو الواقعة عبر الـ«دارك ويب»، لتسهيل بيع المقطع لـ«مافيا تجارة الأعضاء».
ويعد الويب المظلم أو الويب العميق (Dark Web) هو جزء صغير وغامض من الإنترنت، غير متاح عبر محركات البحث التقليدية، ويتطلب تقنيات خاصة للوصول إليه، ويشتهر بسرية تصفحه واستخدامه في أنشطة غير قانونية.
ماذا يوجد في الديب ويب؟
تعرف شركة «كاسبرسكي لاب»، الروسية المتخصصة في تصميم برامج مكافحة فيروسات الإنترنت «الإنترنت المظلم»، أو ما يطلق عليه أيضا «دارك ويب»، بأنها الشبكة العنكبوتية السرية، التي تتألف من مجموعة مواقع إلكترونية مخفية عن أعين المتابعين.
وتضيف الشركة: تعد الجزء المخفي والمظلم من الإنترنت، ويصعب الوصول لـ الدارك ويب، بسهولة من خلال المحركات البحثية التقليدية المتاحة.
ويمثل الدارك ويب خطراً كبيراً على عقول الأطفال والمراهقين، حيث تجري من خلال موقع الإنترنت «الدارك ويب» مختلف المعاملات التجارية السرية، ويمكن التنقل إليه والتجول في مواقعه من دون أن يترك الشخص أي آثار، أي أنه سيكون مخفي الهوية، وأنشطته غير مسجلة على أي محركات بحث، ولا يمكن تعقبه.
كيف وقعت جريمة طفل شبرا؟
جاء في البيان الذي نشرته النياية العامة عن جريمة طفل شبرا أن الجاني اعترف بأن الجريمة تمت بتحريض من مواطن مصري مقيم بالكويت -تم ترحيله إلى مصر وضبطه- والذي أكد أن الغرض منها بيعها ونشرها عبر مواقع إلكترونية تبثها مقابل «مبالغ مالية طائلة».
وأكدت أن المتهم بعد أن قام بتنفيذ ما طلب منه، كلفه لمصري المقيم في الكويت بتكرار الأمر مع طفل آخر ليحصل على المبلغ المتفق عليه، لكن تم ضبطه قبل قيامه بذلك، هذا ولم تعثر النيابة العامة بمعاينتها على أي تجهيزات طبية تشير إلى أن المقصود هو تجارة الأعضاء البشرية.
أكدت التحقيقات أن الهدف من جريمة طفل شبرا لم يكن تجارة الأعضاء، بل بيع فيديو الجريمة بمبالغ فلكية عبر مواقع الإنترنت غير المشروعة «الدراك ويب».
وتابعت النيابة في بيانها: «أسفرت التحريات عن معرفة المتهم المصري المقيم بالكويت الذي استخدم في ارتكابها (الجريمة) هاتفاً محمولاً مزوداً بشريحة اتصال يملكها والده، وبناء على تعليمات المستشار النائب العام اضطلعت إدارة التعاون الدولي بمكتب النائب العام بالاتصال بالجهات المختصة بدولة الكويت، والإنتربول الدولي، ما أسفر عن ضبط المتهم ووالده، وما بحوزتهما من أجهزة إلكترونية، حيث تم ترحيلهما إلى مصر، فباشرت النيابة العامة استجوابهما وصولاً لأسباب ارتكاب الجريمة».
وذكرت أن «المتهم الأول الذي جاوز الخامسة عشرة من عمره أقر أنه هو من أوعز لمرتكب الجريمة بارتكابها، على نحو ما ورد بإقراره، قاصداً من ذلك الاحتفاظ بالمقاطع المرئية لواقعة قتل الطفل المجني عليه والتمثيل بجثمانه، وذلك حتى تسنح له فرصة بيعها ونشرها عبر المواقع الإلكترونية التي تبثها مقابل مبالغ مالية طائلة، كما قرر أنه سبق وأن قام بهذا الفعل في مراتٍ سابقة، وجارٍ التحقق من صحة ذلك عن طريق فحص الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالمتهم ووالده الذي ضبط معه وأنكر صلته بتلك الوقائع، وجارٍ استكمال التحقيقات».
كشفت التحقيقات أن المجني عليه عثر عليه مقتولاً، في شقة مستأجرة، في منطقة شبرا الخيمة، (شمال القاهرة)، وبجوار جثمانه كيس يحوي عدداً من الأعضاء، وبينت أن المتهمين، الأول الذي يقيم في منطقة سكن الطفل على علاقة مسبقة بالمتهم الثاني، والذي كان يقيم في الكويت، وتسلمته مصر، من السلطات الكويتية، وفق الاتفاقيات بين البلدين.
وأوضحت التحقيقات أنه تم استدعاء والد المتهم الثاني (كون خط الهاتف المستخدم باسمه)، ولكنه نفى أن يكون على علاقة بالحادث، وقال إنه لا يعرف أن ابنه من حرّض على قتل الطفل هذه المرة، أو في مرات سابقة.
وأثبتت التحقيقات، في القضية التي تحمل الرقم ( 1820 لسنة 2024- إداري قسم أول شبرا الخيمة)، اعترافات المتهم الثاني «الطرف المحرّض»، أنه يتواصل من الكويت مع الطرف الفاعل، وأنه طلب منه تنفيذ عملية قتل جديدة، وأن يكون التنفيذ (لايف) عبر الهاتف، وهو ما حدث بالفعل، من أجل بثها والحصول على فرص بيع الأعضاء، وتحقيق أرباح كبيرة، كما اعترف المتهم الأول، أنه اتفق على الحصول على 5 ملايين جنيه، مقابل تنفيذ العملية.
أشارت، التحريات الأمنية إلى أن جيران القاتل، لم يشكوا فيه أبداً، وأشاروا أنه يسكن في المنطقة منذ فترة، وأنه أشاع بينهم أنه «مريض أورام»، وأنه يواظب على الصلاة في مسجد المنطقة، وعلاقته طيبة مع الجيران، ولكن في الفترة الأخيرة تغيرت أحواله المادية، وانتعشت كثيراً، وبات لا يعتمد على مساعدات الجيران، وتغيرت ملابسه، وكانوا يشيع أن شقيقاً له يقيم في الكويت، هو من يرسل له الأموال في الفترة الأخيرة.
ولوحظ أيضاً أنه يتقرب من أطفال وشباب المنطقة، وانكشف أمره مع اختفاء أحمد طفل جريمة شبرا فجأة من المنطقة، حتى أبلغت جارته الأهالي، أنها تشم رائحة كريهة تخرج من شقته مساء الخميس، في التوقيت الذي أبلغت فيه أسرة الضحية الشرطة أن ابنها اختفى، وهنا كشفت الجريمة، نهار الجمعة.