“تحليل عالم الزلازل الهولندي: ردود فعله على الظاهرة الفلكية للعاصفة الشمسية”
بعد أن أضاءت الأضواء القطبية الساحرة سماء العديد من الدول حول العالم، علّق عالم الزلازل الهولندي، فرانك هوغربيتس، على المشاهد الرائعة للعاصفة الشمسية التي ضربت الأرض مساء الجمعة.
وكتب هوغربيتس عالم الزلازل في تغريدة نُشرت اليوم السبت، يصف فيها العاصفة بأنها “جميلة”، مرفقًا تعليقه بفيديو يُظهر الألوان الزاهية كالأصفر والأخضر والأزرق التي زيّنت السماء، وقد حظيت التغريدة بالعديد من التعليقات والإعجابات.
وتساءل أحد المتابعين عما إذا كانت هذه الظاهرة قد تُنذر بزلازل مستقبلية، في حين عبّر آخرون عن إعجابهم بجمال المنظر وتناغم الألوان.
جاء هذا التعليق بعد أن شهدت الأرض عاصفة شمسية مساء الأمس، وهي الأولى من نوعها منذ عام 2003، وعلى الرغم من جمالها، أثارت مخاوف من تأثيرها المحتمل على الشبكات الإلكترونية وأنظمة الاتصالات.
وأعلنت الوكالة الأمريكية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن العاصفة الجيومغناطيسية تُصنف ضمن المستوى الخامس، وهو أعلى مستوى في مقياس يتألف من خمس درجات ويُوصف بأنه “شديد”.
وتوقعت الوكالة أن تستمر العاصفة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع وصول المزيد من الانبعاثات الشمسية.
وكان آخر حدث مماثل وصل إلى المستوى الخامس في أكتوبر/تشرين الأول 2003، وأُطلق عليه “عواصف الهالوين” الشمسية، وفقًا للوكالة.
وفي ذلك العام، شهدت السويد انقطاعات في التيار الكهربائي، بينما تضررت محولات كهربائية في جنوب إفريقيا، كما أكدت الوكالة الأمريكية. تقترب الشمس حاليًا من ذروة دورتها النشطة التي تتكرر كل 11 عامًا.
وتنبعث هذه الانبعاثات الكتلية الإكليلية، التي يتجه ما لا يقل عن سبعة منها نحو الأرض، من بقعة شمسية يزيد قطرها عن قطر الأرض بـ17 مرة.
وبخلاف التوهجات الشمسية التي تنتقل بسرعة الضوء وتصل إلى الأرض في غضون دقائق، تتحرك الانبعاثات الكتلية الإكليلية ببطء نسبيًا، بمعدل سرعة يقارب 800 كيلومتر في الثانية.
من الجدير بالذكر أن هذه العواصف الشمسية الكبرى، بالإضافة إلى تأثيرها المحتمل على الأنظمة الإلكترونية، تُسبب ظهور الأضواء القطبية الخلابة، التي قد تصل أحيانًا إلى مناطق أبعد جنوبًا مما هو معتاد.
وقد عُرضت صور على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر الأضواء القطبية في مناطق متعددة من الولايات المتحدة وحتى في لندن.
وأكدت وكالة الطيران المدني الأمريكي أنها “لا تتوقع أي تأثيرات كبيرة” على الملاحة الجوية نتيجة العاصفة.
لكنها لفتت إلى أن العواصف الجيومغناطيسية قد تسبب اضطرابات في أجهزة الملاحة والبث ذات التردد العالي، وقد أوصت الخطوط الجوية والطيارين بـ”التحضير” لاضطرابات محتملة.
وتُعد العاصفة الشمسية التي وقعت في عام 1859، والمعروفة بـ”حدث كارينغتون”، الأقوى المسجلة في التاريخ وفقًا لناسا، وقد أدت إلى اضطرابات في خطوط التلغراف آنذاك.