تقدير النعم

الأب عماد الطوال- الفحيص

الحياة عبارة عن فسيفساء من العواطف والذكريات والتجارب، ومع ذلك، في صخب وضجيج روتيننا اليومي، غالبًا ما ننسى تذوق الحاضر، وننسى أن كل نفس نأخذه هو هدية، وكل ابتسامة هي نعمة، وكل تحد هو فرصة للنمو، وقد نأخذ العديد من النعم كأمر مسلم به، العائلة، الصحة، الوظيفة، البيت، والأصدقاء، إنها النعم التي يجب أن نقدرها كثيرًا في الحياة، والتي نعتبرها نوعًا ما حقنا الطبيعي، ولكن بمجرد أن نفقدها، فإننا ندرك قيمتها، هذه حقيقة مُحزنة، نحن نتعلم أن نُقدر النعم فقط عند زوالها. قال احدهم: “إذا لم تقدّر ما تملك، فلن تكون سعيداً بما تحصل عليه.”
لقد أنعم الله علينا بطرق عديدة لا نفكر فيها كثيرًا، دعونا لا نأخذ أيًا منها كأمر مسلم به، فالنعم التي تنظر إليها على أنها ليست ذات أهمية كبيرة هي نفس النعم التي يصلي آخرون ويأملون بها بشدة، والنعم التي تنظر إليها على أنها عادية هي نفس النعم التي سيشعر الكثيرون بسعادة غامرة عندما يحصلون عليها، في كل مرة تجتمع فيها عائلتك، أو تلتقي فيها بأحباءك، أو حتى خلال تلك الأوقات الهادئة عندما تقرأ كتاب جيد، فهذا شيء يجب أن تكون ممتنًا له، تلك الأشياء هي نعم عظيمة. “الامتنان يفتح باب السماء ويجلب المزيد من النعم.” – Zig Ziglar
تعلم أن تُقدر النعم قبل فوات الأوان، لا ترتكب نفس الخطأ مرتين، أنظر إلى محيطك وقدر ما لديك، انظر إلى الأشخاص الذين يحبونك بشدة، وركز على اللحظات البسيطة التي لا تنُسى، تخيل لو أننا توقفنا للحظة لتقدير كل ما لدينا بالفعل بدلاً من البحث دائمًا عن المزيد، إن الجوهر الحقيقي للحياة لا يكمن في الإنجازات العظيمة فقط، بل في كل اللحظات التي تنسج أيامنا والتي قد نراها الآن غير ذات أهمية.
التعبير عن الامتنان للنعم التي نتمتع بها يساعدنا على التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتنا، إنه يتطلب منا أن نحول تركيزنا مما نفتقر إليه إلى ما لدينا، ونعترف بالأشياء الجيدة في حياتنا، فالعالم بكل اتساعه وتعقيداته يقدم باستمرار الدروس والتحديات والأفراح، لكن المشكلة تكمن في إهمالنا المعتاد لهذه النعم، مثل هذه الأشياء التي نأخذها أمرًا مفروغًا منه، ولا نعتبرها نعمة أبدًا، هي الأشياء الأكثر أهمية في الحياة، لذلك دعونا نأخذ الوقت الكافي لتقدير النعم الموجودة في حياتنا والتعبير عن امتناننا لها كل يوم. “لن تتحقق السعادة الحقيقية إلا عندما تتقدم بالامتنان لكل ما تمتلكه.” – Oprah Winfrey

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى