نادية إبراهيم نوري. تكتب :كم رصيدك؟
كل واحد منا يسعى مجتهدًا لبناء حاضره وتأمين مستقبله، ويعمل في شبابه بكل جد واجتهاد لتحقيق ذلك. نحرص كل الحرص على أن يكون لنا رصيد بنكي أو عقاري، ظانين أننا بذلك نؤمن مستقبلنا ومستقبل أسرنا. لكن القليل منا يبحث عن رصيده الإنساني في قلوب من حوله.
من منا يجتهد لتنمية رصيده الاجتماعي؟ من منا يغض البصر عن هفوة صديق ليحتفظ به؟ من يتغاضى عن عيب قريب حفاظًا على صلة الرحم؟ من يقدم يد العون لمحتاج؟ من يسأل عن جاره إذا مرض أو يفتقد صديقه إذا طال غيابه؟ من يسير بين الناس بالود والمحبة والكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة، ساعيًا لتنمية رصيده الإنساني؟
كل هذه التساؤلات جالت في خاطري وأنا أتأمل الحياة الاجتماعية الحديثة. أرى أغلب الناس صاروا منغلقين على أنفسهم، منشغلين بذواتهم، ناسين أو متناسين عاداتنا القديمة الجميلة، عندما كان الجيران يقفون وقفة رجل واحد مع أي فرد يمر بأزمة، أو يشاركون بعضهم البعض في الأفراح. كان الرصيد الإنساني حينها أثمن وأبقى من الرصيد البنكي.