وصول المعلومات الدقيقة تساهم في الحد من التدخين والمساهمة في الاقلاع عنه
تتوالى يومًا بعد يوم الدراسات التي تحلل مستويات المواد الخطرة والمسببة للأمراض في جسم الإنسان، والتي تقارن بين تدخين السجائر التقليدية واستخدام البدائل الحديثة مثل السجائر الإلكترونية، ومنتجات أكياس النيكوتين، ومنتجات التبغ المُسخّن وغيرها من البدائل المبتكرة.
ورغم أنه لا يخفى على أحد أن للتدخين العديد من الآثار المضّرة على الصحة، وأن القرار الأفضل لأي مدخن هو الإقلاع عن هذه العادة نهائياً، لكن لا بد من الإشارة إلى أن معظم دراسات المقارنة أثبتت أن استخدام البدائل الحديثة الخالية من الدخان يعتبر بديل أفضل وأقل سمية بكثير من تدخين سجائر التبغ العادية، وأن المدخنين الذين يستخدمون هذه البدائل غالبًا ما يكونون قادرين على الإقلاع عن التدخين تمامًا، على عكس الاعتقاد بأن البدائل قد تكون بمثابة بوابة للتدخين.
وفي الآونة الأخيرة كانت حكومة مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا قد عمدت إلى اشتراط حصر بيع أكياس النيكوتين من خلال الصيدليات فقط، وهو ما تسبب بردة فعل معارضة. ووفقاً لما كتبه مدير شؤون أمريكا الشمالية في مركز اختيار المستهلكين في صحيفة “ويسترن ستاندرد”، ديفيد كليمنت، أن أكياس النيكوتين يجب أن تباع في أماكن بيع السجائر لمنح المدخنين باستمرار “خيار منتج كبديل أفضل”، ووصف ذلك بأنه “يتعارض إلى حد كبير مع اعتماد مقاطعة كولومبيا البريطانية الشامل للحد من الضرر”.
ومن جهته، أكّد المسؤول الطبي في الصحة الطبية في هيئة الصحة الساحلية في فانكوفر، الدكتور مايكل شواندت، عند الحديث في مدونة صوتية (بودكاست) عن منتجات أكياس النيكوتين، أن تدخين السجائر هو وسيلة أكثر ضررًا لاستهلاك النيكوتين من أكياس النيكوتين أو السجائر الإلكترونية. وقال: “أود أن أقول بكل وضوح، إن التدخين التقليدي هو الأكثر تأثيرًا على الإطلاق. ودون احتراق التبغ (كما هو الحال مع التبغ المُسخّن مثلًا) يمكن تجنب الكثير من الضرر من خلال وسائل توصيل النيكوتين الأخرى.”
هذا التنظيم القانوني لبيع أكياس النيكوتين الذي اتخذ في مقاطعة كولومبيا البريطانية يعمل من دون شك على تعقيد مسألة الحصول على البدائل بدلًا عن الحد من الضرر، لأنه من المنطقي أن يتم بيع المنتجات البديلة التي تساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين إلى جانب السجائر، والتي أثبتت فعاليتها عند استخدامها من قبل المدخنين في الإقلاع عن التدخين. كذلك، فإن هذه البدائل لا تولد اهتمامًا كبيرًا لدى أولئك من غير المدخنين، وبالتالي فإن لا خوف عليهم من استخدامها. وهنا لا بد من طرح سؤال حول صوابية هذه القرارات القانونية التي تصعّب الحصول على أكياس النيكوتين بينما تمنح حكومة المقاطعة المخدرات مجانًا.
إن الاعتماد الشامل للحد من المخاطر عبر تبني سياسات تسعى إلى إنقاذ الأرواح عن طريق إزالة أكبر قدر ممكن من المخاطر الناجمة عن الإدمان الذي يعاني منه الناس، يتطلب تأمين وصول المدخنين الذين يريدون ويحتاجون إلى استخدام بدائل أفضل للإقلاع عن التدخين مثل أكياس النيكوتين والسجائر الالكترونية وأجهزة التدخين الإلكتروني “الفايب” والتبغ المُسخّن، والتي جميعها لا تولّد دخانًا، والتي أثبتت جدواها في العديد من الدراسات والأبحاث والدول.