الحزبية والسياسية الدكتورة روان الحياري تكتب: رسائل في الحرب والحب

بينما يقف المجتمع الدولي متفرجاً إبان كارثة إنسانية غير مسبوقة يشهدها الإقليم في غزة، تتوسع رقعة الحرب بشكل دراميتيكي متوقع، لطالما حذر منه الأردن بكافة
المحافل، فدخول لبنان آلة الحرب المفتوحة، وما سيتبعها من امتداد لألهبة النار لأطراف ودول أخرى في المنطقة والإقليم واحتمال لاستعمال أسلحة محرمة دولياً، و دخول المنطقة في طور جديد من حروب و جبهات

الإستنزاف لن يدفع ثمنها إلا المدنيين

والأبرياء، ماهي إلا نتائج متوقعة لفشل المجتمع الدولي في التحرك نحو وقف دائم للحرب في غزة وتحقيق السلام العادل والشامل الملزم، الذي يضمن أمن المنطقة والاقليم والعالم، لتجد دول المنطقة والاقليم نفسها في مواجهة تحديات أمنية وإنسانية وسياسية تنطوي على مخاطر كبيرة، لن يكون العالم عنها ببعيد، فأقلها أن تأبى انسانيتنا في هذا العالم المتفرج استخدام هذه الحاجات الإنسانية الأساسية كورقة ضغط لتمرير أي أجندات سياسية سواء أكنا نتحدث عن إغاثات إنسانية عاجلة أم عن إعادة الإعمار طويل الأمد في اليوم التالي للحرب!

يبذل الأردن ما يستطيع تجاه هذه المأساة من خلال حشد الجهود الدولية وتعزيز الشراكات بين البلدان والأقاليم بكافة الوسائل والسبل بقيادة جلالة الملك، سواء بالجهود الدبلوماسية والسياسية أو الإنزالات الجوية أو من خلال مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة ليدق ناقوس الخطر تجاه غياب الامداد الكافي من المساعدات وتعثر تمكن الجهات الإغاثية من أداء واجباتها الانسانية حتى في إطار تكليفها الأممي، فبينما يستعد الاطفال والشباب هذه الايام في جميع أنحاء العالم لسنة دراسية جديدة، ماذا يفعل من هم في نفس عمرهم

في غزة والى ماذا يا ترى سيستعدون؟!.

أما داخلياً، في حب الوطن وفي مرحلة بوصلتها خطاب اليوبيل، الذي تضمن إشارات سياسية عميقة لخارطة طريق وطوق نجاة، نعمل بموجبها، دولة مؤسسات، حكومات وحكومات ظل
ومواطنين – اليوم قبل غداً – مدركين أننا

أساس القوة والمنعة واعين تماماً للتحديات الوجودية في المنطقة والفرص المستقبلية وعمادها رأس المال البشري ودولة الانتاج، فبينما تلقي توترات وحروب الإقليم – ما ظهر منها وما بطن – بظلالها الثقيلة على دول المنطقة، فتنشط تجارة الحرب وسمتها، ما بين

مخدرات وتخريبات إرهابية، يقف فيها الأردنيون جنباً إلى جنب الأجهزة الأمنية و الجيش، تلك الجباه الشماء التي ما كانت يوماً في هذا الوطن العزيز إلا لإنفاذ سيادة القانون وحفظ الأمن والحدود والسلم المجتمعي وخرجت الجميع بقاع العالم كقوات

لحفظ السلام وتقديم المساعدات الإنسانية لمن احتاجها – ولو بدون طلب تلك الجباه الشماء و السواعد “الأصدق قولاً و

الأخلص عملاً ” هي نفسها حد سيفها ماض، لا يعرف الرحمة عندما يتعلق الأمر بأمن وأمان الأردن يعضدهم الأردنيون جميعاً كالبنيان المرصوص.
دمت يا وطني “حراً عزيزاً كريماً آمناً مطمئناً ..”

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى