صورة الأم
كتبت نادية إبراهيم نوري
نشر ممثل تركي صورة تجمعه بوالدته متعشمًا من جمهوره الكبير بأجمل التعليقات وطامعًا بأفضل الدعوات لوالدته. فما كان من أغلب جمهوره السطحي إلا أن أمطره بوابل من التعليقات السلبية والتهكم على شكل والدته، بل تجرأ البعض ووصفها بالقبيحة!
نصحه بعض أصدقائه المقربين أن يرفع الصورة، فما كان منه إلا أن ألغى متابعة عديمي الضمير والإنسانية بعد أن نشر سطورًا تنزف دماً تعبيرًا عن صدمته. وقال: “هذه التي نعتوها بالقبيحة هي كل عالمي. هي ليست فقط من أنجبتني وربتني وزرعت في الطموح والأمل، بل كانت لي الأم والأب والموجه والنور الذي أنار لي الطريق.”
هنا أتساءل: من منا ينظر إلى ملامح والدته؟ أوليس جميعنا يرى أن أمه أجمل نساء الدنيا؟ أوليس جميعنا غرفنا من والداتنا الحنان والحب والرعاية والتوجيه والتعليم والتطبيب والحماية؟ كيف يتجرأ من يجلس خلف شاشة هاتفه النقال كي يجرح الآخرين بسم لسانه؟ أولا يعلم أن للكون ربًا يحاسب حتى على النوايا، وأن كل كلمة تخرج من أفواهنا عليها رقيب عتيد؟ ثم متى كان للجمال أي أهمية في بناء مجتمعاتنا وتطويرها وتقدم أوطاننا؟
هدانا الله جميعًا.