استئناف الحضارة
أحمد طقش
هبوا و استعجلوا بسرعة ، نحن سادة ، نحن قادة ، بل نحن خدم الإبداع ، خدم الإنجاز النافع لكل البشرية
لا ليس ضعفنا قدرا محتوما ، لا ليس تأخرنا واجب الوجود ، لا ليس تراجعنا القهقرى نكوصا لا مفر منه
بإمكاننا مجددا البدء من جديد بإعادة إشعال فتيل النبوغ في عقول و أفئدة الناشئة ، لا بد من إكمال دورنا النهضوي البارز الذي وضعنا مسبقا في صدارة الأمم
لا نختلف بأي شيء عن أمير المؤمنين عبد الله المأمون البطل العربي المسلم الذي توفي 218 للهجرة ، و الذي كان يدفع وزن الكتاب ذهبا للمترجم و للمؤلف ، بإمكاننا الآن اختراق هذا الأوان ، بإمكاننا مجددا القفز في الحاضر لاعتلاء المستقبل لاعتلاء المستحيل
خلق الخالق المخلوق و جهزه بآليات تمكنه من اختراق العوالم المعلومة و العوالم المجهولة ( يا معشر الجن و الإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات و الأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) الرحمن 33
إذن فالإنسان العادي غير موجود ، نهائيا لم يخلق الله هذه الكرسحة الموجودة حاليا عند بعض من لم يفهموا مرادات إيجاد الوجود
الله جل و عز لا يخلق الضعف و لا الاستكانة و لا العجز ، رب الخلق العظيم خلقنا جبابرة ، يجب علينا لزاما ألا ننزل من على صهوة المجد البتة
نهائيا لا نختلف عن عظماء الماضي بشيء ، بل نحن أفضل منهم ، نعم أفضل منهم لأننا نستطيع إكمال مسيرتهم من حيث انتهوا ، أعني البناء على البناء ، لا البناء من العدم ، دقق معي في مقولة إسحق نيوتن : ( إذا كنت قد نظرت أبعد من الآخرين ، فذلك لأنني وقفت على أكتاف العمالقة )
جدي الزمخشري ، جدي جابر بن حيان ، جدي الرازي ، جدي ابن سينا ، ، جدي الفارابي ، جدي صلاح الدين ، فلماذا كل هذا الأنين ؟
الركض النهضوي حاليا فرض عين على كل عربي مسلم ، سقط سهوا منا مشعل الحضارة ، سقط لهوا ، سقط تغافلا ، سقط من أيدينا و أسقط رؤوسنا على الأرض ، لا بد من نهوض يرفعنا من جديد
التباكي على الماضي الغابر لا يفيد
تعداد مآثر الماضي الجميل لا يفيد
لا بد من عمل لا بد من أمل لا بد من الانطلاق من عسل الماضي الحلو ، لإنتاج عسل جديد جميل يحلي حاضر و مستقبل العرب و المسلمين
هم رجال و نحن رجال ، لم يكن أجدادنا الذين كانوا ينظرون إلى الشمس بأجفان غير مرتعشة ، فيهم أي مميز يميزهم عنا ، لهم عقول عاقلة و لنا عقول آملة ، لهم حواس يقظة و لنا حواس جاهزة ، لهم أفئدة خفاقة بالجد و الاجتهاد ، و لنا أفئدة تواقة لنيل المراد
الله العظيم الذي خلق الخوارزمي هو الله العظيم الذي خلق أحمد زويل
الله العظيم الذي خلق المتنبي هو الله العظيم الذي خلق أحمد شوقي
الله العظيم الذي خلق ابن خلدون هو الله العظيم الذي خلق زها حديد
استئناف الحضارة العربية واجب على كل عربي ، همه إنجاز إنجازات خارقة ، لا يقتصر نفعها على العرب ، استئناف الحضارة العربية يجب أن يصب في مصلحة البشرية كل البشرية ، ألم يقل الشاعر سعيد عقل :
قمم كالشمس في قسمتها تلد النور و تعطيه الأنام
نحن أمة مخرجة ( لل ) ناس ، لمساعدتهم ، لإسعادهم ، و ليس ( على ) الناس و لا ( ضد ) الناس