حماس تعلمت الدرس من مصر”.. تقرير عبري يكشف فشل “نظام أطلانتس” بغزة

كشف تحقيق أجرته صحيفة “هآرتس” عن فشل نظام “أطلانتس” الإسرائيلي لإغراق الأنفاق التابعة لحركة حماس في غزة. وأوضحت الصحيفة أن المشروع، الذي اعتمد على خطة قديمة وغير مناسبة، لم ينجح بسبب تجهيز حماس لمواجهة هذا الاحتمال، وذلك بإنشاء مصارف لامتصاص المياه في الأنفاق، مستفيدين من تجربتهم مع محاولات مصر لإغراق أنفاق رفح الحدودية في السابق.

في تقريرها بعنوان “لقد ضاعت أطلانتس”، أكدت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي تبنى خطة قديمة، وتجاهل المشورة المهنية والمخاطر المحتملة على المختطفين الإسرائيليين. أشارت الصحيفة إلى أن الخطة انتهت بعد بضعة أشهر بفشل متوقع، دون أن يتساءل أحد عن جدواها أو نتائجها.

توصل التحقيق إلى وقوع أخطاء عديدة في تنفيذ نظام أطلانتس، حيث انطلق المشروع قبل استكمال التقييمات اللازمة، تحت ضغط من قيادة الجيش. وأفاد مصدر عسكري للصحيفة أن النظام تم تفعيله في نفق رئيسي لحماس، مما أدى إلى تعريض رهائن محتملين للخطر.

رغم الاعتماد الكبير على المشروع، فشل أطلانتس بسبب دخول معظم قوات حماس إلى الأنفاق، مما زاد من الضغط على القيادة الإسرائيلية. وأوضح مصدر آخر أن القوات لم تكن مستعدة للتعامل مع الأنفاق المعقدة، والتي لم تكن المخابرات العسكرية تعلم عنها الكثير.

كان الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت لا يزال يتعلم عن الأنفاق في غزة ونطاقها الواسع. وأوضح مصدر للصحيفة أن الجيش واجه صعوبة في التعامل مع الأنفاق تحت الأرض، مما دفعه إلى البحث عن حلول سريعة. واقترح ضابط من القوات البرية فكرة إغراق الأنفاق بمياه البحر، ولكنها كانت محاولة غير ناجحة نظراً لتعقيدات الأنفاق.

بحسب الصحيفة، استعان الجيش بسلطة المياه الإسرائيلية التي شكلت مجموعتين من الخبراء لدراسة الأنفاق وضخ المياه إليها. لكن الجيش لم ينتظر النتائج وبدأ في تنفيذ الخطة بسرعة. أكد أحد القادة المشاركين في المشروع أن الجيش لم يكن لديه وسيلة لتقييم نجاح الخطة أو تأثيرها على الأنفاق.

في النهاية، خلص الخبراء إلى صعوبة إغراق الأنفاق بطريقة فعالة. واستشهدت الصحيفة بتجربة المصريين في إغراق الأنفاق بمياه الصرف الصحي، مما دفع حماس إلى تحسين أنفاقها لتجنب الغرق. ورغم تحذيرات الخبراء، أصر الجيش الإسرائيلي على تنفيذ الخطة دون دراسة كافية لتبعاتها.

وأوضح مصدر عسكري أن القيادة كانت تسعى لتنفيذ الخطة بسرعة دون النظر في التفاصيل المعقدة والنتائج المحتملة، مما أدى إلى فشل المشروع.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى