طلاب الثانوية العامة بغزة.. فرحة النجاح سرقتها إسرائيل

حرمت الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 10 شهور، طلبة الثانوية العامة من فرحة النجاح بعد أن غيبتهم عن مقاعد الدراسة قسرا وسرقت منهم أحلامهم وقتلت عددا كبيرا منهم وأفراد عائلاتهم.

وجد الطلبة الفلسطينيون أنفسهم اليوم بلا أمل وسط هالة من اليأس بعدما فقدوا كافة أحلامهم ببدء مرحلة جديدة من حياتهم، قائلين إن الحرب “دمرت وقتلت كل شيء”.

وأحالت الحرب المنازل التي كانت في كل يوم من هذا العام تكتسي بالزينة وتصدح بأغاني الفرح بالنجاح والزغاريد، إلى أكوام من الركام.

كما فقد الآلاف من طلبة الثانوية العامة أفراد من عائلاتهم الذين كانوا يخططون أن يشاركوهم الفرحة بنجاحهم.

والاثنين، أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية نتائج امتحانات الثانوية العامة بالضفة الغربية دون قطاع غزة الذي لم يتقدم فيه نحو 39 ألف طالب للامتحانات.

وقالت الوزارة في بيان إن إسرائيل قتلت منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول نحو 10 آلاف من طلبة المدارس والجامعات بالقطاع وصادرت حقهم في الحياة، من بينهم 450 من طلبة الثانوية العامة.

ومنذ بدء الحرب دمرت إسرائيل 332 مدرسة وجامعة بشكل جزئي و117 بشكل كلي، بحسب آخر إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

بحسرة كبيرة، تتفقد الشابة ندى حجازي (18 عاما) من شمال قطاع غزة كتب الثانوية العامة في منزلها والتي اكتست معظمها بغبار ودخان الحرب.

تقول للأناضول وهي تنفض الغبار عن كتبها: “كنت أنتظر هذا اليوم الذي تعلن فيه نتائج الثانوية العامة بفارغ الصبر، كنت أهدف للوصول إلى معدل 97 بالمئة لدراسة تخصص الطب”.

وتضيف حجازي التي التحقت بالتخصص العلمي: “هذا اليوم بات أليما، فهو يعيد إلينا ذكريات مخططات وأحلام قتلتها الحرب، وقتلت معها أفراد عائلتي بالكامل”.

لو لم تكن الحرب

على مدار السنوات الـ11 الماضية، بذلت حجازي جهودا كبيرة من أجل هذا اليوم الذي كانت تحلم به طيلة تلك الفترة، وفق قولها.

وتضيف: “لو أنني تخرجت اليوم من الثانوية وكان معي أهلي لكان هذا البيت ممتلئا بالزوار والزغاريد والضحكات والهدايا والفرحة، لكن الاحتلال والحرب قتلوا كل هذا”.

وتضيف بصوت مليء بالأسى: “قتل الاحتلال كافة أفراد عائلتي وأنا اليوم وحيدة، وإن تقدمت للتوجيهي مجددا بعد انتهاء الحرب، لن تكون هناك فرحة في ظل هذا الفقد الكبير وعدم وجود والدي ووالدتي بالذات”.

وأشارت إلى أنها تشاهد شباب جيلها خارج القطاع يكملون حياتهم بشكل طبيعي، بينما في غزة توقفت حياتهم ولا ينتظرون شيئا إلا وقف الحرب، وفق قولها.

تعبر حجازي عن أملها في استعادة حياتها السابقة ولو بالحد الأدنى، لو تم الضغط باتجاه وقف الحرب الحالية.

وتقول: “حينما تنتهي الحرب، سنعود ونكمل دراستنا وحياتنا، الحياة لن تتوقف، ما زال هناك القليل من الأمل”.

وتوضح بنبرة حزينة، أن الحياة مع حجم الفقد والمعاناة التي مروا بها خلال الحرب “لن تعود كما كانت في السابق، لكنها لن تتوقف وستستمر بالحد الأدنى”.

وتشير إلى أن إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر منذ سيطرة إسرائيل عليه في 7 مايو/ أيار الماضي، أعاق خروج عدد من طلبة الثانوية العامة الراغبين بالمغادرة لاستكمال دراساتهم بالخارج، قائلة “إسرائيل تشدد الخناق على الفلسطينيين وتزيد معاناتهم”.

وختمت حديثها قائلة، إن الناس في غزة ينامون على حال ويستيقظون على آخر بحيث لا يجدون أمامهم “لا حياة ولا مستقبل”.

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى