عيد ميلادي وكعكة الفراعنة سارة طالب السهيل

 في هذا الشهر المسمى آب اللهاب ولدت في يومه الثاني وبطبيعة مواليد هذا البرج يحبون البهجة والفرح ولديهم رضا داخلي وسلام نفسي لا مثيل له يحبون الحياة، حتى لو أنهم لا ينسون الآخرة، ولكنهم يعيشون لحظات الفرح بضمير.
وإذا أضفنا على ذلك الروح الطفولية التي تتملك من كل من يعمل مع الأطفال أو للأطفال، فتكتمل الأسطورة.
ومن هنا يأتي انتظاري لهذا الشهر من عام إلى عام منذ أن كنت طفلة صغيرة العب مع صديقاتي لعبة عيد الميلاد وخاصة عبير التي تتذكر هذا جيدا حيث كنا ندعو العرائس على حفل مزعوم، ونضع لهم الأكلات اللذيذة المصنوعة من ورود الحديقة وأعشابها المختلفة.
وكان حينها بيتنا على الدوار الرابع
وربما لأنني أحب الناس جدا، وأحب اللمة والجمعة، وأن أكون محاطة بمن أحبهم دائما، فهذا أحد أسباب ارتباطي بعيد ميلادي.
وها هو على الأبواب
في مثل هذه الأيام تستحضر نفسي روح الطفولة وبراءتها وأفراحها، وأسبح في بحور الكون لأجد الكون جميلا مزدان بالورود والأهل والجيران يتوادون في محبة إنسانية مخلصة، تناسوا همومهم وأحزانهم فرحين بالأعياد والأمل بعطايا وكرم رب السماء.
والأطفال هم الأكثر فرحا وشوقا لأعياد الميلاد، كما ينجذب الطفل لطقوس الميلاد من الزينة والأضواء التي تملأ المنزل وكعكة العيد والحلويات التي تشعر الأطفال بالسعادة.
وهناك العديد من المعاني الإنسانية التي يعيشها الطفل يوم عيد ميلاده، حين تتجمع العائلة والجيران للاحتفال؛ مما يشعر الطفل بالأمان النفسي والترابط والأمان، ناهيك عن اجتماع الأطفال ومرحهم ولعبهم بشكل جماعي وانتظارهم بفارغ الصبر انتهاء الأسرة من الأطعمة اللذيذة والحلويات التي تصنع خصيصاً يوم عيد ميلادهم (وهذا فعليا شعوري.
في عيد الميلاد روح الطفولة الساكنة في جنباتي تنطلق فاحلق كعصفور صغير يزقزق على شرفة غرفتي، ويغرد بألحان الحب والفرح، لذلك فإنني أحب أن احتفل كل عام مثل الأطفال تماما، وأفرح بالبالونات والهدايا البسيطة التي تأتيني من كل مكان حتى الورود التي ترسل من بلد لبلد من أصدقائي الذين يعرفون أهمية هذا اليوم عندي.
في طفولتي كنت عندما أمسك بوردة الأمنيات أقول لها يا وردة اذهبي وأحضري لي عيد ميلادي هذه الزهرة معروفة بالأردن لونها أبيض تشبه القطن تنفخ عليها، فتتطاير مثل الثلج الناعم.
وكنت عندما ألعب مع صديقتي عبير مامي ونحن في سن ثلاث سنوات وأكثر كنا دوما نلعب أنه عيد ميلاد، وكنا نصنع التبولة من ورق الأشجار، ونصنع كعكة عيد الميلاد من الورود و المعازيم كلهم كانوا الدمى والألعاب.
 أخيلة الطفولة في عيد الميلاد مبدعة وطريفة، وتحاكي البيئة التي يعيش فيها الطفل، وكبرت وحافظت على صنع كعكة الميلاد، دون معرفة أصل هذه الكعكة وتاريخها، حتى تابعت مؤخرا محتوى يكشف قدم هذه الكعكة لآلاف السنين عند الفراعنة حيث تصنع هذه الكعكة في يوم تتويج أحد ملوك الفراعنة وهو نفسه يوم عيد ميلاده، وأنه يحتفل بميلاده سنويا، ويعبر عن ذلك بكعكة عيد الميلاد.
وما لبث أن تبني قدماء اليونان هذا الطقس الفرعوني، فصنعوا كعكات على شكل دوائر لتكريم أرتميس “Artemis” وهو زعيم القمر في معتقداتهم، فكانت الشموع المضاءة تجسد وهج القمر، أما دخان الشموع، فهو يحمل الأمنيات إلى السماء.
واستمر هذا التقليد الوقتي حتى حاكته ألمانيا، فكانوا يضعون شمعة على الكعكة لتجسيد نور الحياة.
ومع تطور البشرية كانت ألمانيا في العصور الوسطى أولاً من صنع كعكة عيد الميلاد للأطفال، وفي القرن السابع عشر كان تُصْنَع الكعكات بطريقة دقيقة ومحددة بإضافة كريم الحشو، وكانت تصنع من عدة طبقات مزينة بمختلف أنواع الزينة مثل الزهور، لكن هذا النوع مع الكعك كان غالي الثمن، لأن المكونات المحضر منها كانت باهظة الثمن ذاك الوقت، لذلك لم يكن يشتريها سوى الأثرياء والطبقة العليا من الناس.
أما في القرن الثامن عشر، فأصبح شراء معدات الخبز أسهل بكثير وبأسعار مناسبة، مما جعل ثمن الكعك ينخفض لسعر معقول، وارتفعت الكميات المعروضة إلى حد كبير.
ومع بداية الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر تحولت كعكة الميلاد تجاريا لتصبح منتجا عالميا في السوق العالمي، وصار الاحتفال بعيد الميلاد الشموع تقليدا إنسانيا مستمرا إلى يومنا هذا، دون أن نعرف أنه أصله تقليدا فرعونيا.
 وربما هذا تأثير الفراعنة على نفسي وشخصيتي فعلا مصر أن الدنيا.
كل عام وأنت بألف خير، وكل عام وأنتم جميعا أهلي وأحبابي وأصدقائي وأخواتي وإخوتي أحبكم بالله جميعا، وأرسل لكم من عاصمة النشامى والشهامة عمان الحبيبة إلى العراق ولبنان والمغرب وليبيا واليمن وتونس والسودان وسوريا وفلسطين والجزائر والكويت ومصر والسعودية والبحرين وقطر وسلطنة عُمان والصومال إليكم جميعا تحياتي وأمنياتي بالأمان والسلام والسعادة والنعم ودوام التوفيق

سارة طالب السهيل

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى