نادي صقّاري الإمارات يُصدر عدداً خاصاً من مجلة “الصقّار”

أكد معالي ماجد علي المنصوري، الأمين العام لنادي صقّاري الإمارات، أنّ “قيم المُحافظة على الطبيعة وصون التراث في دار زايد، لا تزال راسخة بجذورها التي تضرب في أعماق الأرض الطيّبة كالشجر المُثمر.”
وقال معاليه في كلمته ضمن العدد الخاص من مجلة “الصقّار” إنّ “التراث نافذة فخر وأمل، ينفذ منها الضوء للأجيال القادمة، يغرفون من عراقة حضارتهم، وينهلون من تاريخ ما خطّه أجدادهم.”
مجلة “الصقّار” دورية تراثية علمية مُتخصّصة تُعنى بالصقارة والصيد المُستدام، صدرت عن نادي صقاري الإمارات، خلال الفترة من 2002 ولغاية 2007، وحققت انتشاراً واسعاً حتى وصلت أهم المكتبات العالمية، وما زالت نسخها السابقة تُطلب حتى اليوم باعتبارها موسوعة تراثية علمية بيئية تصلح للقراءة في أيّ وقت، مع تجدد الرغبة بمُعاودة إصدارها.
وذكر معالي رئيس تحرير مجلة (الصقّار) أنّه “تمّ إشهار نادي صقاري الإمارات في العام 2001 بهدف دعم الصيد التقليدي بطرائق وأساليب مُستدامة، وذلك بفضل جهود مؤسسه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، الذي عُرف عنه شغفه برياضة الصيد بالصقور وعشق التراث. وقد أثبت النادي مكانته ورسوخه في عالم رياضة الصيد بالصقور، وخطا خطوات كبيرة وواثقة على مدى أكثر من 22 عاماً، وحقق إنجازات مُهمّة في سعيه لخدمة صقاري دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي والمحافطة على الصقور من الانقراض.”
وأكد المنصوري أنّ رؤية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان واستشرافه لمُستقبل نادي صقاري الإمارات، انطلقت من أهمية هذا الصرح والدور الذي يجب أن يلعبه في الربط بين تراث الصقارة العريق وبين الأجيال المتتابعة من الصقارين، وأن يكون ملتقى فكرياً للشعراء والكتاب والأطباء البيطريين وعلماء الطيور ومختلف شرائح المُبدعين والمهنيين من مُحبّي هذه الرياضة.”
وأشار إلى أنّ النادي نجح من خلال منبر دورية الصقار العلمية المتخصصة، في التنبيه إلى المخاطر التي كانت تُحيط بهذا الجزء العزيز من تراثنا. ولقيت هذه الجهود دعم وتشجيع الكثير من الحريصين والغيورين على تراثهم وتاريخهم، وشارك فيها الكثير من المُخلصين من خلال ما طرحوه من موضوعات وأفكار جادّة للمُساهمة في أعداد المجلة.
ومما يدل على مكانة مجلة “الصقار” بدورها العلمي والتراثي والتوعوي، أنّه طوال السنوات الماضية لا زالت طلبات الحصول على أعدادها السابقة متواصلة من داخل وخارج دولة الإمارات، فضلاً عن الرسائل التي تنوّعت مضامينها ما بين طلب معلومات مُختصّة من جامعات ومؤسسات مرموقة بهدف الاستفادة منها كمراجع موثوقة لمشاريع التخرّج الجامعية والدراسات العليا، وكذلك من مكتبات عالمية ووسائل إعلام عربية وأجنبية سعت لتعريف جمهورها بتراث الصقارة العريق.

“الصقّار”.. عين على الصقارة
من جهته قال مدير تحرير مجلة الصقّار عمر فؤاد أحمد، مدير المشاريع في نادي صقاري الإمارات، إنّه انطلاقاً من أنّ الإعلام يلعب دوراً مُهمّاً في تعزيز الصيد المُستدام وصون ركائز التراث الوطني للدول، يُسعدنا تقديم هذا العدد الخاص من (الصقّار) المجلة الفريدة التي تبحث في آلية مُخاطبة الاهتمامات التراثية والبيئية والثقافية وتعزيز الوعي المُجتمعي.
وأشار في كلمته بالعدد الخاص، إلى أنّه كان لمجلة الصقار دور كبير في تسليط الضوء على تراث الصقارة وإيصاله إلى أبعد مدى، وذلك من خلال رصد ومتابعة كل ما يخص عالم الصيد بالصقور من نجاحات وعقبات وتطوّرات. وقد نجحت المجلة من قبل في تعزيز الوعي المُجتمعي بالعناصر التراثية إلى درجة كبيرة، ومن الممكن بالطبع إنجاز الكثير أيضاً اليوم في هذا الميدان.
وأكد أنّ مجلة الصقار تُعدّ بشموليتها وتخصصها وموضوعية طرحها وعلمية أسلوبها إضافة نوعية تُحسب لدولة الإمارات. وتهدف إلى التأكيد على توعية الصقارين لممارسة هذه الرياضة في أطر حديثة تُراعي نظم الطبيعة وتكفل الحماية للحياة البرّية بما يُحقق غرس مختلف الأخلاقيات التى تتضمنها الصقارة. وكل ذلك في إطار المحافظة على البيئة وصون الطبيعة والأنواع.

عدد غني
يقع العدد الخاص في 216 صفحة، ويتضمّن 25 باباً مُتنوّعاً ومُشوّقاً، تحوي 86 مادة تراثية وثقافية وعلمية، ما بين شؤون الصقارة في مختلف دول العالم، وبحوث وجهود صون الأنواع والحفاظ على البيئة، والتراث الثقافي والأدبي والتطوّرات العلمية الحديثة. ومن مواضيع العدد: الشيخ زايد والصيّد المُستدام، على خُطى زايد- محمد بن زايد.. رحلة الصقارة والأصالة مستمرة، معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية.. قصة نجاح، الإمارات واليابان.. جسر لحوار الثقافات، 5000 طالب تدرّبوا في مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء، النساء في الصقارة.. طفرة عالمية، الصقور المُكاثرة في الأسر.. استدامة للصقارة وحماية لصقور البرّية، الذكاء الاصطناعي لحماية الصقور والأنواع المُهدّدة بالانقراض.
ومن المُشاركين في العدد معالي زكي نسيبة “الإعلام وأهمية تسليط الضوء على الصقارة”، د.علي بن تميم “نحو تحويل الصقارة إلى صناعة ثقافية متكاملة”، د.هيثم الزبيدي “الشيخ زايد وصُنع الفرصة في الحياة الفطرية”، د.علي قحيص “محمد بن زايد وعلاقته بالطير”، د.إحسان الميسري “نحو خارطة طريق لاستدامة الرياضات التراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة- “الصقارة “نموذجاً”. د.منير مصطفى “الصقر في الأدب العربي”. وذلك بالإضافة لمُساهمات علمية وبحثية لكلّ من الصقّارين والخبراء باتريك موريل، تيم وودوورد، كين لوتس، ومارتن فولدس.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى