مُبادرة الحدّ من الصعق الكهربائي لصندوق محمد بن زايد تحمي 25000 طائر جارح في منغوليا
يُشارك صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة، إحدى المُبادرات الرائدة لنادي صقّاري الإمارات، في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2024، ليسلط الضوء على المشاريع والمبادرات التي ينفذها للحفاظ على الطيور الجارحة على مستوى العالم، سيما مع وجود واحد من كل خمسة أنواع من الطيور الجارحة مهددة بالانقراض.
ويستعرض الصندوق ضمن مُشاركته في جناح نادي صقاري الإمارات بالمعرض، مُبادرة الحدّ من صعق الطيور الجارحة بالكهرباء التي انطلقت في منغوليا باستخدام الصقر الحر المهدد بالانقراض كنموذج لجهود الحفظ الرائدة.
ويُسلّط نادي صقاري الإمارات عبر مُشاركته في المعرض الضوء على أبرز مشاريعه، والمُتمثّلة في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء المشروع التعليمي الرائد للنادي، مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة، مركز السلوقي العربي بأبوظبي، بالإضافة لمجلة “الصقّار”. كذلك يستطيع الزائر للمعرض التعرّف في جناح النادي على مُبادرات تراثية وبيئية مُهمّة، هي صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة، أرشيف الصقارة في الشرق الأوسط، والاتحاد العالمي للصقارة والمُحافظة على الطيور الجارحة.
4 ركائز أساسية لصون الأنواع
وأكد د.منير ز.فيراني الرئيس التنفيذي للعمليات في الصندوق الدولي للحفاظ على الطيور الجارحة أهمية مشاركة الصندوق، ضمن جناح نادي صقاري الإمارات، في المعرض الدولي للصيد والفروسية الذي يُعد أحد أكبر المعارض وأكثرها شهرة في دولة الإمارات، سيّما وأنه يجمع بين المتحمسين والمحترفين والمنظمات من جميع أنحاء العالم لعرض منتجاتهم وتبادل المعرفة والمشاركة في المناقشات المتعلقة بالصيد وأنشطة الفروسية والحفاظ على الحياة البرية.
وقال فيراني “تتمثل مهمتنا في ضمان حماية أنواع الطيور الجارحة في جميع أنحاء العالم وازدهارها في مواطنها الطبيعية، ومن خلال العمل مع شركائنا العالميين، فإننا نغير مسار هذه الطيور الرائعة”. وأكد أن معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية يمثل منصة لمشاركة نجاحاتنا وإلهام الآخرين للانضمام إلينا في جهودنا للحفاظ على البيئة.
وأوضح أنّ الصندوق يعمل على أربعة ركائز أساسية للحفاظ على البيئة وهي الحفاظ على الأنواع، والبحث العلمي، والشراكات العالمية، وتطوير القيادة في مجال الحفاظ على البيئة. وتدفع هذه الركائز مهمة الصندوق لتحقيق نتائج حفظ تحويلية وتقديم نتائج ملموسة على أرض الواقع.
عزل 30 ألف عمود كهرباء لتُصبح آمنة للطيور الجارحة
من جانبه، أكد د.أندرو ديسكون مدير العلوم والحفظ في الصندوق الدولي للحفاظ على الطيور الجارحة على أهمية مشاركة الصندوق في المعرض ضمن المؤسسات المشاركة تحت مظلة نادي صقاري الإمارات، لما يُتيحه ذلك للصندوق من استهداف شريحة أوسع من زوار المعرض، سيّما وأن جناح نادي صقاري الإمارات يحظى بأكبر زيارة من قبل زوار المعرض.
وأوضح ديكسون أنّ الصندوق يهدف من خلال مشاركته في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية إلى تسليط الضوء على النتائج المؤثرة لجهود الصندوق، وإلهام الزوار والضيوف والعارضين بمختلف مستوياتهم ودفعهم للمساهمة في مبادرات مماثلة لإنقاذ الطيور الجارحة من الصعق بالكهرباء.
وقال إنّه مع تزايد الطلب العالمي على الطاقة، أصبحت الحاجة إلى ضمان الاستثمارات الإيجابية في الطبيعة أكبر من أي وقت مضى، خاصة أنّ العديد من قارات العالم ذات التنوّع الغني بالطيور الجارحة تسير بخُطى سريعة نحو توسيع شبكات وخطوط الكهرباء الضرورية لحماية الطيور الجارحة.
وبيّن مدير العلوم والحفظ في الصندوق أنّ مشاريع الصندوق الدولية للمحافظة على الطيور الجارحة بدأت بمعالجة قضية ملحة هي مشكلة الصعق الكهربائي لملايين الطيور سنوياً على خطوط توزيع الكهرباء ذات الجهد المنخفض. مُبيّناً أنّ هذه الحوادث لا تُؤدّي فقط إلى نُفوق أعداد كبيرة من الطيور فحسب، بل تتسبب أيضاً في انقطاع التيار الكهربائي وتلف المُعدّات والحرائق المُحتملة، مما يتسبب في خسائر مالية وأضرار بيئية كبيرة.
وأفاد ديسكون أنّه على مدى السنوات الماضية، نجح الصندوق في عزل30 ألف عمود لتُصبح آمنة للطيور الجارحة والطيور الأخرى في جميع أنحاء منغوليا. وأشار إلى أنّ المبادرة التي تقودها أبوظبي تُعدّ من كبرى الجهود العالمية للتخفيف من آثار الصعق الكهربائي في جميع أنحاء العالم، والتي ساعدت في حماية 25000 طائر جارح من التعرّض للصعقات التي كانت تؤدي إلى هلاك ما يقرب من 4000 صقر حر سنوياً.
ولفت ديكسون إلى البرامج الأخرى التي يُنفّذها الصندوق في منغوليا ومنها إنشاء أعشاش اصطناعية للصقور في الأماكن التي يتوفر فيها الغذاء لها، ومنها القوارض الصغيرة بما يحُقق الحماية للمراعي والمحاصيل الزراعية من القوارض من خلال الانقضاض عليها من قبل الصقور.
مشاريع رائدة حول العالم
وخلال مُشاركته في المعرض يعرض الصندوق مقطع فيديو قصير لإبراز نجاح أعمال التخفيف التي قام بها من آثار الصعق بالكهرباء في منغوليا، وكيف يُمكن أن يكون هذا العمل نموذجاً تحتذي به الدول الأخرى.
كما يستعرض جناح الصندوق مشروعه المشترك مع منظمة البلقان الأخضر في بلغاريا باستخدام آلية التربية والإكثار في الأسر كمصدر لإنتاج صقور الحر التي سيتم إطلاقها بهدف إنشاء مجموعة تكاثر مكتفية ذاتياً تُشكّل جسراً لإزالة الحواجز الجينية بين صقور الحر في أوروبا الوسطى والشرقية وتركيا وآسيا الوسطى.
ويتعاون صندوق محمد بن زايد للحفاظ على الطيور مع مؤسسة النسر الفلبيني لحماية النسر الفلبيني المهدد بالانقراض. وفي يونيو الماضي، تمّ إطلاق طائرين بنجاح من جزيرة مينداناو إلى جزيرة ليتي، مما يُمثّل أول عملية نقل على الإطلاق للنسور الفلبينية خارج جزيرة مينداناو.
وقد تعهد الصندوق بتمويل لمدة ثلاث سنوات لتعزيز أعداد النسور في جزيرة ليتي بالشراكة مع مؤسسة كوربيت، حيث يراقب الصندوق أعداد النسور الهندية، ويوفر التدريب على تقنيات المراقبة، ويطور القدرات المحلية في مجال الحفاظ على النسور.
نموذج إرشادي
وبناء على النجاحات التي حققها صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة في التصدّي لخطر الصعق بالكهرباء في منغوليا، فإن خطواته التالية تتمثل في استخدام مشروع منغوليا كنموذج إرشادي، والدفع من أجل وضع مواصفات آمنة للطيور عند بناء خطوط الكهرباء، وجذب انتباه الممولين والجهات المعنية لمعالجة مشكلة الصعق بالكهرباء على نطاق عالمي.
ويأمل الصندوق في أن يتمكن من إلهام الزوار والجمهور النوعي لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية من الدول والهيئات والصقّارين وأفراد المجتمع للمساعدة في تنفيذ خطط حماية طموحة في مناطق تكاثر الطيور الجارحة وعبر مسارات هجرتها، حيث يُمثّل صعق الطيور بالكهرباء تهديداً كبيراً بالإضافة إلى تدهور الموائل والتأثيرات السلبية على أنواع الحياة البرية.
وبالإضافة إلى مواصلة جهوده في منغوليا وبلغاريا، فإنّ الصندوق يعمل حالياً مع شركاء في مختلف أنحاء العالم لتطوير مشاريع جديدة للحفاظ على الطيور الجارحة لتحقيق نتائج استراتيجية شاملة لحماية الطيور الجارحة مع تطوير القدرات المحلية في أبحاث الطيور الجارحة وطرق الحفاظ عليها.
ويُشار إلى أن الصندوق تأسس في 2018 بمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتطوير حلول للتحدّيات الرئيسية التي تواجه الطيور الجارحة في مختلف أنحاء العالم.
ويعمل الصندوق من مقرّه في أبوظبي على تطوير حلول مبتكرة وتحويلية للحفاظ على الطيور الجارحة في مختلف أنحاء العالم ودعم البرامج العالمية التي تهدف إلى استعادة الطيور الجارحة وحماية موائلها الطبيعية، حيث أنّ ما يقرب من 570 نوعاً من الطيور الجارحة حول العالم مهددة بالانقراض، بمعدل نوع واحد على الأقل من كل خمسة أنواع من هذه الطيور ذات الأهمية الكبيرة للتوازن البيئي وحياة الإنسان.