امل خضر تكتب مولد محمد عليه السلام
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أمّا بعد:
فيحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام، بذكرى مولد نبي الأمة ونبي الرحمة، والذي بمولده استنار الكون كله، وأشرقت الأرض بنوره، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}] الأنبياء:107[.
حيث انقشعت الظلمات، وتلاشى الظلم، وانتشر العدل، وعمَّ السلام، وتساوى الناس.
إن ذكرى مولده -صلى الله عليه وسلم- ليست ذكرى مولد إنسان عادي أو عظيم، بل هي ذكرى مولد أمة جديدة، حاربت الظلم والطغيان، ورفعت شعارها الخالد {مَتىَ أسْتَعْبَدْتُمْ النْاسَ وَقَدْ وَلَدَتْهُمْ أمّهْاتُهُمْ أحْرَاراً؟}. وقد اصطفى الله تعالى نبيه ليكون له الأخلاق العالية والسيرة القويمة، وقد كانت أخلاقه الحميدة وسيرته العطرة سبب محبة الناس له عليه الصلاة والسلام، كما كانت السبب في دخول الكثير من الصحابة في الإسلام، فقد صدقوه وآمنوا بدعوته والتفوا حوله يساندونه في الحقّ، فكانوا شعلة الإسلام الأولى، في مكّة المكرمة، وكانوا نواة الدولة الإسلامية الأولى التي ملأت الأرض بعد ذلك عدلًا وخيرًا، ونشرت الإسلام في أصقاع الأرض، فتأتي فرصة المولد النبوي في كل عام لتذكرة المسلمين بسيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وما عاشه من المعاناة برفقة صحابته الكرام، وما واجهوه من المشاق والصعوبات في سبيل نشر رسالة ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ مناسبة المولد الشريف هو فرصة ليزيد تمسّك الناس بالقرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة، وأن يسعى كلّ مسلم إلى السير على نهج النبوة، كما على كلّ أب مسلم أن يعلّم أطفاله سيرة رسول الله وأخلاقه، وأن يروي لهم السيرة النبوية منذ بداية ظهور ملامح الإسلام الأولى وحتّى قامت الحضارة الإسلاميّة جميع أنحاء الأرض. وبهذه المناسبة ارفع أسمى ايات التهنئة والتبريكات لصاحبي الجلالة وولي عهدهم الامير الحسين والشعب الأردني بمناسبة عيد مولد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام . داعيه الله أن يحفظ الأردن قيادة وارضا وشعبا.