بلينكن يحذر من زيادة التصعيد في الشرق الأوسط بعد انفجارات لبنان
حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء من خطر التصعيد في الشرق الأوسط، بعد أن هدد تفجير الآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية (بيجر) التي يستخدمها أعضاء جماعة حزب الله اللبنانية بعرقلة أحدث مساعيه الدبلوماسية في المنطقة.
ووردت أنباء الانفجارات في الوقت الذي توجه فيه بلينكن إلى مصر للقاء كبار المسؤولين هناك أملا في دفع جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتحسين العلاقات مع القاهرة.
وتوعد حزب الله بالثأر من إسرائيل متهما إياها بالوقوف وراء تفجير أجهزة البيجر يوم الثلاثاء.
وتحجم إسرائيل عن الرد على أسئلة عن الانفجارات التي أسفرت عن مقتل اثني عشر شخصا على الأقل، بينهم طفلان، وإصابة ما يقرب من ثلاثة آلاف آخرين.
وردا على سؤال عن الانفجارات، قال بلينكن إن الولايات المتحدة لا تزال تعمل على استيضاح الحقائق لكن انتشار الصراع ليس من مصلحة أحد.
وأضاف قائلا في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري بدر عبد العاطي “يتعين على جميع الأطراف الإحجام عن أي أعمال من شأنها تصعيد الصراع”.
ولم يذكر من الذين تعتقد الولايات المتحدة أنهم وراء الانفجارات.
وأضاف أنه يركز على الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يجلب الهدوء إلى مناطق تشمل الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، وأن جميع الأطراف اتفقت عل خمسة عشر من أصل ثمانية عشر بندا في الاتفاق.
واستطرد قائلا إنه كانت هناك فترات انتظار طويلة لتمرير الرسائل بين الطرفين مما أتاح وقتا لوقوع حوادث قد تعطل المحادثات.
وقال بلينكن “نرى أنه في فترات الفواصل الزمنية، قد يقع حادث أو واقعة، شيء يجعل العملية أكثر صعوبة، ويهدد بإبطائها أو إيقافها أو إخراجها عن مسارها، وأي شيء من هذا القبيل، ربما لا يكون جيدا فيما يتعلق بالوصول للنتيجة التي نريدها، وهي وقف إطلاق النار”.
واستشهد بقتل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لستة رهائن إسرائيليين الشهر الماضي. ولم يخص إسرائيل بالذكر، وهي التي يُعتقد أنها استهدفت أعضاء من جماعات متحالفة ضدها في لبنان وسوريا وإيران، وهو ما عرقل المحادثات.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أبلغ بلينكن أن القاهرة ترفض “محاولات تصعيد الصراع وتوسعة نطاقه إقليميا”، ودعا إلى “ضرورة تحلي جميع الأطراف بالمسؤولية”.
وذكر مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية أن بلينكن سيتوجه من القاهرة إلى باريس يوم الخميس لعقد اجتماع مع وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وبريطانيا لبحث قضيتي الشرق الأوسط وأوكرانيا وقضايا أخرى. وأضاف المسؤول أن بلينكن سيجتمع أيضا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ولن يزور بلينكن إسرائيل في هذه الجولة، وهي المرة الأولى التي لا يزور فيها أقرب حليف إقليمي لواشنطن خلال جولة له بالمنطقة منذ أن أشعلت حماس الحرب في غزة قبل عام تقريبا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن السبب في ذلك هو أن واشنطن تهدف إلى مناقشة القضايا الثنائية مع مصر في هذه الرحلة وأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي تعمل عليه الولايات المتحدة والوسطاء ليس جاهزا بعد لتقديمه إلى إسرائيل.