امل خضر أهمية تطوير المناهج
قبل البدء بما سيحمله مقالي من أهمية تطوير المناهج وخصوصا في ضل الحمله على مناهجنا لبد من فهم أهمية تطوير المناهج في ضوء متغيرات العصر وتطور التكنولوجيا وضرورة التنويع والتغير بما يتلائم مع حاجتنا اليوم . وخصوصا في انشغال الاهل وتعدد مشغالهم .و الانفتاح وتوفر وسائل الاتصال وتأثيرها في حياة ابنائنا وحتى نحن الكبار . وهنا كتربويه من مشجعي فتح الأبواب أمام الطلبه وتزويدهم بما ينفعهم في تشكيل شخصياتهم وقيمهم لبناء جيل واعي قادر على التعامل مع كافة معطيات العصر . بعد بناء المناهج ، وبعد تنفيذها لا بد من متابعتها بعمليات تقويم مستمرة ، وبمجموعة من التقارير والبحوث والدراسات يقوم بها الخبراء والمتخصصون ، وذلك للوقوف على مدى تحقيق المنهج لأهدافه ومعرفة المشكلات التي تحدث عند التطبيق ، حتى يمكن مواجهتها والتغلب عليها وحصر الأخطاء ونقاط الضعف ، حتى يمكن تصحيحها أو تلافيها .
وتؤدي عملية متابعة المنهج المستمرة إلى إحداث بعض التعديلات فيه ؛ حتى يمكن تصحيح الأخطاء التي تظهر ، وسد الثغرات التي تكتشف، ومعالجة نقاط الضعف أولاً بأول . وقد يتسأل البعض أن بناء المناهج على أسس عملية يتطلب تجريب كل شيء قبل تعميمه في المدارس ، فالكتب الدراسية وطرق التدريس والوسائل التعليمية والأنشطة وأساليب التقويم الخ ، كلها تمر بمرحلة تجريب ، ولا تدخل إلى حيز التنفيذ إلا بعد نجاح التجريب، فمن أين تأتي الأخطاء والثغرات ونقاط الضعف إذن .
وللإجابة عن هذا السؤال ، يمكننا القول أن للتجريب أهمية بالغة وفوائد كثيرة لا يمكن بناء أي منهج علمي دونها ، ومهما كان التجريب دقيقاً ومحكما إلا أنه يتم على عينة محدودة مهما زاد حجمها ، ولذلك لا بد من حدوث بعض الخطاء والثغرات عند تنفيذ المنهج وتطبيقه في كافة المدارس وغالباً ما تكون هذه الأخطاء والثغرات بسيطة وغير خطيرة ، إلا أنه من الضروري التصدي لها فوراً ، حتى يسهل التغلب عليها أما إذا تركت فإنها تؤدي إلى عواقب وخيمة .
وبمرور الوقت ونتيجة لمجموعة من العوامل والأسباب ، تصبح المناهج القائمة في حاجة إلى تغيير جذري ، وهو ما نطلق عليه عملية التطوير ، وهي لا تقل أهمية عن بناء المناهج لحتميتها وضروريتها ، إذا لا يمكن أن نبني منهجاً وتتركه مدة طويلة ، والدليل على ذلك هو أننا لو قمنا ببناء منهج بأحدث الطرق وأحسن الأساليب ووفقاً لأفضل الاتجاهات والنظريات التربوية ، وسخرنا له كل الإمكانات والطاقات بحيث يظهر إلى الوجود على أتم وجه وفي أفضل صورة ، ثم تركنا هذا المنهج لفترة طويلة من الزمن ، دون أن ندخل عليه أي تعديل أو يحدث فيه أي تغيير ، فماذا تكون النتيجة ؟ سوف يأتي أفراد آخرون ويحكمون على هذا المنهج بالجمود والرجعية والتخلف ، ومن هنا تصبح عملية التطوير عملية حتمية لا غنى عنها وتصبح في الوقت نفسه ممتعة لعملية بناء المنهج .
ومما لا شك فيه أن عملية تطوير المناهج تختلف عن عملية بنائها اختلافاً ملموساً ،وذلك لأن عملية بناء المنهج مثلها مثل آية عملية بناء أخرى ، تبدأ من الصفر أما عملية تطوير المناهج فهي تبدأ من درجة معينة ، ومن واقع ما ،وتتحدد أبعاد عملية التطوير وفقاً لنوعية وطبيعة هذا الواقع .
هناك أسباب عديدة تؤدي إلى المناهج منها ما هو متصل بالحاضر والماضي ،ومنها ما هو متصل بالمستقبل ، وعندما يقتنع كل القائمين والمتهمين بالعملية التربوية بسوء المناهج الحالية ، فإن هذا الاقتناع التام يدفع المسئولين إلى ، تطوير هذه المناهج ، ويمكن التوصل إلى سوء المناهج الحالية عن طريق نتائج الامتحانات العامة ، أو تقارير الموجهين والخبراء والفنيين هبوط مستوى الخريجيين ، نتاج البحوث المختلفة التي تنصب على تقويم المنهج بجوانبه المختلفة وإجماع الرأي العام ووقوفه ضد هذه المناهج إضافة الى التغييرات التي طرأت على التلميذ والبيئة والمجتمع والاتجاهات العالمية والعلوم التربوية .
وزيادة الاهتمام بالدراسة العلمية .
وتنمية مهارات التفكير العلمي .
تنمية القدرة على الخلق والابتكار
ولا ننسى أنه عصر الانفجار المعرفي ويستدعى ذلك عند تطوير . ان المناهج
عملية انتقاء لأساسيات المعرفة .
والربط والتنسيق بين القديم والحديث .
وتوجيه التلاميذ دراسياً ومهنياً .
تنمية قدرة التلميذ على التعلم الذاتي والتعلم المستمر .
ولبد الإشارة إنه عصر التخصصات : ويتطلب ذلك عند تطوير المناهج:
إعادة النظر في الدراسات العامة والدراسات الخاصة .
واكساب التلاميذ مهارات العمل الجماعي والتعاوني .
مما يتطلب عند تطوير المناهج :
• التوسع في الأنشطة .
• إعادة النظر في أساليب ووسائل التقويم .
• التركيز على التربية الدينية الأخلاقية .
• التربية عن طريق القدوة .
مراعيا اننا في عصر التغير السريع :
مما يتطلب متابعة التغيرات التي تتم داخل المجتمع .
•والتركيز على الأسلوب العلمي في التفكير .
و العمل على تنقية التراث الثقافي .
وتنمية الاتجاهات المناسبة نحو التغيير .
مع مساعدة التلاميذ على فهم أسباب التغير.
ساعيا الى تطوير أساليب التعليم بحيث تؤدي إلى التعلم الذاتي والتعلم المستمر .
وتدريب التلاميذ على النقد الموضوعي .
مع مراعاة القلق والتوتر النفسي للطلبة : ويتطلب ذلك عند تطوير المناهج :
• الاهتمام بالتربية الدينية .
• إشباع هوايات التلاميذ .
• زيادة الاهتمام بالأنشطة .
• زيادة الاهتمام بالرحلات والمعسكرات .
يلعب التجريب دوراً رئيسياً في تطوير المناهج على أساس علمي ، وللتجريب أهداف عديدة أهمها :
إثبات صحة أو خطاء الموضوع المراد تجربته
معرفة جوانب القوة وجوانب الضعف .
إتاحة الفرصة لتعرف مدى تأثير أحد الجوانب الأخرى
وقد اتسعت مجالات التجريب ، فأصبحت تشمل كل جوانب العملية التعليمية ، ويتم التجريب على عينة من التلاميذ أو المعلمين أو الكتب . ومن الضروري أن تكون العينة ممثلة تمثيلاً صادقاً . وأثناء التجريب تظهر مجموعة من المشكلات التي تستدعى إيجاد الحلول المناسبة لها ،وهذا يتطلب إعادة التجريب عدة مرات حتى يتم التوصل إلى نتائج ثابتة .
فهدف وزارة التربية والتعليم الشمول والتكامل والتوازن :
من الضروري أن يتعرض التطوير لجميع جوانب المنهج ، وبالتالي يجب أن يكون التطوير شاملاً ، كما يجب أن يكون أيضاً متكاملاً ، ولأن كل جانب من جوانب المنهج يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالجوانب الأخرى فهو يؤثر فيها ويتأثر بها ، فالكتاب الدراسي مثلاً كجزء من المنهج لا يمكن أن يحقق أهدافه المنشودة ، إلا إذا اتبعت الطريقة المناسبة لتدريسه ،وطريقة التدريس المناسبة لا يمكن أن تنفذ جيداً إلا إذا وجد المدرس القادر على تنفيذها ، والمدرس الكفء لا يمكن أن يؤدي رسالته على خير وجه إلا إذا كان ملماً بالمادة التي يدرسها وبأساليب ووسائل تقويمها ،وقادراً على فهم التلميذ فهما مستفيضاً ،وفهم التلميذ لا يتم إلا بناء على دراسات نفسية ودراسات اجتماعية ،وهكذا نجد أنفسنا أمام دائرة متصلة الحلقات ، كل حلقة فيها مرتبطة بما قبلها وما بعدها . وكما يحدث التكامل بين جوانب المنهج المختلفة فإنه يتم أيضاً بين أجزاء ومكونات الجانب الواحد .
ويظهر ذلك من خلال
التكامل بين النظري والعملي .
التكامل بين طرق التدريس .
التكامل بين وسائل التقويم .
ويجب أيضاً أن يهتم التطوير بمفهوم التوازن ، ويستدعى هذا المفهوم تحديد الوزن النسبي لكي عامل أو جانب وفقاً لقدراته ومساهمته في تحقيق الهدف ووفقاً للدور الذي يمكنه القيام به في إطار الخطة العامة . والتوازن مطلوب في جوانب كثيرة في العملية التربوية على
التوازن بين جوانب النمو المختلفة .
التوازن بين المواد والنشطة .
التوازن بين النظري والعملي .
التوازن بين القديم والحديث عند بناء المقررات الدراسية . ان وزارة التربية والتعليم تسعى جاهدة إلى العمل بناء قواعد وأساس متين متكامل من بنى تحتية وطاقات بشرية مدربة مؤهله قادرة على انتاج غرس سليم فعال وبناء فهي تؤمن أن التجارة الحقيقة جيل قوي فكريا وجسديا قادر على الإنتاجية وهو ما ينسجم مع الرؤى الملكية.