طاولة الغسل ملوثة بالدم.. سر اختفاء “جثة الشابة نوال وسر حرف s على يدها

اختفاء جثة فتاة “مسحورة” من مشرحة زينهم، بعد وصولها بنحو 3 ساعات، وسط ذهول الأطباء والعاملين: ”الجثة راحت فين؟”.

الجثة كانت لفتاة سورية أنهت حياتها بنفسها، وفق ما أدلت شقيقتها التوأم التي أوصلتها إلى باب المشرحة، وما أن نظر الطبيب الشرعي للجثمان لاحظ وجود حرف “S”، الذي يشير إلى أعمال سحر -وفقًا له- صعد إلى المكتب للاستراحة استعدادًا لتشريحها، وعندما عاد فوجئ باختفائها.

ضمن سلسلة حلقات مثيرة بعنوان “حكايات من داخل المشرحة”، نقدم تفاصيل وكواليس قضية غامضة داخل أسوار مشرحة زينهم، وفقًا لمذكرات الدكتور محمد الشيخ، الطبيب الشرعي السابق بمشرحة زينهم في كتابه بعنوان: “للجثث رأي آخر”.

تبدأ القصة في يوم 12 سبتمبر 2016، في تمام الساعة 10:30 مساءً، حيث اختفت جثة فتاة سورية من ثلاجة الموتى، في أحد مناطق مدينة القاهرة.  تاركة وراءها لغزًا كبيرًا، ولتوضيح المشهد بشكل أدق، سنصف لكم شكل مشرحة زينهم من الداخل.

المشرحة تتضمن بابًا حديديًا يستخدمه العاملون من أطباء وعمال، بالإضافة إلى باب خلفي مصفح وقوي جدًا، وعند فتحه يُصدر صوتًا عاليًا قد يوقظ الجيران، وهذا الباب يُستخدم لإدخال الجثث، ومساحته ضيقة لا تسمح إلا بدخول الجثمان فقط، سواء كان للتسليم أو للإخراج لدفنه.

تحتوي المشرحة على قاعتين كبيرتين، كل قاعة تحتوي على سريرين للتشريح، بالإضافة إلى أدراج ثلاجات لحفظ الجثث، يزيد عددها عن 300 درج.

عند وصول الجثة إلى المشرحة، يرافقها عادةً أحد رجال النيابة أو أمين شرطة، حيث يتم تسليم الجثمان لفني التشريح، يجب أن يتم تسليم قرار التشريح من النيابة إلى الطبيب وفريقه للبدء في عملية التشريح وإعداد التقرير.

بعد انتهاء عملية التشريح وإعداد التقرير، يتم تسليم الجثمان إلى (سعيد وزوجته)، وهما الشخصان المسؤولان عن غسل الجثث، حيث يقوم سعيد بتغسيل الرجال، بينما تغسل زوجته النساء، وغرفتهما تقع في نهاية الممر.

في يوم 12 سبتمبر 2016، تلقى الدكتور محمد الشيخ، الطبيب الشرعي المناوب، مكالمة من مساعده شعبان في الساعة 10 مساءً، أخبره فيها بوصول جثة فتاة سورية برفقة شقيقتها، وطلب منه النزول فورًا.

وعند نزول الدكتور محمد، تحدث مع شقيقة المتوفاة دون رؤية الجثمان. لاحظ الدكتور أن الأخت كانت شديدة الجمال، وترتدي شميزًا أبيض وأسود وطرحة سورية. رغم جمالها، لاحظ الطبيب برودًا غريبًا في حديثها، مما أثار شكوكه.

سألها الدكتور عن سبب وفاة أختها، فأجابت ببرود: “انتحرت”، وعندما سألها عن قرار النيابة، أعطته التقرير، لكنها قالت له جملة أثارت رعبه: “أنا لا أريد أن تُشرح أختي”.

شعر الدكتور محمد بأن هناك شيئًا غير طبيعي، وسألها بغضب: “هذه ليست ملكك، كيف جلبتها في سيارتك؟ ولماذا لم تُحضريها بسيارة الإسعاف؟ وأين الشرطة؟” هنا تغيرت ملامح وجهها، وبدأت بالتوتر، وأخبرته أن سيارة الإسعاف تأخرت، فقررت نقلها بنفسها.

رغم أن ملابسها لم تكن تحتوي على أي آثار دماء، ما دفع الدكتور إلى سؤالها مجددًا: “لماذا لا توجد بقع دم على ملابسك؟”، فأجابت بأنها غيّرت ملابسها بعد نقل الجثة. لم يكن هذا التبرير مقنعًا للطبيب، وطلب من مساعده إحضار الجثة ليفحصها.

عندما رأى الدكتور الجثة، تفاجأ أنها كانت توأم الفتاة التي رآها، ولاحظ علامات ورموزا غريبة على جسدها، بما في ذلك كدمات قوية وعلامة حرف الـS على رقبتها، وهي علامة مرتبطة بعبدة الشيطان.

بعد إعداد جزء من التقرير، شعر الطبيب بالتعب وقرر أخذ قسط من الراحة. وفي تمام الساعة 2:30 صباحًا، أيقظه مساعده بعد عدة محاولات، وأخبره بأن الجثة قد اختفت.

نزل الدكتور بسرعة ليتحقق، ولكنه لم يجد الجثة. في البداية، ظن أن زوجة سعيد قد غسلتها وكفنتها عن طريق الخطأ. لكن المساعد أكد له أن سعيد وزوجته لم يغادرا غرفة الغسل منذ الساعة 10 مساءً، أي قبل وصول الجثة.

توجه الدكتور إلى سعيد وزوجته للاستفسار، ولكنه لم يشك للحظة في أمانتهما، فقد كانا يعملان في المشرحة لأكثر من 30 عامًا بسمعة نزيهة. خرج الثلاثة للبحث عن الجثة، إلا أن سعيد اكتشف شيئًا صادمًا: طاولة الغسل كانت مغطاة بالماء والدم، كما لو أن أحدهم قد غسل جثة عليها.

عندما سأل سعيد عما إذا كان قد ترك الطاولة دون تنظيف، أجاب بأنه جفف وعقم كل شيء قبل النوم. بحثوا بعد ذلك عن شقيقة المتوفاة، لكنها اختفت أيضًا.

تذكر الطبيب جملة الأخت عندما قالت: “لا أريد أن تُشرح أختي”، وأبلغ الشرطة على الفور باختفاء الجثة.

حتى الآن، لا توجد أي آثار للفتاة أو لأختها المتوفاة، ولا يزال اللغز قائما.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى