سرب مُسيرات فوق موقع أمريكي “حساس” يثير “الرعب”.. ما قصته؟
أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”، استناداً إلى مصادر مطلعة، بأن السلطات الأمريكية تشعر بقلق متزايد إزاء تحليق طائرات مسيّرة مجهولة الهوية فوق مواقع عسكرية داخل البلاد.
وأوضحت الصحيفة أنه في ديسمبر 2023، وعلى مدار 17 يوماً، بدأت طائرات مسيّرة مجهولة بالتحليق فوق قاعدة “لانغلي” الجوية في ولاية فرجينيا، وذلك بعد نحو 45 إلى 60 دقيقة من غروب الشمس.
وفقاً لتقرير الصحيفة، كانت هذه الطائرات المسيّرة، التي يبلغ طولها حوالي ستة أمتار، تحلّق على ارتفاع ألف متر، بسرعة تجاوزت 160 كيلومتراً في الساعة، واتجهت بعد ذلك نحو قاعدة “نورفولك” البحرية، التي تعد من أكبر الموانئ العسكرية في العالم.
ونقلت الصحيفة أن إدارة قاعدة “لانغلي” الجوية ألغت الرحلات الليلية بسبب مخاوف من اصطدام الطائرات العسكرية مع سرب المسيّرات، كما تم نقل مقاتلات “إف-22” إلى قاعدة أخرى كإجراء احترازي.
وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين يشككون في أن يكون مشغلو هذه الطائرات هواة، نظراً لتعقيد التقنية المستخدمة، ويعتقد البعض أن هذه المسيّرات قد تكون أُطلقت من قبل موسكو أو بكين لاختبار ردود الفعل الأمريكية. وعلى الرغم من الموارد الهائلة التي خصصت لتعقب هذه الطائرات، إلا أن تعقبها كان شبه مستحيل.
وكشفت “وول ستريت جورنال” أن هذه التقارير وصلت إلى الرئيس جو بايدن، ما دفع البيت الأبيض لعقد اجتماعات استمرت لأسبوعين بمشاركة مسؤولين من وزارات متعددة، منها وزارة الدفاع ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وكذلك وحدة الأجسام الطائرة المجهولة التابعة للبنتاغون وخبراء خارجيين، لمناقشة تفسيرات محتملة ووضع خطط للتعامل مع الوضع.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في يناير من هذا العام، تم القبض على مشتبه به يدعى فنغيون شي، طالب جامعي من جامعة مينيسوتا يبلغ من العمر 26 عاماً ويحمل الجنسية الصينية، بعد العثور على طائرة مسيّرة أطلقها وُجدت بها صور لسفن عسكرية في الحوض الجاف.
وقد أُلقي القبض عليه أثناء محاولته مغادرة الولايات المتحدة إلى الصين دون تذكرة عودة. ورغم اعترافه بقيادة الطائرة بهدف التسلية ودون علمه بوجودها في منطقة محظورة، إلا أنه اتُّهم بتصوير منشآت عسكرية حساسة بطريقة غير قانونية بموجب قانون التجسس، وحُكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر. وصرح محاميه أن موكله كان بعيداً كل البعد عن التجسس لصالح أي جهة.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن السلطات الأمريكية لم تتمكن حتى الآن من تحديد هوية الجهة المسؤولة عن إطلاق هذه المسيّرات أو الأهداف الكامنة وراءها.