نشرة معرض عمان للكتاب 2024 اليوم التاسع

عمان-اختتمت الجمعة، فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب 2024 ، بعدد من الندوات..
وأقيمت الجمعة، ندوة بعنوان “الاردن يدير دفة النقد الأدبي”، بمشاركة الدكتور عبد القادر رباعي، والدكتور عمر أبو محارب، وإدارة الدكتورة ايمان عبد الهادي، وندوة “الرواية بين الحاضر والتاريخ”، بمشاركة الروائية ضحى عاصي من مصر، والروائي جلال برجس، وإدارة الدكتورة إكرام العطاري
كما أقيمت ندوة ” كتابة الذاكرة ومقاومة النسيان.. الادب في مواجهة الصدمة الاستعمارية”، بمشاركة الدكتور وحيد بوعزيز من الجزائر، والدكتورة رولا سرحان من فلسطين، وإدارة حسين نشوان، وندوة” بين القصة والرواية-شهادات وتجارب”، بمشاركة الدكتور ابراهيم غبيش، والكاتب محمود الريماوي، وإدارة عثمان مشاورة.
واستهل الدكتور الرباعي ندوة “الاردن يدير دفة النقد الأدبي”، بكيفية تحفيز طلبته نحو مدرسته في النقد، وأن يسيروا مع العصر بكل محدداته، مشيرا إلى محاولاته لإيقاظ الحس النقدي عند بعضهم.. نحو النقد الثقافي.
وأعرب عن سعادته عما وصل إليه بعض طلبته الذي قال إنهم أصبحوا أعلاما في مجال النقد الثقافي..
وتحدث الدكتور الرباعي عن بدايات تشكيل مدرسة النقد الأردنية مع طلبته الذين يدرسون الدكتوراه، وذكر الكاتب سعودي الراحل الدكتور خالد جديع، الذي أشار إلى هذه المدرسة في أكثر من مقال، وهو صاحب مقولة “الأردن يدير دفة النقد الثقافي”..
واشاد بما قدمه عبدالله الغذامي للثقافة والعربية، ويحسب له ويستحق التكريم، ورغم الاختلاف، ونحن على طرفي النفيض مما قدمه في كتابه “النقد الثقافي: قراءة في الأنساق الثقافية العربية”
وعرض لنموذج عراقي ونموذج مصري كان بإشراف جابر عصفور، من خلال المقارنة بين الأنساق والمنهجيات، قال” اوجدنا شيئا نعتز به، ويعتز به بلدنا، وحملنا راية الاردن في وجود النقد الثقافي
وقدم الدكتور ابو محارب، قراءة في مشروع الدكتور يوسف عليمات الذي شكل نمطا قرائيا خاصة به من خلال إصداراته التي وصلت الى خمس قبل وفاته، وأكثر من ظفر بين النقد والنقد الادبي.
وقال إن مشروع الراحل الدكتور عليمات “الاسلوبية الثقافية” بذرة يمكن استكمالها بعده، مشيرا إلى النصوص التي درسها والنظريات التي استخدامها، والبحوث التي انجزها في السرد العربي القديم والمنهج الثقافي، ويمكن جمعها في كتاب يعرض أدوات الدكتور الراحل التي استخدمها في تحليل النصوص.
وندوة “الرواية بين الحاضر والتاريخ”، تحدث الروائية عاصي عن فكرة كتابة الرواية التاريخية التي فكرة مركبة، موضحا أنه ما يحصل بالنسبة لها بالأمس هو تاريخ وكل كتابة هي تأريخ،..
وقال “هناك الكثير من الاسئلة التي لم يتم الإجابة عليها، أن وعي الانسان يتغير، وعندما يكتب عن فترة تاريخية يجب أن يدرك أن الرواية التاريخية هي محاولة لفهم التاريخ، كما أن الكتابة التاريخية هي جزء من محاولة قراءة تحليلية لها، ولا تكتمل الا بوجود اصوات تاريخية.
وتحدثت الروائية عاصي، عن شخصيات بعض اعمالها الروائية سواء كانت شخصيات على الهامش، او شخصيات تؤمن بالغيبيات، واطلاعها على الكثير من المصادر، وحكايات الشعوب للخروج بعمل روائي يعلي من قيمة الانسان.
اما الروائي برجس، فأشار، الى ان الرواية تعد الجنس الادبي الأكثر كتابة، لان الزمن هذا زمن سردي، وهذا له علاقة بأزمة الانسان التي تحتاج الى المزيد من السرد لتجاوز هذه الأزمة.
وتحدث عن الروايات التي خرجت في مرحلة كورونا، وكيف أصبح هناك “تسريد” اللحظة، وكيف فشلت هذه الروايات لان من كتب عن هذه المرحلة لم يفهمها..
واشار الروائي برجس، الى ان الروائي ابن بيئه وابن اللحظة الراهنة، وان لحظة المعاناة هي الأجدر في ايصال الكاتب الى القراء..
وتحدث عن توجهات روائية لكتابة التاريخ للحديث عن الواقع، وقال هناك الكثير من الاسئلة التي توجه له هل ستكتب الرواية التاريخية، واقول نعم عندما ننتهي الواقع بما فيه..
وفي ندوة ” كتابة الذاكرة ومقاومة النسيان.. الادب في مواجهة الصدمة الاستعمارية، تحدثت الدكتور سرحان في مداخله حملت الذاكرة الآن، عن مفهوم الصدمة، وخاصة تلك المنقولة عبر الأجيال والتي نعيشها اليوم.ز
وقالت” ما زلنا نتحدث عن الاستعمار الماضي بلغة الحاضر، وكأن النكبة المستمرة التي ذكرها الياس خوري بسبب استمرار الفعل “النكبوي” اليوم الذي يستكمل بإبادة الفلسطينيين الذين مازالوا يتذكرون اكثر، وان الماضي لم ينتهي بعد، ولكننا لن نفقد صلتنا بذاكرتنا، وندخل في محاربة النسيان..
وأشارت الدكتورة سرحان أن الذاكرة حاضرة بعفويتها، وتشتعل ببيئتها على عكس من يتحدث من الفلاسفة عن وجود أماكن الذاكرة،
وبينت أن أفضل توصيف لذاكرة الفلسطينيين هو توصيفه انه يتمتع “بالذاكرة السوية” التي لم تمت، وبما ان الذاكرة هي توثيق اللحظة حتى يشكل راي الجماعة، فالسوية هي ذاكرة الشعوب، وتلتصق بالخطاب الذي ينتجه الناس، وهي ذاكرة واعية تصدر من ابداعات خاصة، وذاكرة تجاوز للسياسي والمستعمر وفيها نقد للذات والمستعمر، وتعيد التأكيد على ما يريد الفلسطيني المحافظة عليه وهي فلسطين التاريخية، وليست أوسلوا أو غيرها..

ورأى الدكتور بوعزيز من الجزائر، ان الاستعمار يصدم المستعمر، وكذلك من يستعمره، وقال إن ما صدر عن العالم وتحديدا في أوروبا عن الاستعمار، فإن في التحليل النفسي الأوروبي غير سليم لأنه لم يعش الاستعمار.
وعرض لبعض الحراك الذي يتماهى مع الاستعمار، ذكرا ما يحدث عن مبادرات تتمثل في اعادة كتابة تاريخ الجزائر الاستعماري من باب النستو لوجيا، والحنين الى الماضي، في خطوة واضحة للتنكر للتاريخ، وطبيعة العلاقة بين الجزائر والفرنسي، والاختلاف الطبقي، والظلم الذي كان في المستعمرات.
وحول موضوع الذاكرة، رأي الدكتور بوعزيز أن عمل الذاكرة هو عمل مؤسسات، وليس دور الأفراد، وبعد 50 سنة تبدأ الذاكرة بالتلاشي، ويأتي بعد ذلك عمل ا١لتاريخ..
وفي ندوة” بين القصة والرواية(شهادات وتجارب)، قدم الدكتور غبيش في شهادته المكتوبة في نص أدبي رقيق لقصة مع الكتابة رغم دراسته للطب، رغم تأثير النكبة، كما تحدث عن إصداراته المختلفة، وعلاقته بالموسيقى والشعر، والروايات القصيرة، او ما يطلق عليه الرواية القصير “النوفيلا”، وسعي الكاتب لتكوين بصمته وخاصة في ظل قراءته للعديد من الكتاب..
واما الكاتب والقاص الريماوي، فبدأ بعلاقته بالصحيفة منذ الابتدائية، وكيف كانت تجذبه الكتابات ذات اللون الاجتماعي آنذاك على عكس الكتابات السياسية، وكيف كان انطوائيا وكثير التأمل إلى أن وجد في الكتابة ثمرة لهذا التأمل!
كما تحدث عن الصحف التي بدأت تنشر له الجهاد والشعب والمساء، والمنار، وكيف تعرف على الروائي الفلسطيني يحيى خلف، وعن بدايات نشره القصة القصيرة، ورحلة التعلم من نفسه بشكل دائم، وارتباط الكتابة بممارسة التأملن وتعرفه على الادب من خلال الصحافة.
وأشار القاص الريماوي إلى أن القصة هي عبارة عن شخصية، ورصد لتحولات هذه الشخصية بحيث تدفع القارئ للتفكير، ومن خلال تحميلها بالمعنى عليه ان تثير فيه التأمل كعنصر سردي.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى