الحور العين بالذكاء الاصطناعي تثير الجدل.. وخبير تكنولوجي يحلل
تسببت صور منتشرة مؤخرًا يزعم انها صُنعت بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهي عبارةعن تخيل لشكل الحور العين، في ضجة واسعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
الحور العين بالذكاء الاصطناعي
الحور العين من الأشياء التي ذكرت أنها ستكون جزاء المؤمنين الصابرين في الجنة، ورغم ذلك إلا أن الوصف المفصل لهن يعتبر من الغيبيات، ومؤخرًا تفاجأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي بنشر صور عدة قامت تقنيات الذكاء الاصطناعي بصنعها، تخيلًا لشكل الحور العين، مما أدى لانتشار ذلك على نطاق واسع، بين الاحتفاء من البعض وتحريم من البعض الآخر.
وقال الخبير التكنولوجي محمود فرج ان تقنيات الذكاء الاصطناعي بدأت تدخل مؤخرًا في العديد من المجالات، بشكل يتعارض مع استخداماته الأساسية، فسبب صنعه في الأساس هو مساعدة الإنسان في عدد من المجالات كالمجال الطبي او التعليمي مثلًا، ولكنه بدأ يخرج عن إطار تلك الاستخدامات مسببًا مشكلة
وأضاف: “في هذه النقطة يجب أن تبدأ المؤسسات والتطبيقات المختلفة في تقنين استخداماته، وتحديد من يمكن أن يستخدمه، وتحظر من يسيء استخدامه، وذلك هنا مثلًا كما رأينا في التريند الأخير المثار فالناس أظهرت مشكلة كبيرة في استخدام تلك التقنية، والأمر يكون نتاج استخدامه من قِبل أشخاص لا يملكون العلم الكافي، ولا يفهمون تبعيات ما يفعلونه، ولا حتى لديهم دراية كافية بهذا التطبيق”.
تشويه للتاريخ والأديان
واستكمل فرج مشيرًا بحديثه نحو التريند السابق، الذي انتشر بهدف تشويه التاريخ المصري، بدعوى أن العمالقة هم بناة الأهرامات، فقال في هذا الصدد:” هناك محاولات لتشويه التاريخ من خلال صور وفيديوهات منتشرة بقالها فترة، عن حقيقة بناة الأهرامات، وهذا تشويه للتاريخ المصري، وانتشار مثل تلك الأشياء يمكن أن تتسبب في تشويه التاريخ لدى أذهان الجيل الجديد، أو الأشخاص الذين ليسوا على دراية حقيقية بالتاريخ القديم، ربما لن يتأثر بها الجيل الحالي لأنه يعلم الحقيقة ولكن الجيل الجديد الذي يعتمد على مصادر ثقافته من منصات التواصل الاجتماعي، بالتأكيد سيتأثر بالأكثر، مما يؤدي لحدوث خلل وتشويه كبير يمكن أن يصل لاندثار الحضارة في السنوات المقبلة، ولذا من الواجب أن يوجد مركز أو جهة معنية من الحكومة للوقوف ضد تلك الشائعات والتصدي لها، لبيان الحقيقة وتوضيح أي لبس”.
واستكمل قائلًا:” الآن نرى أنهم بدأوا يستخدموا تلك التقنيات في التدخل في الغيبيات، فوصف الجنة هي: ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ودي حاجات لا دراية للإنسان بصورتها، فمفيش حد من البشر يعرف شكلها إيه حتى يستطيع الذكاء الاصطناعي تخيلها.
وتابع: الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل أساسي على مدخلات بشرية معينة، يبدأ في نسخها بطرق شبيهة فيما بعد، ولا يستطيع اختراع شيء جديد من مخيلته، لذا ففي هذا الأمر أرى أنه تشويه للأديان، وهو أمر سبق حدوثه، كأن نرى عملًا أو صورة قائمة على تشويه نبي أو رمز ديني بغرض تشويه الأديان في عقول الناس، ويرجح أنها من نتاج الفكر الغربي، ولذا وجب توعية الناس بشكل مستمر بالاستخدامات الصحيحة لتلك التطبيقات، كما يمكن أن يستخدمه البعض في صنع صور مفبركة للأشخاص كما رأينا من قبل واستخدام ذلك في ابتزازهم إلكترونيًا، وهذا من تأثيراته السلبية، وهذا بالطبع لا ينفي أهمية الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة، ولكنه يعتبر أيضًا ذو حدين، ويتوقف ذلك على طريقة استخدامه”.
تنويه بشأن الذكاء الاصطناعي
اختتم فرج حديثه قائلًا:” الذكاء الاصطناعي في تطور مستمر، وفي المستقبل هيكون قادر يقوم بكل الأشياء اللي البشر بيكونوا قادرين يقوموا بيها، وبالتالي لازم نكون احنا كمان في تطور مستمر وبالتالي لازم كل انسان يطور من نفسه ويواكب ظروف العصر الحديث”.