“جيل ستاين”.. من هي المرأة التي قد تحدد نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية
مع احتدام السباق الرئاسي في الولايات المتحدة، قد يكون بضع مئات من الأصوات كافية لتحديد الفائز بالانتخابات المقبلة. وهذا السيناريو ليس جديدًا، بل حدث في السابق، ويبدو أن مرشحة حزب الخضر، جيل ستاين، التي تبلغ من العمر 75 عامًا، قد تلعب دورًا رئيسيًا في هذا المشهد الانتخابي المعقد.
تتوقع استطلاعات الرأي أن تحظى ستاين بدعم يصل إلى حوالي 1% من الناخبين. وبالرغم من أن هذه النسبة قد تبدو ضئيلة، إلا أن الخبراء يرون أنها قد تؤثر بشكل واضح على حظوظ المرشحين الرئيسيين، كامالا هاريس ودونالد ترامب، اللذين يظهران تقاربًا ملحوظًا في معظم استطلاعات الرأي.
ستاين تدخل السباق الرئاسي للمرة الثالثة، بعد ترشحها عامي 2012 و2016. وعند إعلان ترشحها لانتخابات 2024، أوضحت أنها تهدف إلى تقديم خيار بديل للناخبين، بعيدًا عن نظام الحزبين الذي وصفته بـ”الفاشل”.
وتناول إعلانها توجهاتها السياسية بشأن قضايا هامة مثل التغير المناخي والتعليم والاقتصاد والسياسة الخارجية والرعاية الصحية والهجرة وحقوق الإجهاض.
وفقًا لتقرير من “صوت أميركا”، حصلت ستاين على نسبة مماثلة من الأصوات في انتخابات 2016، حيث حصدت 1% من إجمالي الأصوات.
وفي ولاية ميشيغان المتأرجحة، تفوق ترامب على كلينتون بفارق لم يتجاوز 11 ألف صوت، بينما جمعت ستاين أكثر من 50 ألف صوت في تلك الولاية، مما أثار اتهامات من فريق كلينتون بأن ستاين كانت السبب في خسارة الديمقراطيين.
وقد شهدت انتخابات 2000 سيناريو مشابهًا، حيث جمع مرشح حزب الخضر رالف نادر 100 ألف صوت في ولاية فلوريدا، بينما فاز بوش بفارق ضئيل بلغ 537 صوتًا، مما أدى إلى هزيمة آل غور.
لكن من الصعب تأكيد أن الأصوات التي حصلت عليها ستاين في الانتخابات السابقة كانت ستتجه حتمًا إلى كلينتون. حيث أشار كايل كونديك، من مركز السياسة بجامعة فرجينيا، إلى أن افتراض “سرقة الأصوات” من مرشح معين ليس منطقيًا؛ فالناخبون يميلون للاختيار بناءً على قناعاتهم الشخصية.
أما جاك راكوف من جامعة ستانفورد، فقد أوضح أن في سباق متقارب مثل هذا، قد يكون الخيار الثالث ذا تأثير كبير، لأن هؤلاء الناخبين غالبًا ما يختارون المرشح الثالث لأسباب خاصة بهم.
على الجانب الآخر، يتهم العديد من الديمقراطيين جيل ستاين بـ”إفساد” الانتخابات والعمل ضد مصلحة كامالا هاريس، في حين ترى حملة ستاين هذه الاتهامات كمحاولة لـ”قمع” آراء الناخبين وإجبارهم على التصويت لصالح المؤسسة السياسية القائمة.
وتتمتع حملة ستاين بقاعدة شعبية متنامية بين المسلمين في ولاية ميشيغان، حيث عبر العديد من المسلمين عن غضبهم تجاه موقف إدارة بايدن-هاريس من حرب غزة. ووفقًا لاستطلاع لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) نُشر مؤخرًا، صرح 40% من المسلمين في ميشيغان بأنهم سيصوتون لصالح ستاين، مقارنةً بـ12% فقط قالوا إنهم سيدعمون هاريس.
كما أظهر الاستطلاع تزايد التأييد لستاين بين المسلمين في ولايتي ويسكونسن وأريزونا، اللتين تعدان من الولايات الحاسمة التي فاز بها بايدن بفارق ضئيل في انتخابات 2020.
وحذر جون فورتاير من مؤسسة “أميركان إنتربرايز” قائلاً إن استمرار ستاين في المنافسة قد يؤدي إلى سحب الأصوات من هاريس في الولايات الرئيسية المتأرجحة. وأضاف: “إذا لم يتمكن الديمقراطيون من إبعادها عن السباق في الولايات الحاسمة، فقد يكون لها تأثير ملموس على نتائج الانتخابات في تلك المناطق.”