فتوى من قلب غزة تثير جدلاً.. داعية إسلامي “يصدم” حماس
أصدر الدكتور سلمان الداية، أحد أبرز الشخصيات الدينية في غزة، فتوى نادرة أثارت جدلاً واسعاً داخل القطاع. وتعتبر هذه الفتوى، ذات التأثير الكبير على المجتمع المحلي ذي الأغلبية المسلمة السُنية، حيث قدمت نقداً واضحاً لسياسات حركة حماس التي لطالما استندت إلى الحجة الدينية لتبرير أعمالها العسكرية.
في فتوى مفصلة، جاءت في ست صفحات، هاجم الداية حماس، معتبراً أن تحركاتها تنتهك مبادئ الجهاد الإسلامي. وقد أوضح الداية، العميد السابق لكلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية بغزة، أن “الجهاد يجب أن يخضع لشروط صارمة، وإن لم تتحقق هذه الشروط والأسباب فإنه ينبغي تجنب مثل هذه العمليات حتى لا تتسبب في إهلاك الأرواح”.
وتحدث الداية عن الضرر الكبير الذي لحق بالمدنيين في غزة، إضافة إلى الدمار الواسع للبنية التحتية، معتبراً أن ذلك يتعارض مع تعاليم الإسلام التي تدعو إلى الحفاظ على حياة الأبرياء.
كما رأى أن الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023 أدى إلى تداعيات مأساوية، مؤكداً أنه يتعارض مع المبادئ الشرعية الإسلامية.
وبالإضافة إلى انتقاداته لعمليات حماس العسكرية، وجه الداية انتقاداً لعدم قيام الحركة بتوفير الحماية والأمان للمواطنين، مشيراً إلى أنها لم تتخذ التدابير اللازمة لتجنب وقوع ضحايا بين المدنيين أو لإبعاد المقاتلين عن المناطق السكنية.
وأكدت الفتوى أن القرآن والسنة وضعا شروطاً دقيقة لممارسة الجهاد، وأنه لا ينبغي لأي عملية عسكرية أن تثير ردود فعل مدمرة تتجاوز الفوائد المتوقعة منها. وأضاف الداية: “حياة الإنسان عند الله أغلى من الكعبة”، في إشارة إلى ضرورة الحفاظ على الأرواح كأولوية أساسية.
ومع أن الداية لطالما اصطدم مع توجهات حماس، إلا أن هذه الفتوى جاءت في توقيت حساس، ما يجعلها ذات تأثير كبير. فالرجل يعتبر من أهم الرموز الدينية في القطاع، وتحظى آراؤه باحترام واسع بين السكان السُنة.
وتجدر الإشارة إلى أن الداية لا يقتصر نقده على حماس فحسب، بل يشمل أيضاً حركات إسلامية أخرى مثل حركة الجهاد الإسلامي.
هذا الموقف الرافض لهجوم حماس على إسرائيل يزيد من التوترات داخل القطاع، ويعكس تعمق الهوة بين العلماء والحركات الإسلامية المسلحة، ما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين حماس والمجتمع الديني المحافظ في غزة.