بوسطن كونسلتينج جروب (BCG): منطقة الشرق الأوسط تقود تبني واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي والثقة فيها

كشفت دراسة حديثة لمجموعة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG)، عن أن منطقة الشرق الأوسط تعد واحدة من الأقاليم الرائدة على مستوى العالم في اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي، وزيادة الثقة بتطبيقاتهم في المجالات العملية والمهام الوظيفية. وأوضحت الدراسة التي حملت عنوان: “الذكاء الاصطناعي في العمل: صديق وعدو”، أن منطقة الشرق الأوسط شهدت تحولات كبيرة خلال العام الماضي في النظرة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكذلك في أنماط استخدام تطبيقاتها. وأعرب 51% من المشاركين في استبيان أُجرى ضمن الدراسة عن ثقتهم في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو ما يجعل منطقة الشرق الأوسط من بين أكثر المناطق التي تحمل تنظر بإيجابية للذكاء الاصطناعي في الجنوب العالمي.

وضمت الدراسة التي أجرتها وحدة “BCGX”، التابعة لمجموعة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG)، والمُتخصصة في تصميم وتطوير التكنولوجيا، استبيان شمل آراء مشاركين من منطقة الشرق الأوسط عبر مختلف الفئات، من القيادات التنفيذية إلى الموظفين الميدانيين. وتأتي هذه الدراسة في مرحلة محورية من نضوج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث بدأت الشركات والمؤسسات في تجاوز مرحلة التجارب الأولية والعمل على دمج التقنية ضمن هياكلها التنظيمية.

وقال روبرت شو، الشريك والمدير الإداري في وحدة “BCGX”، إن “دول في منطقة الشرق الأوسط اتخذت خطوات جريئة في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما يعكس اتباعها نهجاً استباقياً واستشرافياً نحو التحول الرقمي”. وأضاف أن “المضي قدماً في هذا الاتجاه يعكس الأهداف الاستراتيجية للمنطقة في التقدم التكنولوجي وبناء اقتصاد قائم على المعرفة. كما تعمل المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط على نشر الذكاء الاصطناعي التوليدي ودمجه في عملياتها التشغيلية، لتضع بذلك معياراً يميزها عن الأقاليم والمناطق الأخرى حول العالم.”

وكشفت بيانات الدراسة عن توجه لافت في منطقة الشرق الأوسط لتعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث أفاد 80% من الموظفين الميدانيين المشاركين في الاستبيان أنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل منتظم في أداء مهامهم الوظيفية، وهو ما يعد من أعلى المعدلات على مستوى العالم. وقالت الدراسة إن “الأمر الأكثر إثارة للإعجاب، هو أن 87% من المشاركين في الاستبيان أكدوا أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد ساهم في توفير الوقت والجهد، مما يعزز من التأثيرات العملية الإيجابية للتقنية على أداء المهام الوظيفية اليومية وتعزيز الكفاءة والانتاجية”.

وأكدت الدراسة أن منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولات لافتة في القدرة على إدراك تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي على الوظائف. وبحسب الدراسة فإن “نسبة من يعتقدون أن تلك التقنيات ستؤدي إلى إلغاء وظائفهم قد تراجعت من 60% خلال العام الماضي إلى 36% هذا العام، مما يعكس فهماً وادراكاً أعمق للتأثيرات المحتملة للذكاء الاصطناعي”. كما أن 79% من المشاركين في الاستبيان من منطقة الشرق الأوسط متفائلين بالمستقبل، وأعربوا عن اعتقادهم بأن الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي سوف يساهمان في تطوير وظائفهم خلال السنوات العشر القادمة.

وأظهرت الدراسة أن 46% من الموظفين الميدانيين في منطقة الشرق الأوسط تلقوا تدريباً حول كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على وظائفهم، بينما أفاد 41% من القادة المشاركين في الاستبيان بالمنطقة أنهم خضعوا لتدريب مُماثل.

من جانبه، قال الدكتور لارس ليتيج، المدير الإداري والشريك لمنطقة الشرق الأوسط في مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG)، إن “الاعتماد السريع والثقة في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي يؤدي إلى تأثيرات مزدوجة، إذ أنه رغم الفرص الهائلة التي يوفرها لتبسيط مهام العمل الوظيفية وتعزيز الإنتاجية، إلا أنه يفرض أيضاً التحديات، خصوصاً فيما يتعلق بكيفية إدارة التغيير”. وأضاف: “يجب على القادة الاستثمار في التقنية إلى جانب الاهتمام بالعناصر البشرية من خلال التعليم والتفاعل والمرونة لجعل هذا التحول مستداماً.”

ونصحت الدراسة المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط إلى اتباع خمس توصيات رئيسية في إطار مواصلة سعيها نحو التحول واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهي:
o تأسيس عقلية إدراكية قائمة على التحول أولاً.
o إدارة جميع التحولات بصورة شاملة.
o بناء قدرات تدريبية بشرية واسعة النطاق.
o تعزيز اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنتاج القيمة وزيادة رضا الموظفين.
o التنبؤ بتطور الأدوار والمهارات ونماذج التشغيل والبيانات والحوكمة.

بدوره، قال رامي مرتضى، الشريك ومدير التحول الرقمي في بوسطن كونسلتينج جروب (BCG)، إنه “رغم الخطوات الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن أعمال المؤسسات، إلا أن العمل لم ينته بعد وهناك المزيد لإنجازه”. وأضاف أن “التحدي الحقيقي ليس في التقنية بحد ذاتها، بل في إدارة التغيير الذي تتطلبه، حيث إن الوقت الراهن مثالي للمؤسسات للالتزام الكامل برحلة تحولية مع الذكاء الاصطناعي التوليدي، مع التركيز على الجاهزية التقنية والبشرية لإطلاق العنان أمام إمكاناتها الكاملة”.

ومع استمرار منطقة الشرق الأوسط في قيادة تبني واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي وتعزيز الثقة فيه، يمكن للمؤسسات الإقليمية أن تقدم مثالاً عالمياً يحتذى به من خلال تحقيق التوازن بين الابتكار وإدارة التغيير المدروسة، إذ يؤدي هذا النهج إلى تعزيز الإنتاجية وتطوير قوى عاملة جاهزة للمستقبل، وأكثر استعداداً للاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن منظومة رقمية سريعة التطور.

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى