انتصار الرجوب تكتب : خطاب العرش .. رؤية ملكية لمستقبل الأردن

شهدت قبة البرلمان الأردني حدثاً وطنياً مهماً مع افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة العشرين، حيث ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني خطاب العرش، مبرزاً فيه أولويات المرحلة المقبلة.

و لم يكن الخطاب تقليدياً ولا مجرد بروتوكولٍ رسمي، بل كان رسالة متجددة مليئة بالدلالات العميقة التي تعكس رؤية متكاملة لمسار الأردن المقبل.

أشار جلالته إلى أن هذا المجلس النيابي يمثل بداية مرحلة جديدة في مشروع التحديث السياسي، مؤكداً أن مستقبل الديمقراطية في الأردن يرتكز على العمل البرامجي وتوسيع مشاركة الشباب والمرأة.

كانت دعوته واضحة: التعاون بين البرلمان والحكومة ليس خياراً بل ضرورة، وهو أساس النجاح الذي تتطلبه المرحلة المقبلة و  رسائل الملك لم تخاطب فقط النواب، بل تجاوزتهم إلى كل مسؤول في الدولة، داعياً الجميع إلى العمل بنزاهة وتركيز على تحقيق مصالح الوطن والمواطن.

ولم يغفل الملك المحور الاقتصادي، بل تحدث بشمولية عن أهمية إطلاق طاقات الاقتصاد الوطني عبر تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي فقد بدا حديثه بمثابة خارطة طريق واضحة لرفع معدلات النمو وتعزيز فرص الشباب و  لم يكن التركيز على الأرقام والنسب، بل على الإنسان الأردني الذي يعتبره الملك الثروة الحقيقية للوطن.

وفي ذات السياق، أبدى الملك حرصاً خاصاً على تحديث القطاع العام لضمان تقديم خدمات عادلة وجودة تعيد بناء الثقة بين المواطن والدولة.

في الشأن الإقليمي، أعاد الملك التأكيد على الثوابت الأردنية تجاه القضية الفلسطينية، واصفاً السلام العادل بأنه الخيار الوحيد لإنهاء الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني.

القدس بالنسبة للأردن ليست مجرد قضية سياسية، بل هي جوهر هويته ورسالة أمانة مستمدة من الوصاية الهاشمية التي يعتز بها الملك وشعبه ، ومع استمرار العدوان على غزة، لم يكن الأردن غائباً، بل كان حاضراً بكل ثقله الإنساني والسياسي، مسطراً نموذجاً للتضامن عبر معالجة الجرحى وإيصال المساعدات رغم الصعوبات.

و اختتم الملك خطابه بكلمات تحمل الأمل والثقة، مشدداً على أن الأردن، رغم كل التحديات، سيبقى وطناً عظيماً بأبنائه وإرثه وهويته العربية.

كانت تلك اللحظات لحظة استثنائية تجسد الرابط بين القيادة والشعب، وتفتح صفحة جديدة في مسيرة الأردن نحو مستقبل مشرق و  خطاب العرش هذا لم يكن مجرد كلمات، بل كان مرآة تعكس طموحات وطن لا يعرف المستحيل.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى