الشريفة بدور: مؤتمر الذكاء الاصطناعي يبني شراكات قطاعية وثيقة لتحقيق استدامة التنمية
قالت رئيس مجلس إدارة أكاديمية العقول النيّرة التي تعقد نسخة سنوية من مؤتمر الذكاء الاصطناعي ،الشريفة بدور بنت عبدالإله ،أن ورقة تخصّصية بما توصلت اليه الأبحاث والنقاشات في مؤتمر 2024 الخاص ب”دور الذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية المستدامة”، ستُرفع إلى الحكومة ومجلسي النواب والأعيان، إضافة إلى مختلف الجامعات ومراكز الدراسات والأبحاث، وذلك بهدف بناء الشراكة الحقيقية بين مختلف القطاعات والسلطات، لتعزيز التنمية المستدامة والإصلاح الاقتصادي.
جاء ذلك في ختام النسخة السنوية الثانية من المؤتمر الدولي الذي انعقد في العشرين من الشهر الحالي برعاية سمو الأميرة رجوة بنت علي ، وبمشاركة حشد من الاعيان والنواب والسفراء والامناء العامين ورؤساء الجامعات و مدير عام المركز الجغرافي الملكي وممثلين عن القطاعين العام والخاص من داخل المملكة والمنطقة.
وعلى مدى يومين من المحاضرات و المشاركات المحلية والإقليمية والدولية التي تولاها أساتذة وخبراء معظمهم ذوو اختصاص بالذكاء الاصطناعي، جرت مناقشة 8 محاور رئيسية لتوظيفات الذكاء الاصطناعي وتقنياته في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، شملت إدارة الموارد الطبيعية، وحماية البيئة، والزراعة المستدامة، والطاقة المستدامة، وتخطيط المدن الذكية، وتحسين الرعاية الصحية.
وقالت الشريفة بدور رئيس المؤتمر، أن أبحاث ونقاشات المنتدى في نسخته الثانية ، راعت الخطط الخمسية المعتمدة في برنامج الإصلاح الاقتصادي واستراتيجية الذكاء الاصطناعي وذلك بهدف التوظيف الأمثل الذي يضمن استدامة التنمية,
وأشارت الى إن النسخة السنوية الأولى التي كانت عُقدت العام الماضي،تناولت موضوع الشراكات القطاعية الوطنية المفترضة لتنفيذ وثيقة الاستراتيجية الأردنية الرسمية للذكاء الاصطناعي وخطتها التنفيذية للأعوام (2023-2027). وقد جاءت نتائجها معززة للقناعة بضرورة مأسسة هذا المؤتمر السنوي، وتوسيع الشراكات القطاعية في إثرائه واستدامته. حيث يطمح القائمون على أكاديمية العقول النيرة لأن تكون الاكاديمية والمؤتمر السنوي روادا في بناء شراكات قطاعية حقيقية تسهم في توظيف الذكاء الاصطناعي لضمان استدامة نهج الإصلاح والتنمية.
وكان العين المهندس جمال الصرايرة، وصف المؤتمر بأنه يهدف إلى استكشاف الآفاق الواعدة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي نحو تحقيق التنمية المستدامة، خاصة في ظل التحولات الجذرية التي نشهدها في عصر التقدم التكنولوجي المتسارع، حيث بات الذكاء الاصطناعي يشكل محركا رئيسيا للابتكار والتغيير في مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك مجالات الحرب والسلام.
وأشار في كلمة له بجلسة الافتتاح، الى أهمية المؤتمر في تسليط الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في معالجة التحديات التي تواجه التنمية المستدامة، داعيا إلى ضرورة العمل على تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي لحل التحديات العالمية الملحة مثل التغير المناخي، والفقر، وعدم المساواة، والزراعة المستدامة، وتحسين إنتاجية المحاصيل وتقليل الهدر، من خلال تحليل البيانات المتعلقة بالطقس والمناخ، واتخاذ قرارات أكثر دقة، والتنبؤ بالكوارث الطبيعية، والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.
وشدد الصرايرة على ضرورة وضع قواعد أخلاقية وقانونية تنظم عمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، من خلال إنشاء إطار عمل شامل ومتكامل يضمن حماية حقوق الإنسان، وتعزيز الشفافية والمساءلة.
وفي جلسة حوارية مخصصة لرؤساء الجامعات الحكومية والخاصة حول “ايجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي وأثره على طلابنا في الحياة العلمية والعملية ” أدارها الأستاذ الدكتور أحمد عبدالله الذنيبات فقد شارك الاساتذة الدكاترة: نذير عبيدات رئيس الجامعة الأردنية و أحمد العجلوني رئيس جامعة البلقاء التطبيقية و بسام المحاسنة رئيس جامعة الطفيلة التقنية و فراس الهنانده رئيس جامعة عجلون و رامي عبد الرحيم رئيس جامعة البتراء و محمد أحمد المجالي رئيس جامعة الزيتونة الاردنية و محمد الوديان رئيس جامعة عمان العربية
مدير مديرية الذكاء الاصطناعي في وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة المهندسة لمى عربيات، قالت في مشاركتها بالمؤتمر نيابة عن معالي الوزير سمير السميرات إن الوزارة وضعت الاستراتيجية الأردنية للذكاء الاصطناعي 2023-2027، شاملة ل68 مشروعا ومبادرة تغطي 12 قطاعا من القطاعات ذات الأولوية.
وأكدت أهمية التعاون والتشاركية في عصر التقنية الحديثة، بين جميع الأطراف الفاعلة من حكومات وقطاع خاص ومؤسسات أكاديميّة.
وبدوره أشار مدير عام المركز الجغرافي الملكي العميد المهندس معمر حدادين، إلى أن مشاركة المركز بهذا المؤتمر العلمي تأتي انسجاما مع رؤية الأردن لعام 2025 لتحقيق بيئة مستدامة من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الاجتماعية والاقتصادية، بما يسهم في فهم احتياجات المجتمع وتوجيه السياسات بشكل أفضل.
و غطت محاضرات المؤتمر جوانب شتى من دور الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الرعاية الصحية و الحوسبة الفضائية والحسابات الكمية والبحث العلمي وتعليم الإنجليزية والذكاء الاصطناعي الكمي.
ومن مصر شاركت د. هبة صالح محمد حامد استاذ علم وظائف الاعضاء – بكلية البنات للآداب والعلوم والتربية جامعة عين شمس / القاهرة في محاضرة بعنوان ” إستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي فى البحث العلمي”
وقالت الشريفة بدور ان المؤتمر اختتم بتوزيع الشهادات على المشاركين، وخرج بتوصيات ذات صلة بتوظيف الذكاء الاصطناعي في جملة من المحاور ذات الصلة ببرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أطلقه و يرعاه صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بهدف تحقيق استدامة التنمية.
مشيرة الى ان ورقة التوصيات التي أنجزها ذوو الاختصاص سيتم إرسالها إلى الحكومة وكافة المؤسسات الرسمية والخاصة ذات الصلة ، مع ترتيب بأن يجري في نسخة العام القادم 2025 للمؤتمر تقييم وتعزيز الشراكات القطاعية في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة برامح التنمية والتحديث المستدام في الاقتصاد الأردني .