رد مجلس الأعيان على خطاب العرش السامي بافتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين
حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم،،
حفظكَ اللهُ ورعاكَ وسددَ على طريق الحقِ والخيرِ والمنعة خُطاك،،
سلامُ الله على عميدِ آل البيت الهاشمي سيد البلاد، قائدِ المسيرةِ المظفرة ومعقدِ الأمل والرجاء،،
سلامُ البيعة والولاءِ والإخلاصِ لعرشِكم الهاشمي الشريف ، ولولي عهدِكم الأمين.
صاحب الجلالة الهاشمية،
ونحن إذ نرفع إلى مقامكم السامي رد مجلس الأعيان على خطبة العرش في افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين، فإننا نصدع بكل مسؤولية وإيجابية لما تحمله توجيهاتكم السامية من حرص على تعزيز دور الأحزاب البرامجية ومشاركة المرأة والشباب، بما يتطلب أداء نيابيًا وعملًا جماعيًا وتعاونًا وثيقًا بين الحكومة ومجلس الأمة على أساس الدستور، وبما يكفل القيام بمسؤولية إرساء قواعد الممارسات الحزبية البرامجية المتنافسة، لما فيه تحقيق مصالح الدولة وأولوياتها.
صاحب الجلالة الهاشمية،
نشاطركم الثقة التي لا تتزعزع بقدرة بلادنا على توفير الحياة الكريمة لأبناء شعبنا، وتوفير رافعة النمو للاقتصاد الوطني، الذي يتم إطلاق إمكاناته من خلال رؤية التحديث الاقتصادي وتمكين المرأة والشباب والإسراع في تحديث القطاع العام، تفعيلًا لما لدينا من كفاءات بشرية لتقديم الخدمات النوعية بكفاءة وعدالة، واغتنامًا لرصيدكم الكبير السياسي والدبلوماسي وعلاقاتنا الواسعة مع العالم.
ونشاطركم جلالة الملك الثقة، بأن أمامنا خيارًا وحيدًا هو التقدم لخدمة أجيال الأردن ومستقبله، وهو ما سنكون بعون الله مساهمين ورقباء من أجل حسن تنفيذه وسرعته.
صاحب الجلالة الهاشمية،
لقد غمر الاعتزاز قلوب أبناء شعبكم الأردني النبيل، وهم يستمعون إلى تأكيدكم السامي في خطبة العرش، بأن الأردن دولة راسخة الهوية لا تغامر بمستقبلها، دولة تحافظ على إرثها الهاشمي وانتمائها العربي والإنساني.
كما كان مدعاة ثقة وطمأنينة، تأكيدكم على أن مستقبل الأردن لن يكون خاضعًا لسياسات لا تلبي مصالحه أو تخرج عن مبادئه.
وسوف يظل بوصلتنا وبوصلة أجيال الأردنيين من بعدنا، تأكيد جلالتكم، أن قدس العروبة ستبقى أولوية أردنية هاشمية، سنواصل الدفاع عن مقدساتها والحفاظ عليها استنادًا إلى الوصاية الهاشمية التي نؤديها بشرف وأمانة.
وسيظل أعضاء مجلس الأعيان، يحملون رؤيتكم الحكيمة حول السلام العادل القابل للاستمرار، يدافعون عنها، لأنها السبيل إلى رفع الظلم التاريخي عن الأشقاء الفلسطينيين، ويعيد كامل الحقوق لهم.
وسنظل على خطاكم الثابتة، ومع نهج جلالتكم الأردني الهاشمي القومي، الذي يؤكد على وقوف الأردن بكل صلابة في وجه العدوان على قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وسعي الأردن من خلال تحركات عربية ودولية لوقف هذا العدوان الوحشي.
صاحب الجلالة الهاشمية،
لقد زخرت خطبة العرش، في افتتاحِ الدورةِ العاديةِ لمجلس الأمة، بالقوة والثقة، وها هو الفخر يغمرنا لجهود الأردن الجبارة التي تقودونها وتوجهونها وتشاركون فيها، لتقديم المساعدات جوًا وبرًا إلى الأهل في قطاع غزة، الذين سنظل، كما تؤكدون يا سيدنا، معهم حاضرًا ومستقبلًا.
صاحب الجلالة الهاشمية،
نؤكد لجلالتكم ان خطبة العرش السامي ستكون خطة عمل المجلس، ونحن نقوم بواجبنا الدستوري في الرقابة والتشريع، من اجل تسريع الإنجاز، والمضي قدماً في مشروع الدولة التحديثي. وسنحرص على بناء علاقات ايجابية مع الحكومة ومجلس النواب الذي شكل بداية تطبيق مشروع التحديث السياسي، بهدف ترسيخ مبدأ التعاون الحقيقي فيما بيننا وفق الدستور.
صاحب الجلالة الهاشمية،
أما اعتزاز سيدنا الدائم بجيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية، الذي عبرتم عنه بأنصع العبارات قوة وصدقًا، فقد حطّ على الأردنيين بردًا وسلامُا، فهؤلاء النشامى النشامى ابناؤنا المخلصون الأشداء، المرابطون على الثغور والموفون بالعهود، مصدر فخر واعتزاز وطنهم وأمتهم.
صاحب الجلالة الهاشمية،
سنواصل بقيادتكم الهاشمية المباركة، البناء والعطاء، وسيكتب الأردن بحكمتكم وتوجيهاتكم، فصولًا جديدة في مسيرته المظفرة التي أغلى ما فيها الإنسان.
وسيبقى الأردن العظيم، كما بناه ورعاه الملوك الهاشميون العظام، ومن حولهم الأردنيون والأردنيات، وطنًا طيبًا مباركًا بأهله وأرضه، ووجهًا عربيًا صادقًا، وعنوانًا لكل خير، وسيكون كل يوم من أيامه بداية لمستقبل نصنعه بإيمان وعزيمة وثبات.
صاحبَ الجلالة الهاشمية،
نتقدم من مقامكم السامي بالشكرِ والامتنانِ على افتتاحِكم الدورةَ العاديةَ لمجلس الأمة، ونعاهدكم أن نظلَّ الجندَ المخلصين للوطن والعرش، وأن نعملَ بكل ما أُوتينا من قدرة وعزيمة، لتحقيق تطلعاتِنا الوطنية، ضمن رؤى جلالتكم، مقتدينَ بحكمتِكم، سائرينَ على خطاكم الثابتة الرشيدة.
نسألُ اللهَ أن يحفظَ جلالتَكم، وأن يحفظ صاحبَ السمو الملكي الأميرَ الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد المعظم
واللهُ وليُ التوفيق
والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته