الأردن والأمن الإقليمي

اسعد بني عطا
-نشرت صحيفة ( يسرائيل هيوم ) أن إسرائيل تتخذ عدة إجراءات الآن بشأن سوريا لعل اهمها :
. منع وصول الأسلحة للمعارضة .
. منع تسليح الأسد ( قبل سقوط النظام ) .
. حماية الحلفاء ( الأكراد ) الذين يخشون انتقام الأتراك .
. الحفاظ على استقرار الأردن ، معتبرة ان حماية الأردن مصلحة عليا وقد تتدخل إسرائيل بالقوة إذا حاولت المعارضة السورية الإطاحة بالاردن ! وأكد ( عضو الكنيست / أفيغدور ليبرمان ) أنه ‏يجب النظر بعناية شديدة كيف ستؤثر أحداث سوريا على الأردن ، وهذا الأمر الأساسي الأول الذي يجب على إسرائيل القيام به .
-يعتبر الأردن حجر الزاوية في المنطقة ، واستقراره يمثل عنصرا مهما للسلام والهدوء في المنطقة ، ناهيك عن ارتباط مصالح الغرب الجيوسياسية به ، بدءا من أوروبا وانتهاءا بالولايات المتحدة ، ولا يبدو الموقف الاسرائيلي مستغربا ، لأنه تعبير حقيقي مصالح إسرائيل “منفردة” كما جرت العادة .
-السقوط الحر للنظام في سوريا جاء تعبيرا عن موقف الناس من فساد السلطة وطغيانها ، وتخلي أقرب الحلفاء عنها، وما شاهده المتابعون كان مجرد حلقة من مسلسل مكسيكي طويل عن سقوط الديكتاتوريات حول العالم وفي عمق التاريخ ، وقد شاهدنا ذلك من قبل لدى تفكك الاتحاد السوفييتي بمجرد ان رفعت موسكو يدها عن ( ١٥ ) دولة كانت تدور بلفكها ، وشاهدنا ذلك إبّان ” الربيع او الخريف العربي ” ، ولم يشفع للنظام في سوريا وجود ( ١٧ ) جهازا أمنيا زادت أعداد أفرادها عن ( ٤٥٠ ) ألفا في توقع ما جرى واحباطه ولأنها رفضت الحلول السياسية وركز على الأمن والأمن فقط وقع المحظور .
-بيت الشاهد ؛ اذا كانت إسرائيل جاده بالحفاظ على موقع لها تحت الشمس في الشرق الأوسط ، وأن لا تتكرر تجربة ( ١٠ أكتوبر ) فعليها ان تراعي مصالح الآخرين ، وأن تسعى لإيجاد حلول سياسية لازماتها الداخلية والإقليمية ، إذ لا يمكن أن تتحدث عن حماية الأردن وتقوم بنفس الوقت بتهجير السكان وبتسمين المستوطنات وتهويد الأرض ، وإلغاء حق الفلسطينيين بإقامة دولتهم وشطب كل ما يتعلق بمفاوضات الوضع النهائي لان مصير الأردن اذا كان الأردن فعلا يعنيها مرتبط به ، وأن الانشغال الإسرائيلي بالتفوق العسكري والحلول الأمنية والقمعية لن يجلب لها الاستقرار ، ونظرية ” رفع يد موسكو عن جمهوريات الاتحاد السوفييتي ” ليست ببعيدة ، إذ لا يمكن لدافع الضريبة الأمريكي ان يستمر بتغطية كلف حروب إسرائيل “الدونكيشوتية” اذا لم يكن اليوم فغدا .

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى