تصعيد إسرائيلي في القنيطرة وسط تصاعد الغارات الجوية
شهدت محافظة القنيطرة جنوب غربي سوريا توغلًا للقوات الإسرائيلية، حيث تمركزت في مدينة البعث داخل الخط العازل. وأفاد سكان محليون بأن الجنود الإسرائيليين انتشروا في المنطقة، طالبين من الأهالي التزام المنازل، وقاموا بتمشيط القرى المجاورة ومصادرة أسلحة متبقية تعود لجيش النظام السابق. كما تم استدعاء عدد من الشباب للتحقيق، أُفرج عنهم لاحقًا، ما أثار قلقًا واسعًا بين سكان المنطقة.
رغم التوتر المتصاعد، نفت مصادر إعلامية ما تردد عن وصول القوات الإسرائيلية إلى تخوم العاصمة دمشق، إلا أن غارات الطيران المسير الإسرائيلي استهدفت المدينة منذ ساعات الليل وحتى صباح اليوم. هذه الضربات تزامنت مع أنباء عن تقدم إسرائيلي في عدة قرى بمحاذاة الحدود اللبنانية، ما يشير إلى اتساع نطاق العمليات العسكرية.
في سياق متصل، أعلنت إسرائيل أن ضرباتها الأخيرة استهدفت مواقع أسلحة كيميائية ومخازن صواريخ “كإجراء وقائي”، على حد تعبيرها، بعد انهيار النظام السوري برئاسة بشار الأسد، الذي لجأ إلى روسيا. هذه التصريحات قوبلت بإدانة شديدة من مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، الذي دعا إلى انسحاب القوات الإسرائيلية والالتزام بقرارات مجلس الأمن واتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
من جهة أخرى، تواصلت الانتقادات الدولية ضد التصعيد الإسرائيلي، وسط دعوات أممية للتهدئة وضمان سلامة المدنيين. يأتي ذلك في ظل فراغ سياسي وأمني تعيشه سوريا بعد سقوط نظام الأسد، حيث تتصارع أطراف دولية وإقليمية على النفوذ في المنطقة، مما ينذر بمزيد من التعقيد والتوتر.