سجن صيدنايا: شهادات جديدة تكشف فظائع التعذيب والموت الجماعي
كشف مدير الدفاع المدني السوري، رائد الصالح، عن تفاصيل مروعة تتعلق بما تم العثور عليه داخل سجن صيدنايا في ريف دمشق، حيث وصف الأدلة التي تم توثيقها بأنها تعكس حجم المعاناة والقتل الجماعي الذي كان يتم بشكل يومي على مدار السنوات الماضية. وشدد الصالح على أن المعلومات التي تروج لوجود طوابق وأقبية سرية تحت الأرض في السجن غير صحيحة، إذ تبين أن السجن يحتوي على طابق واحد يضم زنازين انفرادية.
ووفقًا لشهادات معتقلين سابقين، ذكر الصالح أن النظام السوري كان ينفذ يوميًا إعدامات جماعية يتراوح عددها بين 50 و100 شخص، حيث كانت الجثث تُحرق أو تُضغط للتخلص منها. وأكد وجود عشرات السجون السرية الأخرى في مناطق متفرقة من سوريا، مثل حلب واللاذقية وطرطوس، مما يعكس اتساع دائرة الاعتقالات والتعذيب في البلاد.
الصالح أوضح أن نحو 4500 معتقل خرجوا من سجن صيدنايا، في حين تجاوز عدد الذين تم الإفراج عنهم من مختلف السجون السورية 25 ألف شخص. وأشار إلى أن معظم الناجين يعانون من أوضاع صحية كارثية، مثل هشاشة العظام وفقدان الذاكرة وصعوبات في النطق، نتيجة تعرضهم لمختلف أنواع التعذيب داخل السجون.
وعبّر الصالح عن قلقه من وجود أكثر من 100 ألف مفقود لا تزال مصائرهم مجهولة، مشيرًا إلى أن هناك معتقلين من جنسيات غير سورية، بما في ذلك لبنانيون وأردنيون، حيث وردت معلومات عن حالة صحية متدهورة لأحد الأردنيين الذي تم نقله إلى المستشفى. وأضاف أن الدفاع المدني السوري ناشد الأمم المتحدة للضغط على روسيا والنظام السوري لتقديم خرائط تحدد مواقع السجون السرية.
من جهته، أعلن الدفاع المدني السوري انتهاء عمليات البحث في سجن صيدنايا دون العثور على زنازين أو سراديب سرية. وأعرب في بيان رسمي عن خيبة أمله بسبب استمرار غياب المعلومات حول مصير آلاف المعتقلين والمفقودين، داعيًا المؤسسات الدولية إلى تعزيز الجهود للكشف عن مصائرهم ودعم العدالة الانتقالية في سوريا.